مداخلات الضيوف

مداخلة د. منذر خدام

وفي مشاركة الضيوف في النقاش العام. تحدث د. منذر خدام قائلاً:

أتيت لأشارك الرفاق الشيوعيين في سعيهم للوحدة والتي أتمنى من كل قلبي أن تتكلل بالنجاح، قرأت بعجالة الأوراق التي تشكل أرضية الحوار.

وأضاف: الاستبداد هو الذي يحول بيننا وبين وعي قضايانا الاقتصادية ووعي قضايانا الاجتماعية، مع تأكيدي على الفكرة الواردة في الورقة السياسية حول وحدة القضايا الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، إنما كنت أتمنى أن يشار بأولوية واضحة لقضية الديمقراطية.

وتابع قائلاً: أنا لاأتفق مع مقولة «الإمبريالية أخر مراحل الرأسمالية» وليست العولمة كذلك أخر مراحلها كما أشار أحد الرفاق.

وقال: نحن لا نتميز كشيوعيين ولاكوطنيين عندما نطالب بالوحدة  الوطنية فقط، فعندما أتحدث عن القضية الوطنية فمن خلال بناء نظام في المصالح، يكون للطبقة العاملة حقها وللفلاحين حقهم وللبرجوازية الوطنية حقها أيضاً.

وأضاف: نحن في سورية نعاني من نقص تطور الرأسمالية وليس من الرأسمالية.

وتابع: لقد امتحن التاريخ مقولة لينين: «حول بناء الاشتراكية بفعل ذاتي».

في ظروف التخلف لا غنى عن دور الدولة والقطاع العام، لكن ليس القطاع الحكومي، لقد بنينا في سورية قطاعاً حكومياً لذلك فالدفاع عن دور الدولة شيء مهم في برنامج الشيوعيين وبرنامج الوطنيين العام بشكل عام.

هذا يدفعني للقول أن هذا يتطلب منا نظرة أوسع من الطبقوية إذا صح التعبير.

وأضاف: لذلك من وجهة نظري يجب أن نتخلى عن النظرة الطبقية الضيقة.

وقال: هناك مسألة انزلقت لها بعض قوى المعارضة اختلفت معها في ذلك لا يجوز في أي خطاب يقدم ضد الاستبداد أن يوجه تهمة إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.

شئنا أو أبينا فحزب البعث  من الأحزاب الوطنية الموجودة.

وأضاف: هناك مسألة المركزية الديمقراطية:

هذا مفهوم من المفاهيم الأساسية في الماركسية اللينينية في الجانب السياسي والتنظيمي.

أنا أجرؤ أن أقول أن لينين كان مخطئاً في تثبيت هذه المقولة.

مداخلة د. قاسم عزاوي

وتحدث د. قاسم عزاوي قائلاً: 

... ارتبطت كلمة شيوعي بكلمة مناضل ومضحي، علماً أن كثير من التضحيات كادت أن تذهب سدى بغياب المهمات المطروحة أمام الشيوعيين.

وأضاف: عليهم أن يقطعوا بوضوح لكي تكون لهم علاقة واضحة مع الجماهير والجبهة. هناك غموض لأسباب يمكن استيعابها وفهمها في مسألة الجبهة، خاصة في هذا الوضع العصيب جداً الذي تمر به منطقتنا.

وقال: كل الأحزاب والقوى في السلطة وسواها ضعيفة جداً، أحزاب الجبهة كلنا يعرف أنها أصبحت قيادات وكوادر وليس لها قواعد، وأحزاب المعارضة أيضاً ضعيفة جداً قد يبرر لها القمع المزمن الذي تعرضت له، ولكن لا يبرر لها غياب الديمقراطيات فيها، الذي هو مرض في أحزاب الجبهة والمجتمع والمعارضة.

وتابع: كلنا ضعاف إذا لم نضع أيدينا بأيدي بعض.

- ماهي المهمات المطروحة بشكل أساسي؟

الوحدة الوطنية، ماهو مفهومها؟

نحن نقول: إن الوطنية تبنى على أسس واضحة ومتفق عليها تعتمد الديمقراطية واحترام الرأي الآخر ومصلحة الوطن أولاً وآخراً.

وأضاف: وندعو منذ زمن طويل إلى الوحدة الوطنية، ونقول إن العدو الأمريكي قريب جداً في محافظة دير الزور في قرية الحصيبة قرب البوكمال لم يعد خلف البحار والعدو الصهيوني ضربنا في عين الصاحب نحن ضبطنا أنفسنا واشتكينا لمجلس الأمن.

إن التركيز وأوافق على ما طرحت الورقة السياسية على ضرورة التشابك والتداخل وعدم إمكانية الفصل مابين الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي، لأن الذي ينهب البلد ويسرق ثروة الدولة والمجتمع التي 

تقدر بـ(180) مليار، هؤلاء الذين سرقوا، لماذا يستطيعون متابعة سرقتهم؟

لغياب الديمقراطية، وعدم وجود صحافة وأحزاب حرة.

