نحو حزب  يلعب دوره التاريخي المعهود في القضايا الوطنية والاجتماعية والديمقراطية الميثاق: إطلاق حوار بين الشيوعيين لاستعادة وحدتهم من أجل: الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب وحريته

بعد أن أنجزت لجنة المبادرة لتحضير ميثاق شرف الشيوعيين السوريين في صياغته الأولى، احتفل في دمشق بإطلاق تلك المبادرة التاريخية وسط أجواء من التفاؤل والفرح بوضع اللبنة الأولى على طريق وحدة الشيوعيين السوريين على اختلاف فصائلهم  ومواقعهم ليعود الحزب بيتاً آمناً لأبنائه الشرعيين بعد أن غربتهم وأبعدتهم عن صفوفه ممارسات بعض القيادات الحزبية التي اعتبرت نفسها هي الحزب مكتفية بالحفاظ على مكتسباتها الضيقة، واضعة آلاف الشيوعيين خلف الظهور، مضحية بنضالاتهم وبشرف الانتماء إلى صفوف الحزب الشيوعي السوري..

 (ستتابع «قاسيون» نشر باقي مواد حفل التوقيع على الميثاق في أعدادها القادمة).

مهام جسيمة

 ففي صبيحة يوم الجمعة 15 آذار الجاري توافد مئآت الشيوعيين من أرجاء سورية إلى أحد البيوت في حي ركن الدين بدمشق حاملين معهم الدفء والأمل والرغبة الصادقة في تحقيق وحدة الشيوعيين السوريين ليكونوا على قدر المهام الجسيمة التي تطرحها المرحلة للدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب.. مئآت من الشيوعيين متوسط مجموع أعمارهم الحزبية آلاف الأعوام، يمثلون آلاف الشيوعيين في المحافظات السورية كافة.. حيث ضاق المكان على رحبه واتسعت الصدور، وعلق في صدر أرض الدار شعار «ياعمال العالم اتحدوا»! وباقة كبيرة من الورد..

وقد تصدر المكان العديد من الشخصيات الشيوعية، منهم الأديب الشيوعي المزمن عبد المعين الملوحي والرفيق بهجت قوطرش والرفيقة منتهى المازوني والرفيقة ليلى السيد والرفيق د. غسان السباعي..

افتتح الرفيق حمزة منذر عريف الحفل احتفال التوقيع على ميثاق الشرف على أنغام النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لشهداء الوطن والحركة الشيوعية  وحركة التحرر الوطني العربية والعالمية والانتفاضة الفلسطينية الباسلة..

حزب لا يُسمى فيه أحد على أحد

وقال: نجتمع في ظرف عصيب تتعرض له المنطقة بوجه عام، وبلدنا بشكل خاص. إن هذا اللقاء هو لقاء غير عادي، بادر إليه العشرات من الشيوعيين السوريين لصياغة ميثاق شرف للعمل وإطلاق حالة التعاون والتنسيق، وصولاً إلى وحدة جميع الشيوعيين السوريين. وصولاً إلى حزب كفاحي مرتبط بتراثه المجيد، وصولاً إلى حزب لا يُسمى فيه أحد على أحد، وصولاً إلى حزب يلعب دوره التاريخي المعهود في المسألة الوطنية والاجتماعية والديمقراطية، لذلك بادر هؤلاء إلى هذا اللقاء.

وبعد أن تلا الرفيق عريف الحفل نص ميثاق الشرف، أعطى كلمة لجنة المبادرة للرفيق (الشيوعي المزمن) الأستاذ المربي عبد المعين الملوحي الذي أعلن إطلاق حملة التوقيع على الميثاق بكلمة مؤثرة هذا نصها:

الشيوعي المزمن عبد المعين الملوحي

حمزة منذر - عريف الاحتفال

كلمة الرفيق عبد المعين الملوحي

* هؤلاء الذين دعوكم إلى وضع ميثاق الشرفِ، ليسوا حزباً، ولا يريدون أن يكونوا حزباً، لكنهم شيوعيون صادقون مخلصون.

