الحوارالعام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين ●الندوة المركزية الثالثة «المهام السياسية الأساسية» في «الجزيرة»●
تتابع «قاسيون» نشر بعض المداخلات التي ألقيت في الندوة المركزية الثالثة للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، التي أقيمت في محافظة الحسكة بتاريخ 17/10/2003/، تحت عنوان:«المهام السياسية الأساسية»:
مسؤولية الحزب:تعزيز دوره للدفاع عن سيادة الوطن
مداخلة الرفيق ميشيل ماغي ـ (الحسكة):
.... إذن الخلافات لم تكن بنت اليوم بل تعود إلى فترة طويلة، إذ كانت تنظيمية وفكرية وسياسية.
وعندما تنشأ مثل هذه الحالة في تقييم الواقع الموضوعي فلابد من أن تنشأ وجهات نظر مختلفة حول طريقة تطبيق الماركسية اللينينية على الواقع الملموس، ويبدأ الحوار الرفاقي داخل الحزب الواحد وضمن هيئاته فالآراء المختلفة يجب أن تتحاور لما فيه خير الحزب والشعب والوطن. لا أن نلغي الرأي الآخر ونعمل للانقسام وبضوء أخضر....إلخ.
أما اليوم فتبذل الجهود والمساعي الحثيثة من قبل الرفاق المخلصين للحزب والوطن والشعب من أجل توحيد الفصائل الشيوعية للحزب الأم فشكراً لهم.
أيها الرفاق: إن ماضي الحزب ماضينا كلنا، ولا أحد يسوّد ماضي الحزب. في ماضيه صفحات نضالية مشرقة جريئة نفاخر بها.. من أجل الجلاء وضد الأحلاف، والدفاع عن مطالب العمال والفلاحين....إلخ، كلها صفحات مشرقة، ولكن في نفس الوقت لايمكن أن نغمض العين عن الخطأ. الأفضل أن نذكره ونحلله وننتهي منه ونقطع الطريق على من يريد استغلاله.
والآن ماهو الحل، ماهو المطلوب؟
برأينا يجب الاستمرار بالدعوة لإجراء مباحثات مع قيادة الفصائل الشيوعية وكوادرها المتواجدين، والتي تعود للحزب الأم، إن كان بشكل ثنائي أو ثلاثي أو رباعي حسب الاستجابة والاستعدادات، وبذل جهود مستميتة للحوار الجاد والمسؤول للاتفاق على:
■ إقامة ندوات مشتركة بين الفصائل القاعدية والفرعيات والمنطقيات والقيادة ويتم ذلك بوضع برنامج بالمواضيع التي ستطرح، قضايا تخصصية، مياه، زراعة، بلديات، مشاكل خدمية.
■ التعاون المشترك بين الفصائل بشكل مدروس ومستمر في لجان الإدارة المحلية والنقابات الجماهيرية والمهنية.
■ تنظيم عرائض ووفود مشتركة بالقضايا المطلبية لتقديمها للدوائر المختصة وإعلان ذلك في صحف هذه الفصائل.
■ الابتعاد عن حب الذات والأنانية لدى القيادات ، وكل تاريخ الحزب يقول عكس ذلك.
إن المسؤولية، كل المسؤولية، تقع على القيادة ماضياً وحاضراً أيضاً، ويتوجب على القيادات انتزاع حب الذات والسيطرة على قيادة الحزب ووقف قمع الكوادر الجيدة المؤمنة بوحدة الحزب.
أيها الرفاق: إن مسؤولية الحزب الشيوعي السوري ومهماته كبيرة جداً في هذا الوقت بالذات، حيث تتعرض بلادنا لضغوط وتهديدات خارجية تعيشها بلادنا وبلدان المنطقة، ويهم الشيوعيين وأصدقاء حزبنا أن يكونوا في مقدمة المدافعين عن سيادة الوطن ضد كل تهديد وعدوان، وأن يدافعوا عن مصالح الكادحين والمنتجين والمثقفين، وأن يسهموا في تطوير المؤسسات الإنتاجية ويسلطوا الضوء على مكامن الخلل ومظاهر الفساد.
ويهمنا أن نستوعب المنهج المادي لماركس وأنجلز ولينين وما هو الملائم لمجتمعنا عبر فهمنا للواقع وتغيراته وحسب موازين القوى ودورها في البلاد.
