يوم الشهيد الشيوعي

أنعقد المؤتمر الاستثنائي أخيراً، وكان من ضمن قراراته تحديد يوم استشهاد الرفيق فرج الله الحلو يوماً للشهيد الشيوعي، وبرأي من القرارت الهامة التي تمخضت عنها أعمال المؤتمر، فنحن الشيوعيين السوريين ابتعدنا كثيراً عن الماضي (وليس لدي أي  شهية للعودة إليه) على الطريقة التي اعتادتها قيادات فصائلنا، حيث كانت تعود إليه، إما للتمجيد حيث تتضخم الذات لدرجة النرجسية، أو لإعادة رسم ملامح الماضي بشكل مشوه وممسوخ على قياس عقليتها الانقسامية المريضة.

فالمطلوب منا أيها الرفاق إعادة قراءة الماضي قراءة موضوعية وعلمية، وأن لا ننسى بان هناك من عاش فترة العواصف، وأمسك بدفة السفينة حتى الرمق الأخير، وكان في مقدمتهم شهداؤنا، الذين ضحوا لا ليكونوا صورة معلقة على جدران مكاتبنا ومنازلنا، ولا ليكونوا ذكرى قديمة حُشرت  بصعوبة بين أسطر دفتر حسابات عتيق لسمانٍ غير مهنته لأنها لم تعد تفي بالحاجة، ولا لنذكرهم بشكل سريع وخجول في خطابتنا الجوفاء كطبل مثقوب، بل استشهدوا لإدراكهم العالي المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم، فلم يديروا لها ظهورهم، ولم يقولوا بأنهم غير قادرين على حملها، فكانوا شجعاناً وأبطالاً، حيث تجلت شجاعتهم وبطولتهم في استشهادهم الذي هو مأثرة لهم، ودليل عمل لكل من يريد أن يحفظ كرامته ويصون حمى أرضه ولقمة عيشه وثقافته ولغته وإنسانيته. والأمر الذي يدعو للإستغراب بأن كل القوى (حتى تلك التي ننعتها بالتخلف والرجعية) تهتم بشهدائها وأقوالهم وأعمالهم ومآثرهم، إلا نحن..؟ وهنا أسأل: لماذا؟ لماذا نحن لا نعرف عن شهدائنا إلا  أسماءهم؟ وكثيراً من الأحيان حتى أسمائهم لا نعرفها؟ وربما نسيناها من جملة ما نسيناه..

إني أناشدكم أيها الرفاق وأناشد معكم أصدقاءكم، المتواجدين على امتداد ساحة هذا الوطن، أن تنقبوا عن حياة شهدائنا ومآثرهم، وأنا واثق بأنكم ستجدون الكثير والكثير..

وأخيراً أود أن أقول: بأن شهداءنا،  ليسوا )تركة( تتقاسمها الفصائل فيما بينها، شهداؤنا هم للقضية وللوطن أولاً وأخراً.

■ محمد طه الدرعوزي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.