* تعالوا أيها الرفاق لنضم جهودنا في الدفاع عن حقوق شعبنا، في إنقاذ شعب فلسطين، * في إعادة وحدة الشيوعيين، تعالوا نضع ميثاق الشرف الشيوعي، تعالوا نوقع هذا الميثاق الكريم، واسمحوا لي أن أكون أحد الموقعين.

* عبد المعين الملوحي

أهلاً بهذه الوجوه النضرة، هذه الوجوه الطيبة، التي كانت من أوائل الوجوه التي اعتنقت الشيوعية سبيلاً واحداً لا سبيل غيره، لتحرير الشعوب وإنقاذ العمال من سيطرة الرأسماليين، وإنقاذ الفلاحين من اضطهاد الإقطاع. أهلاً بكم وسهلاً، وأرجو أن تسمحوا لي بإلقاء هذه الكلمة:

رفاقي الشيوعيين الأعزاء، السلام عليكم:

لست أعلَمَ  منكم بما سأقوله لكم ولكن أعضاء لجنة المبادرة للميثاق كلفوني إلقاء كلمة عليكم لأني أكبركم سناً وكنت أتمنى أن أكون أصغر منكم سناً أو أصغركم سناً لأعيش وأكافح كما كافحت من قبل، لا لأني أحب العيش بل لأني أحب النضال.

وأبادر وأقول لكم لست أكبركم قدراً وربما أكون أكبركم سناً.

أيها الرفاق الأعزاء:

نحن في عهد عصيب، الرأسمالية تريد إعادة الاستعمار إلى الأرض بعد أن تحررت الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية، وهي الآن تريد إعادة الاستعمار، وإعادته لدولة رأسمالية واحدة، وقد بدأت بأفغانستان، وهي الآن تحضر للعراق ولإيران وكوريا الشمالية.

الأمة العربية تمزقت شراذم وقبائل، أكثر حكامها يحرصون على مصالحهم أكثر من حرصهم على مصالح شعوبهم. وفلسطين تتعرض لحرب إبادة يشنها الصهاينة عليها، ونحن نتفرج على مأساتها، كأننا نتفرج على فيلم سينمائي. الشيوعيون توزعوا أحزاباً ومنظمات، وكل حزب بما لديه فرح، بل بدأ بعضهم الهجوم الإعلامي على البعض الآخر، هذه الانقسامات لا يرضى بها شيوعي ذو ضمير، فماذا علينا أن نفعل في مواجهة هذه المأساة؟

إن واجبنا الأول أن نعمل على ضم الشيوعيين جميعاً في حزب شيوعي واحد، يحقق وحدة الشيوعيين بمختلف أحزابهم وتنظيماتهم، يعيد الحزب إلى الجماهير الواسعة ويتمسك بالدفاع عن مصالحها، يمارس دوره التقدمي الوطني، يرفض الوصاية عليه، يضع ميثاق شرف يتبناه كل الشيوعيين، سواء كانوا في الحزب أم خارجه، سواء كانوا من الذين تركوا الحزب طواعية أو كانوا من الذين أرغموا على تركه.

رفاقي الأعزاء:

هؤلاء الذين دعوكم إلى وضع ميثاق الشرفِ، ليسوا حزباً، ولا يريدون أن يكونوا حزباً، لكنهم شيوعيون صادقون مخلصون.

تعالوا أيها الرفاق لنضم جهودنا في الدفاع عن حقوق شعبنا، في إنقاذ شعب فلسطين، في إعادة وحدة الشيوعيين، تعالوا نضع ميثاق الشرف الشيوعي، تعالوا نوقع هذا الميثاق الكريم، واسمحوا لي أن أكون أحد الموقعين.

أيها الرفاق، أتوقع أن يكون هذا الميثاق ميثاق توحيد لا تفريق، ميثاق مصلحة عامة لا مصلحة خاصة، ميثاق حركة شيوعية رائعة، أقسمنا جميعاً عندما انتسبنا إليها أن نكون جنودها الأوفياء لبناء وطن حر وشعب سعيد.

 

والسلام عليكم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
171