ويهمنا أيضاً أن تكون القوى الوطنية موحدة حول أهداف مرحلية ممكنة التحقيق وأن تعزز حواراتها ومشاوراتها وأعمالها المشتركة.
ولذلك فإننا نحن الشيوعيين يهمنا تعزيز مكانة حزبنا عند الشعب وإيضاح سياسته.
إن هذه اللقاءات ثمينة جداً، ولقد جرى في هذا اللقاء نقاش رفاقي وتلاقح بين الأفكار والتمعن في المشكلات وهذا هو الذي يدفعنا إلى البحث الدائم بالنقاش المستمر في ضع الحلول والطرائق التي تساعد على إقامة الوحدة بين الفصائل الشيوعية في بلادنا.
■■
السيادة.. ووحدة التراب الوطني
مداخلة الرفيق عصام حوج ـ (الجزيرة):
كان من الضروري أن تتضمن ورقة المهام السياسية، في فقرة الوضع الإقليمي، موقفاً تجاه القضية الكردية، وتنبع هذه الضرورة من عدة وقائع هي:
1. إن الشعب الكردي من المكونات الأساسية في المنطقة، وهو شعب كغيره من الشعوب له عمقه الحضاري وامتداده التاريخي وتعرَّض للاضطهاد مثل باقي الشعوب على يد القوى الاستعمارية التي قسمت المنطقة وفق مقتضيات مصالحها.... وهذا الاضطهاد استمر ومازال بأشكال مختلفة على يد الأنظمة المتلاحقة. باختصار هناك شعب تعداده عشرات الملايين من البشر يطمح إلى نيل حقوقه القومية بمعنى آخر هناك قضية تحرر قومي.
2. إن المسألة القومية وحقوق الشعوب من المفروض أن تكون في صلب اهتمام الشيوعيين سواء كان ذلك في إطار نضالهم التاريخي من أجل الاشتراكية أو في إطار نضالهم من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، أي أنها قضية تتعلق بمبادئ الماركسية اللينينية.
3. إن القضية في المرحلة الراهنة لها محتوى وطني على صعيد كل بلد تتعلق بمسألة السيادة ووحدة التراب الوطني.. كيف؟
إن سياسة الاضطهاد والتمييز القومي والممارسات الشوفينية وإنكار الوجود من قبل الأنظمة من الطبيعي أن يخلق كل ذلك ردود أفعال لدى أبناء الأمة المظلومة حسب التعبير اللينيني وردود الأفعال هذه من الممكن أن تهدد وحدة بلدان المنطقة، وتضرب بعرض الحائط مسألة المصير المشترك والمصالح المشتركة بين الشعب الكردي والشعوب الأخرى لاسيما أن وسائل الإعلام، عبر سيل من الأكاذيب والدسائس المهولة، تريدان تصور الصراع وتحوله من كونه صراعاً بين الأنظمة وهذا الشعب إلى صراع بين الشعب الكردي والشعوب الأخرى ـ العربية والفارسية والتركية ـ الأمر الذي يغذي التيارات الشوفينية هنا وهناك، وهذا ما يتقاطع مع استراتيجية قوى العولمة المتوحشة حيث تتكون الأرضية الخصبة للصراعات القومية أو الدينية أو المذهبية، ومن هنا فإن القوى الوطنية والديمقراطية وبالأخص الشيوعيين في الأمم الظالمة مدعوة إلى الوقوف إلى جانب الشعب الكردي، الأمر الذي من شأنه أن يحد من تأثير شوفينية الأمة المظلومة ويؤكد على أرض الواقع مسألة المصالح المشتركة والمصير المشترك، ويعزز الثقة بما هو مشترك. إن غياب هذا الموقف من وثائق الشيوعيين يغيّب البديل الوطني الديمقراطي أكثر مما هو غائب ويفرض على الوعي الاجتماعي تلك الثنائية المقيتة إما الأنظمة بكل ممارساتها أو البديل الأمريكي.
ومن الجدير بالذكر بأن الزعم بتطابق مصالح الشعب الكردي مع مصالح الإمبريالية الأمريكية في الظروف الراهنة هو زعم باطل وقبض للريح انطلاقاً من عدة حقائق ومعطيات:
أولاً: لأن المشروع العولمي الإمبريالي يتناقض موضوعياً مع مصالح شعوب العالم، كون أحد مقوماته قائماً على نهب خيرات الشعوب لزيادة أرباحها وحل تناقضاتها الداخلية والخارجية.
