نحو المؤتمر الاستثنائي
تستمر التحضيرات في كل المنظمات الحزبية لعقد المؤتمر العام الاستثنائي الذي دعت له اللجنة التحضيرية المنبثقة عن المنظمات المنطقية والفرعية المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي للحزب على أساس المادة (22) من النظام الداخلي.
وتجري الانتخابات على أساس لائحة انتخابية أقرتها اللجنة التحضيرية مستندة الى النظام الداخلي الحالي للحزب.
وكما هو معروف، كان ممثلو المنظمات الحزبية الذين يمثلون أكثر من نصف أعضاء الحزب على أساس التمثيل في المؤتمر التاسع الأخير، قد دعوا القيادة السابقة للحزب للاستجابة لنداء الواجب والعقل، والنزول عند مطلب المنظمات الداعية لعقد المؤتمر الاستثنائي تنفيذاً لأحكام النظام الداخلي. وبعد استنفاد كل المهل القانونية التي لم تتجاوب قيادة الحزب السابقة خلالها للمطلب المشروع للمنظمات، دعت هي، حسب الصلاحيات الممنوحة لها في النظام الداخلي، الى عقد مؤتمر استثنائي حتى نهاية عام 2003.
وقد أنجزت حتى الآن انتخابات المندوبين للمؤتمر الاستثنائي واللجان المنطقية في:
درعا ـ السويداء ـ طرطوس ـ أدلب ـ دير الزور ـ حلب.
وماتزال التحضيرات النهائية جارية في باقي المنظمات:
دمشق ـ حمص ـ حماة ـ اللاذقية ـ الحسكة ـ ريف دمشق.
وتجري الانتخابات خلال ممارسة ديمقراطية واسعة، ونقاش رفاقي جدي وصريح، يتمركز على كيفية إيجاد الأشكال الملموسة لربط القول بالفعل، وتطوير سياسة الحزب وممارسته في ظل الأوضاع الخطيرة والمعقدة التي تشهدها البلاد والمنطقة، والتي تتميز باستشراس قوى العولمة المتوحشة المتحالفة مع اسرائيل الصهيونية، والمتكئة على قوى السوق الكبرى المحلية التي تريد القضاء على الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية، وفرض سياسات اقتصادية واجتماعية لاتتفق ومصالح الجماهير الشعبية الواسعة.
إن الشيوعيين السوريين، بتوجههم نحو المؤتمر الاستثنائي، يريدون حلاً مبدئياً وشرعياً لمعركة غير مفهومة افتعلتها القيادة السابقة، وهم لأول مرة في تاريخ صراعاتهم الحزبية يقومون بالاحتكام للنظام الداخلي لحلها. وهم من خلال ذلك، يريدون صادقين، تعزيز التوجه نحو وحدة الشيوعيين السوريين، هذه الوحدة التي تتقدم تباعاً، (من تحت لفوق)، حسب الصيغة التي أقرها الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين.
إن إنجاز المؤتمر الاستثنائي سيكون حدثاً هاماً على طريق استعادة الشيوعيين السوريين لدورهم الوظيفي ـ التاريخي الذي افتقدوه بالتدريج خلال العقود السابقة.