الخيار الوحيد

جاء في البلاغ الصادر عن المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري الذي عقد يوم 18/3/2003 إن المؤتمر بحالة انعقاد دائم لفسح المجال أمام عملية توحيد الشيوعيين السوريين، من هنا ينبغي علينا أعضاء اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين إثارة أوسع نقاش مشبع بالنقد والنقد الذاتي الشجاع، ويؤكد البلاغ إن المرحلة الراهنة تتطلب منا إجراء مؤتمر قادم شجاع يتسم بالإبداع الحقيقي وليس الشكلي ،

مؤتمر يقدم دافعاً حازماً لتجديدنا وإظهار القدرات لحل العديد من القضايا التي تخص دور الحزب وهيآته القيادية وكوادره وأعضاءه ويؤمن إعداد صيغتنا الخاصة للجمع بين التتابع وإعادة البناء ويسمح بشن نضال دؤوب ضد كل مظاهر البيروقراطية الحزبية والمحافِظة والجمود العقائدي وينبغي استخلاص نتائج عمل الحزب السياسي  وتطوره الداخلي وهذا يسمح لنا بتقويم النجاحات والإنجازات والمآثر التاريخية والكشف عن النواقص والأخطاء والتحريفات التي تمنعنا من الاضطلاع بدور سياسي متقدم.

إن المنحنى الهام هو المعافاة الأخلاقية والمعنوية.

لقد أكدت الوثيقة إن المصاعب لدينا كثيرة حتى أننا لا نعرفها كلها ولكن نعرف الشيء الرئيسي وهو أن اختيارنا صحيح ولا يستطيع أحد أن يقترح شيئاً آخر. فالانتقاد الذي يوجه إلى مسيرة الحزب يستهدف تحسينها والكشف عن جوانبها الضعيفة وهذا أمر طبيعي.

صحيح أن النهج هو عملية حية وعليه عند الاحتكاك مع الحياة أن يصحح نفسه ويغتني به ولكن الرئيسي يكمن في أن قواعد الحزب قد قبلت هذا النهج، هذا النهج الذي التزمنا به لإعادة توحيد الشيوعيين، تسير في بعض الحالات بنجاح وفي حالات أخرى بصورة غير جيدة، وبسرعة هنا وببطء هناك ولكنها سوف تسير بالتأكيد. 

إن هذه العملية متعددة الوجوه ولكنها عميقة وليست أعمالاً تجميلية أو سطحية، إنما إعادة بناء الحزب، بالطبع لم يكن العثور على الحلول التي تستجيب لواقع الأمر هيناً إلا أننا وجدناها وقد لقيت رد فعل إيجابي في أوساط قواعد الحزب الواسعة وأصدقاء الحزب.

علينا أن نُصلب إرادة التقدم إذ لا يجوز السماح لرموز التفرقة أن تعمل على تعميق التناقضات بين فصائل الحزب.

إن نضالنا من أجل توحيد الحزب نضال مقدس في سبيل إعادة عرى الوحدة بين الشيوعيين، وهنا نحن نسير وعلينا أن نواصل السير في طريق العمل لإعادة وحدة الحزب الشيوعي السوري لأنه ليس هناك بديل آخر يقدم نفسه كخيار أفضل، إننا نطالب بمواصلة السير على طريق إعادة توحيد الحزب، إننا نطالب بأن تكون خطواتنا مدروسة وواقعية وأكثر ثباتاً ورسوخاً فليس في صالح حزبنا أن تتعثر هذه الخطوات وليس في صالح وحدة الحزب أن تأتي خطواتنا متعجلة وعاطفية وغير منتظمة الإيقاع ومنسقة الحركة.

إن الحزب الشيوعي السوري بوصفه حزباً لشيوعيي سورية يجب إن يتحول بعد تحقيق الوحدة بمشاركة نشيطة من قبل الشيوعيين الذين يخوضون النضال الآن خارج الأشكال التنظيمية إلى منظمة سياسية جماهيرية طليعية كبيرة تضطلع بدورها التاريخي، وترنو إلى المستقبل وتتمسك بالإيديولوجيا الشيوعية الواضحة المعالم والقائمة على مبادئ الماركسية اللينينية وكل منجزات الفكر الثوري والممارسة الثورية، ويجب أن يصبح حزباً لا يقبل تأويلاً عقائدياً جامداً لمبادئه بالذات، ويستطيع الجمع بين النضال والمعرفة، يتجنب تحول النظرية إلى عقيدة متحجرة بل يطورها بوصفها مجموعة من الأفكار الحية والاقتراحات التجديدية حقا، حزباً وطنياً وطبقياً قادراً على استيعاب كل شيء جديد وساهراً على مصالح الجماهير، حزباً مفتوحاً لجميع من يناضلون في سبيل الديمقراطية وتحويل المجتمع على أسس اشتراكية علمية.

*■ أحمد شعبان       

 

  *عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين/ حلب