ثانياً: لأن الإدارة الأمريكية في حملتها المزعومة على الإرهاب تعمل لحل أزمة بنيوية مستعصية لديها ولحل هذه الأزمة فهي مستعدة دائماً لتغيير قواعد اللعبة والتفريط بمن تشاء من اللاعبين بمعنى آخر إن ربط المصير بقوى مأزومة مغامرة غير محمود العواقب، وإذا تطلب الأمر وسيتطلب حكماً، فإن العم سام سيفرط بأضعف الحلفاء المفترضين لديه انطلاقاً من الدور الوظيفي الذي يمكن أن يلعبه كل حليف، وخصوصاً في مراحل المواجهة الحاسمة، لاسيما وأن الصراع في المنطقة هو في العديد من تجلياته أحد أشكال الصراع على مناطق النفوذ في العالم بين المراكز الإمبريالية.
■■
وحدة الشيوعيين تعزيز للوحدة الوطنية
مداخلة الرفيق معروف أبو دهن ـ (السويداء):
أيها الرفاق الأعزاء والرفيقات العزيزات أمهات وبنات:
تحية لكم من شيوعيي السويداء، جئت إلى هنا دون حساب للمسافة على رجل مثلي تجاوز السبعين عاماً، لأن وحدة الشيوعيين السوريين تستنهض الهمم، وهي هدف لابد من الوصول إليه مها كانت الصعوبات.
منذ بدء الحوار حتى الآن وصلت إلى القناعات التالية:
1. إن ماتوصل إليه الحوار بين الشيوعيين يكفي لتسريع وحدة الشيوعيين في مؤتمر توحيدي، نخرج منه بحزب شيوعي واحد يلغي حالة الشلل في الحركة الشيوعية السورية.
2. إن وحدة الشيوعيين ستساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وحشد كل القوى السياسية حول برنامج وطني لمواجهة خطط التحالف الصهيوني الأمريكي.
3. إن تجاوب القواعد مع الحوار والوحدة بين الشيوعيين سيجعل قيادات الفصائل عاجزة عن منع عرقلة الوحدة من المشاركة في الحوار والتنسيق. كما أنها غير قادرة على تحريك الشارع، فهي مرتبطة بقوة بالمكاسب والمنافع التي حصلت عليها من السلطة.
4. إن خطورة الوضع السياسي وازدياد مخاطر العدوان على بلدنا يتطلب من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ليس الاكتفاء بالبيانات السياسية فقط بل يتطلب أيضاً الإسراع في وضع برنامج أو ورقة سياسية حول كل ما اتفق عليه الشيوعيون السوريون. ويساهم في توحيد كل القوى الوطنية على ساحة الوطن.
5. كل مالم نتفق عليه حتى الآن لا يمنع من الوحدة وسيبقى الحوار الرفاقي حول الحاضر والمستقبل الضمانة لقوة الحزب الشيوعي السوري الذي نطمح إليه. وكفانا تمهلاً.
فالوحدة معركة وعلينا جميعاً الفوز في هذه المعركة لأن العدو يطلب رأس الجميع.
دخلنا الحوار من أجل الوحدة، وليس للحوار من أجل الحوار. إن وحدة الشيوعيين السوريين شجرة وراقة تزداد يوماً بعد يوم.
التلازم بين المهام الوطنية و المهام الطبقية
مداخلة إبراهيم الثلاج ـ القحطانية:
أيها الرفاق: بداية أتوجه بالشكر والتحية للجنة التي دعت إلى عقد هذه الندوة للمناقشة حول المهام الراهنة للشيوعيين وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الشعور بالمسؤولية والروح الوطنية العالية.
يقول لينين: الشيوعية هي ضمير العصر.
إن الحديث عن المهام الراهنة للشيوعيين ضمن المرحلة الحالية هو الحديث مع الذات لأنه يضع الشيوعيين أمام أول تحد وهذا التحدي هو تجاوز حالة الكسل الفكري وحالة الاتكالية والاعتماد على الذات.
فالعصر الذي نعيشه هو عصر معقد ويزداد تعقيداً حيث تتلازم المهام الوطنية والمهام الطبقية والمتغيرات السريعة والمفاجئة التي يعيشها العالم حيث جرت أحداث كانت حتى اللحظة الأخيرة تبدو للكثيرين شبه مستحيلة.