وقال في الختام: ماجدوى الحديث الآن عن تشكيل حزب والسياسة منزوعة من المجتمع، أنتم تحاولون توحيد الشيوعيين وهذا عمل شريف ونبيل ونحن نشد على أيديكم، وقد نصبح معكم في يوم من الأيام.

ولكن في غياب  السياسة عن المجتمع نحن مدعوون أولاً لإعادتها إلى المجتمع وإعادتها تحتاج إلى تكاتف كل القوى.

مداخلة الأستاذ مصطفى رستم

كما تحدث الأستاذ مصطفى رستم قائلاً:

في بادئ الأمر عندما سمعت عن حركة لوحدة الشيوعيين السوريين لفت انتباهي أن هناك حيوية جدية وحماس تظهر لديهم وأمر آخر أيضاً أن أحدهم قال لي: نحن أبناء الحركة الشيوعية وصلنا إلى استخلاص مفاده أنه نحن كشيوعيين إن لم يكن بيننا خلاف فهذا يعني وجود خطر نعيشه.

أي أن هناك نوعاً من التصويت كضرورة إنسانية وجود اختلاف ضمن أي تجمع إنساني وهذا سر من أسرار التطور.

لقد صرحت أن رؤيتي أننا كحركات سياسية نشأت في القرن العشرين إن كان الشيوعيون بكل تلاوينهم أو القوميون وكل تلاوينهم أو... قاموا بدور جيد في حركات التحرر لكنهم فشلوا في إدارة المجتمع وبتقديري عقوبة الحياة الطبيعية أن تتمزق هذه القوى.

وسبب هذا التمزق هو عدم تأدية هذا الحزب لدوره الوظيفي الاجتماعي. استخلاص العبرة الأولى أن هناك وأعتقد أننا بحاجة إلى وقت لتجاوز هذا الخلل.

وفق رؤيتي الخاصة أننا ما لم ننتج خطاباً جديداً فلن ننشئ حركة سياسية جديدة وهذا الخطاب مالم يستند على ثقافة وخلفية ثقافية وأعني جملة المفاهيم التي ننظر بها للآخر.  فعلينا تجاوز مسألة الخلفية الثقافية العشائرية لكي نكون حركة سياسية جديدة.

والآن أمامكم مهمة صعبة وبرأيي مستحيلة.

وأضاف: هناك ندوة يتيمة ألقيت فيها محاضرة باسم «خطوات لابد منها» خطوات لابد منها كمشروع سياسي، وتحدثت عن ثلاث قضايا (قانون الطوارئ، حرية الرأي والتعبير السياسي، استقلال القضاء) وأي خطوة دون هذه القضايا هي لا شيء.

ووجدت في هذه القضايا خطوات للدخول للوطن وحقي بأن أكون مواطناً وحقي أن أقول كلمتي وحقي أن أكون محمياً، فكيف أستطيع الحديث عن نظام اقتصادي بعدم وجود هذه القضايا الثلاث في هذه المحاضرة، لأن أي  نظام اقتصادي سوف يفشل بسبب الفساد والنهب. وطالما الفساد والنهب قائمان سيفشل أي نظام اقتصادي ولن تحصل على حقك بالدخول للوطن، ولن أستطيع انتزاع حق الاعتراف بنفسي كمواطن.

لم تتعرض الورقة لمسألة الاستبداد، والكثيرون تحدثوا عنه، لكن المسألة الخطيرة التي لمسناها أن الاستبداد ليس مسألة ظلم فقط أو اغتصاب حق فقط، ففي وطننا العربي أعطى نتيجة خطيرة جداً وهي تمزيق هذا المجتمع وخلق توترات داخلية إلى حد الانقسام، فلا يجوز أن لا نتعرض لها، ونضع يدنا عليها، وأنتم إن لم تتعرضوا لها، اسمحوا لي أن أشعر بالالتباس.

هناك رأي اعتبرته رائعاً لأنه متفق معي عن مصطلحات لم أفهمها مثل «تعزيز الوحدة الوطنية» هذا معناه أن هناك وحدة ونحن نريد تعزيزها.

وقال: إن الجبهة يا رفاق تنطبق عليها الآية القرآنية: «وما صلب ولكن شبه لهم». وهم كذلك لايقودون ولكن شبه لهم.

كنت أتمنى من الورقة السياسية أن تتناول هذه القضية بقوة.

مسألة استقلال القضاء غير مطروحة في الورقة.

 

في الختام: لا أرى  وضوحاً في الورقة، خاصة في الوقف من المعارضة والنظام فأنتم تسيرون بين حائط النظام وحائط المعارضة، لكنها بدايات جيدة وأنا أتفاءل بها لكني أحذر من العموميات وأتمنى أن تكون لغة الخطاب واضحة ومحددة.