مداخلة الرفيق حمزة منذر

 وفي إطار النقاش العام، تحدث الرفيق حمزة منذر قائلاً:

بداية أقول إن الورقة السياسية كما سميناها، إنما هي محاولة، وعن حق قال فيها أحد الرفاق إنها للآن، هي ليست القواسم الدنيا المشتركة، بل هي القواسم الأعلى المشتركة، من أوراق العمل التي أطلقت للحوار بين الشيوعيين السوريين من على ساحة الوطن ولاأذيع سراً إن قلت أن هنالك ما يزيد عن خمسين ندوة نوقشت فيها أوراق العمل الأربعة للحوار، وإذا أخذنا العدد بشكل مكرر يزيد هذا العدد عن ألفي شيوعي، وإذا أخذنا بشكل غير مكرر يتجاوز الألف. هذه ظاهرة غير مسبوقة لدينا سابقاً.

وقدم ملاحظات سريعة، جاء فيها: 

قيل أن لا وجود لبرنامج قوى السوق لأنها مشغولة بالشفط والنهب، بودي القول أن هذا هو بالضبط برنامجها ولهذا (الشفط والنهب) تفاصيل خطيرة جداً، وأخطر ما فيها أنها ترتبط بالرأسمال المالي المعولم، ومن هنا نزعم أنها قوة رئيسية من حيث خطورتها، لا بل هي القوة الأخطر. لأنها ترتبط بما هو أقوى مما في الداخل جميعها أي برأس المال المعولم وبمحاولات ضرب الدولة الوطنية، إلخ....

هناك فكرة أن القيادات بطبيعتها منسجمة مع طبيعتها الطبقية، ولم يتفق البعض معنا أن أمراض العمل الجبهوي هي  أمراض جدية ومشخصة طالت جميع الأحزاب بدون استثناء وأخطر مافي هذه الأمراض أن هذه الأحزاب تحولت لجهاز تابع لجهاز الدولة، وأي حزب يتحول إلى تابع لجهاز الدولة يفقد الوظيفة الاجتماعية التي أعلن من أجلها أو أشار في برنامجه إليها.

وقال: إضافة إلى ذلك، وللأمانة والتاريخ، نحن كنا قد أكدنا في ميثاق الشرف أننا سنكون أمناء للبناة الأوائل والشهداء ولكل من وضع لبنة في الطريق أو سار خطوة عليه، وهناك بين القيادات فعلاً مرت مرحلة كبيرة كان فيها مناضلاً متمترساً شرساً على الخصوم الطبقيين ويجب أن لا نبخس حق هؤلاء وهذه مسألة تتعلق بالأخلاق العامة لأي كان..

هناك قضية أشار إليها الدكتور العزيز عزاوي، حول أن جميع أحزاب الجبهة هي قيادات وكوادر ولكن دون قواعد، نحن نتفق مع هذا الرأي، لكن لماذا أصبحت بدون قواعد؟ خرجت من الجماهير وهذا سبب أزمة لجميع الأحزاب ولايمكن الخروج من الأزمة إلا بالعودة إلى الجماهير.

عندما نقول: وعدونا بالإصلاح ولكن لم يأت الإصلاح.. من يمنع الإصلاح؟! هل الأشباح؟! علينا أن نشخص من يمنع الإصلاح ومن يعيقه وما هي البرامج التي أطلت برأسها الآن صراحة في المجتمع، في السابق كانت هناك برامج مخفية، تذكروا عندما جاء (العمادي) وأول ما بدأ بدولرة الاقتصاد السوري عبر الأدوية وكيف استمرت هذه المسيرة لفترة طويلة، ولكن الآن هذه البرامج أطلت برأسها صراحة وتطالب بمساحة في القرار السياسي و..إلخ...

إذاً هنالك قوة ممانعة ومحاولة استعصاء موجودة.

وأضاف: حول مفهوم الوحدة الوطنية يثار كثير من التساؤلات حول هذا الموضوع. السلطة لديها مفهوم وديمقراطية أخرى أيضاً لديها مفهومها. أخشى ما أخشاه أن البعض عندما ينتقد الضعف في الوحدة الوطنية أن يفهم من ذلك أن لا وحدة وطنية على الإطلاق، وأننا قد عدنا إلى مكونات ما قبل الدولة الوطنية. وهذا نظرياً شيء خطير. هذا نظرياً ما وصل إليه (بريمر) في العراق والحديث يطول عن هذا الموضوع. إذاً عندما يقال (تعزيز الوحدة الوطنية) هذا ليس مفهوماً خاطئاً، المقصود ليس رفع  العتب عند رفع هكذا شعار.

تعالوا لنتفاهم جميعاً ماهي السبل الأفضل لتعزيز الوحدة الوطنية دون إقصاء ودون إلغاء ودون إلحاق ودون إدماج ودون أن يكون أحد عبء على الآخر. هذا شيء مهم جدا ًباعتقادي ونحن  لانقفل أبداً أنفسنا على اجتهاداتنا بل نتحاور وفي هذا المكان جرت أكثر من ندوة مع منتجي المعرفة في بلدنا ونتشرف أن ندعو بعضكم إلى ندوات قادمة.

حول ما قيل حول الاستبداد، فعلاً الاستبداد يتجلى في الجهل والإنسان الجاهل يخشى أي شيء. الجهل نحو الذاكرة الشعبية، نحو الموروث...إلخ.. هذا كله أسباب تساعد المستبد عملياً على أن يستبد أكثر.

وقال: مثال بسيط: عندما نقول ونؤكد في «قاسيون» وعبر تحليلات ودراسات أن نسبة البطالة تتجاوز العشرين بالمائة (حوالي مليون ومئتي ألف عاطل عن العمل) من هؤلاء 37% خريجي معاهد وجامعات، عندما نقول أن هناك ما بين عمر (25 ـ 40) سنة 48% من الإناث غير متزوجات و46% من الذكور غير متزوجين. بالمفهوم العلمي يقال أن هذا يشكل الأرضية المناسبة لأخلاقيات العالم السفلي. وما بداخلها من أمراض. لذلك نحن نحاول ألا نخلق واقعاً متخيلاً وليس لدينا أوهام على أن الطبقة العاملة ستحمل الرايات وتقتحم الحصون وكذا وكذا...

 

وفي الختام قال: الجميع أحياناً ينتقدوننا قائلين: تطالبون وتطالبون، وذات الرفيق والصديق العزيز هو نفسه يطلب منا أن نعمل كذا، فالمطالبة عملية مشتركة لدى الجميع فلنعمل لنصل إلى مستوى تقل فيه المطالبة وتكثر فيه فرض الأمور الحقيقية والواقعية.