أيها الرفاق: إن جوهر الفكرة الشيوعية يقوم على أساس تحرير قوة العمل من سطوة أو استغلال رأس المال، بمعنى تقوم على أساس التحرر الطبقي.
ولكن الحديث عن فكرة الصراع الطبقي بالشكل الصرف ضمن المرحلة الحالية أصبح خطأ. لأنه كما ذكرنا أصبح هناك تلازم ما بين الوطني والطبقي. فشعار العولمة الحالية هو القضاء على الهويات الوطنية والقومية، وهذا الشعار ترفعه قوى رأسمالية هدفها عولمة رأس المال ومد التشكيلة الرأسمالية ومعضلتها إلى أنحاء لم تترسمل بعد، وإن عمليات الاختراق هذه تتم عبر مستويين: مستوى اقتصادي معروفة آلياته لدى الكثيرين ومستوى عسكري يهيئ للاقتصادي فالهدف بالنهاية اقتصادي.
أيها الرفاق: عند عملية الضبط التاريخي هذه نستطيع الحديث عن المهام الراهنة للشيوعيين.
وأول هذه المهام وأساسها هي: قراءة الماركسية وأقول قراءة الماركسية وليس إعادة قراءة الماركسية، لأنني أعتقد أن النسبة العظمى ممن يدَّعون أنهم ماركسيون لم يقرأوا الماركسية ولم يطلعوا عليها، وإنما جاء انتماؤهم لها نتيجة عواطف ومشاعر معينة ونتيجة ولاءات شخصية ورموز معينة. وهكذا بدأ يتحرك هؤلاء على أساس أنهم ماركسيون والجماهير تقيّم الماركسية على أساس تصرفاتهم وممارساتهم السياسية إلى أن وصل هؤلاء إلى طريق مسدود.
فالماركسية هي منهج ومرشد للعمل، قراءتها تفيد في معرفة دروب التطور الاجتماعي.
أما المهمة الثانية فهي العمل على وحدة الحركة الشيوعية وتجاوز حالة التشرذم داخل هذه الحركة.
هاتان المهمتان يجب أن تكونا شعار كل شيوعي نزيه ومخلص تعز عليه القضية الوطنية و الطبقية والإنسانية، وإنني أعتقد بأن العمل بهاتين المهمتين هو مجال مفتوح أساسه العمل الدؤوب والنزيه.
إننا في الحزب الشيوعي ـ جناح يوسف فيصل ـ حددنا جملة من المهام تضمنتها وثائق حزبنا وبرامجه وأساس هذه المهام وأولها على الصعيد الداخلي هي تحرير الأرض. فتحرير الجولان يقع في مقدمة الأولويات، ثانياً الإصلاح السياسي وتنظيم الحياة السياسية بإصدار قانون للأحزاب والجميعات.
أما على الصعيد الاقتصادي إعادة النشاط التنموي إلى البلاد من خلال استراتيجية اقتصادية تهدف إلى زيادة قدرة البلاد على الاستثمار.
وعلى الصعيد الاجتماعي يرى حزبنا أهمية معالجة موضوع البطالة واتخاذ إجراءات سريعة وحازمة لتأمين فرص عمل لمئات الآلاف من العاطلين عن العمل. ومحاربة الفساد والمفسدين في إدارات الدولة ومؤسسات القطاع العام.
هذه بعض المهمات التي أرى القيام بها والعمل بمضمونها.
■■
احترام الرأي الآخر دون اتهام أو تكفير
مداخلة الرفيق محمد الجوابرة ـ (درعا):
مما لاشك فيه أن الأوضاع التي نعيشها وتلك المحيطة بنا هي بكل المعاني أوضاع غير عادية. هل في هذا الذي نقوله مبالغة؟ لاأعتقد ذلك إطلاقاً، وفعلاً لو نظر إنسان ميداني وواقعي نظرة النقد الموضوعي والبناء إلى أوضاعنا الداخلية لأدرك بكل وضوح وبحسه الشيوعي لماذا كانت هذه الدعوة الحارة الصادقة على أعلى المستويات للوحدة، ولماذا كانت تستمر قوية هذه الدعوات على المستويات كافة، إنها الحاجة الملحة من أجل توحيد صفوف حزبنا وبناء وحدتنا، وإنها الحاجة الملحة للخروج من هذه الانقسامات والأزمة داخل حزبنا للوصول إلى الوحدة والدفاع عما تحقق من منجزات والتغلب على كل ما من شأنه من معوقات وصعوبات ومن أجل تجديد السير على طريق البناء والوحدة وصولاً إلى مجتمع العدالة الاجتماعية والاشتراكية خصوصاً وأننا في سورية نواجه هجمة شرسة وداهمة، تلك الأخطار التي يشكلها التحالف الإمبريالي الصهيوني ولسنا في سورية العربية حتى الأعمى بكل المعايير يرى كم هذه الهجمة شرسة وداهمة تلك الأخطار بالحرب على العراق والاعتداء على الأراضي السورية واتهام سورية برعاية الإرهاب لاتكتفي بالجرائم البشعة التي يرتكبها سفاح العصر شارون ومن وراءه أسياده في البيت الأبيض.
وفي هذا الضوء لابد أن يكون في مقدمة مهامنا العمل وبكل قوة وصدق لتوحيد صفوف حزبنا وفي سبيل العناية بوحدتنا الوطنية وحمايتها وفي سبيل ترسيخ أسسها المطروحة، وهكذا تقوى الوحدة لتحتل المكان الذي ينبغي أن يكون لها اليوم، طبعاً قد يتساءل البعض: وماذا تعنون بالوحدة، وهل هي شعار مجرد أم شعار واقعي ملموس، إذا كان شعاراً واقعياً فما هو شكلها ومحتواها، وما هي أثار مختلف الظروف عليها والأوضاع شكلاً ومضموناً، ثم هل الجميع يفهمونها الفهم ذاته، أم أنها فهم مرتبط بالموقع والمواقف والمصالح، إنها للبعض كلها جدية وتحتاج لإجابات واضحة ليكون العمل من أجلها وفي سبيلها أكثر جدوى وأشد فاعلية، وإذا كان من البديهي أن يكون في الإجابة الواقعية الكابتة، فلا أقل من أن نتوقف عن النقاط التالية:
1. أن لكل وحدة مقومات فكرية وسياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية تفرضها ظروف معينة، للوحدة الوطنية هدف رئيسي واحد تقريباً هو توحيد صفوف الحزب وتوحيد جهود أبناء الوطن جميعاً للنضال ضد المشاريع الاستعمارية والمصلحية.
2. تطوير البلاد والسير بها إلى الأمام ولو عبر تعرجات وصعوبات كثيرة فقد ارتدت الوحدة الوطنية محتوى أوسع وأكثر شمولاً وأضيف إلى عواملها الفكرية والسياسية عوامل اقتصادية واجتماعية. إننا في الحزب الشيوعي السوري نحترم كل رأي وإن كان مغايراً لرأينا وننظر باحترام لكل ما يعزز وحدتنا ويزيد في صمود وطننا ويحارب الفساد والبيروقراطية ويعزز الديمقراطية ويحمي مكتسباتنا الاجتماعية ويؤدي إلى تحسين الأوضاع المعيشية لجماهير شعبنا. فلنبتعد جميعاً عن حالة التعصب القومي وعن كل تطرف يسيء إلى وحدتنا وإلى مكانة حزبنا، ونعالج ما يتطلب معالجته لقطع الطريق على كل المتربصين ولنوحد صفوفنا يداً بيد، وإن القيام بمثل هذه المبادرات والندوات والمناقشة الحرة والودية واحترام الرأي الآخر دون اتهام أو تكفير أحد بسبب ما يبديه من آراء ... من الأساليب العامة للوصول إلى حلول تحترم وحدتنا وتحترم حزبنا وتخدم الوطن والشعب. ■ ■
الناس لم تعد تثق بالكلام والشعارات
الرفيق فهمي العيسمي ـ (درعا):
استهل البداية بفقرة من تقرير اللجنة المركزية المقدم للمؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري وهي: (المعارك الوطنية والنضالات المطلبية التي خاضها الحزب ـ واتساع صلاته بالجماهير ساعدت على استمراره وحافظ على وجوده ووحدته ـ وإلا لأصبح في أحسن الأحوال زمرة حزبية منطوية على نفسها وتعزي نفسها بإصدار بعض الكراريس والنشرات).
إلى حينها كان الكلام دقيقاً ولكن بعدها كانت بداية التراجع. فقد تخلى الحزب تدريجياً عن كل ماجاء في هذه الفقرة الهامة. فمنذ نهاية الستينات وحتى الآن حدثت تطورات هائلة في المنطقة وعلى الصعيد الدولي والداخلي.
لهذا كان مطلوباً من الحزب الشيوعي السوري ليس فقط أن يفسر المرحلة لأن الحزب الطليعي عليه أن يعرف تحديد الأهداف ويعمل من أجل دعوة الشعب للالتفاف حول الحزب من أجل تحقيقها ويحدد الحلفاء الحقيقيين (ويكون له دور أساسي وفعال في توجيه الحركة الاجتماعية).
ولكن هذا الدور لا يمكن أن يتحقق إلا باكتساب ثقة الجماهير وهذه الثقة لا تتحقق إلابالعمل بين الجماهير.
والحقيقة أيها الرفاق أنه نتيجة للأسباب الكثيرة والتي أشار إليها الرفاق في هذه الندوة وغيرها عامة وخاصة، خارجية وداخلية، لم يتمكن الحزب من القيام بدوره الطليعي. وبدأت قيادات الحزب، للمحافظة على مكانتها وهيبتها أمام هذا الضعف، الابتعاد عن قواعد الحزب وابتعدت قواعد الحزب عن حمل هموم المواطن، ولم يعد العمل الجماهيري ونشاط الرفاق هو الأساس في اختيار الكادر القيادي بل على أساس قربه من القيادة وعلاقته بهذا أو ذاك، ويتم تحديد الكوادر مسبقاً دون أن يكون دور للقواعد في اختيار قياداتهم، فكانت تربة خصبة لانتشار الانتهازية والمحسوبية في صفوف الحزب، مما أدى إلى تكرار حالة الانقسامات والشرذمة والتراجع الأكثر في دور الحزب.
هذه المرحلة أيضاً أنتجت حالة سياسية اجتماعية جديدة وهي الجبهة الوطنية التقدمية ورغم أن الحزب الشيوعي السوري هو أول من دعا إليها وأول من باركها عندما أعلن عن تأسيسها، إلا أنها أتت في وقت تراجع دور قوى اليسار وعدم قدرتها على قيادة هذه العملية السياسية والاجتماعية الهامة.
ولم يتمكن الحزب ولا الشعب الاستفادة منها بالشكل الذي كان مرجواً فبتبني الحزب لهذه الطروح ساد في الحزب باعتقادي رؤية سياسية مزدوجة، عبر عنها الرفيق خالد بكداش حين قال: نحن مع سياسة سورية الوطنية الخارجية، لكن إذا نظرنا إلى الوضع الداخلي فنحن في صف المعارضة.
أدت هذه الرؤية لاحقاً إلى فصل كامل بين السياسة الخارجية والداخلية، واستمرار تراجع السياسة الداخلية دون معارضة حقيقية، كل ذلك من أجل الحفاظ على النهج الوطني في السياسة الخارجية. والحقيقة أن بينهما علاقة ديالكتيكية بمعنى أنها ليست علاقة تطابق مطلق ولكن ليس تناقضاً.
عبرت سياسة سورية الخارجية عن عدائها للامبريالية الأمريكية وللعدوان الصهيوني، هذه ثوابت وطنية من أجل الاستمرار بهذا الموقف يترتب مجموعة إجراءات داخلية على مستوى الاقتصاد والسياسة والمجتمع، أعني عد العدة للمواجهة لأن الخطر ليس سياسياً فقط بل إعلامياً أيضاً.
فهل الفساد والنهب وبطرق محمية هو عدة وعتاد لذلك الموقف؟ فهل الأحكام العرفية وقانون الطوارئ وحجب الديمقراطية واعتقال ذوي الرأي هو عدة وعتاد؟ فهل اعتبار المواطنين درجات هي عدة؟
باختصار أيها الرفاق: حدث خلل هائل بين النظرية والممارسة وأصبحت الشعارات واجهات سياسية لاتعبر عن واقع ملموس لأنها لم تصل إلى كافة شرائح المجتمع ولم يستطع الحزب أن يجعل الشارع مقتنعاً بهذه السياسة حتى يدافع عنها، لذلك فالطريق أمامنا لعودة الحزب إلى الجماهير موحداً معاً بالعمل في الشارع وبين الناس لأن الناس لم تعد تثق بالكلام والشعارات المعسولة واليافطات الكبيرة.
تريد خبزاً وحرية وحياة لائقة وديمقراطية وتعليماً وضماناً صحياً.
■■
الوحدة ضرورة سنصل إليها عاجلاً أم آجلاً
تعقيب الرفيق د. قدري جميل في نهاية الندوة:
ندوتنا ستنتهي وهي الثالثة، حول المهام السياسية، النقاش معظمه تمركز على هذه النقطة.
أولاً: ماذا نعني بأوراق العمل؟ أوراق العمل لم نقدمها كوثائق للتعديل والإقرار، كان المقصود منها تحفيزالنقاش، كما قلنا منذ البداية، من أجل تحديد القواسم المتفق عليها والمختلف عليها. وهذا ماجرى، هذا سيسمح لنا في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، التي لاتمثل تيار قاسيون فقط، بل تيار قاسيون هو جزء منها، فيها ممثلون عن أهم حزب في سورية الذي هو حزب التاركين، فيها رفاق ممثلون ـ كانوا ومازالوا في فصائل أخرى ـ موجودون الآن في لجان التنسيق وفي اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين. ومن خلال هذا النقاش الذي سيجمل في الاجتماع الوطني الثالث سنتقدم خطوة إلى الأمام، نحن في الأفق نسير نحو مؤتمر توحيدي أو عمل توحيدي، لذلك فإن هذه الأوراق ستتحول إلى شيء آخر، سنخرج بشيء آخر جديد، الآن نفكر بوثيقة سياسية، ورقة سياسية هي بمثابة مسودة برنامج أو عمود فقري لبرنامج يضع كل هذه القضايا التي اتفقنا عليها، ويمكن أن تكون هذه مهمة الاجتماع الوطني الثالث الذي حان موعد انعقاده في نهاية العام.كل هذا النقاش مفيد كي نعرف أين وصلنا من الوحدة التي تكلم عنها الرفاق ومازال الموضوع قيد النقاش، والتي ليس المقصود بها جمع حسابي للفصائل الموجودة من (فوق لتحت) الوحدة التي نتكلم عنها تعني إعادة بناء حركتنا الشيوعية السورية من (تحت لفوق)، إعادة بنائها فكرياً وسياسياً وجماهيرياً وتنظيمياً وأخلاقياً، وإعادة بناء هذه الحركة يتطلب عملاً جدياً وطويلاً.
توجهنا لقيادات جميع الفصائل كي نعرف رأيهم، الرفيقة أم عمار لاتريد الحوار قطعاً، الرفيق رياض الترك، قال إنه ليس معنياً بوحدة الشيوعيين السوريين، اليوم هو مشغول بوحدة القوى الديمقراطية، الرفيق يوسف الفيصل أرسل وفداً لمرة واحدة ولم يرسله ثانية. لذلك نعود ونقول بأن موضوعة الوحدة من (تحت لفوق) تؤكدها الحياة وهذا ما أقره الاجتماع الوطني الثاني.
نحن لن نستثني أحداً من فوق، إلا إذا استثنى أحد نفسه، وهذه مشكلته. ولن نستطيع إجبار أحد.
في الحالة الانعطافية التي تمر بها المنطقة، يجري عملياً تكوين الفضاء السياسي، هناك بنى ستنهار وبنى ستنشأ.
وعملياً، لايريد البعض أن تكون هناك حركة شيوعية، لذلك علينا توقع الكثير من المفاجآت، ولذلك فإن وجود حركة شيوعية جدية معاصرة قادرة على تحمل مهام المرحلة الانعطافية هذه هي قضية مصيرية نتحمل نحن مسؤوليتها في نهاية المطاف.
إن المجتمع بحاجة إلى حزب ثوري، حزب ماركسي، حزب الطبقة العاملة، حزب الكادحين، نحن عندنا فرصة تاريخية، وعلينا التقاط هذه اللحظة لإعادة بناء الحركة عبر عملية التوحيد، و إذا ذهبت هذه اللحظة سيأتي من بعدنا من يستطيع إعادة بناء الحركة الثورية الشيوعية في بلادنا، و لكن إذا قمنا نحن بهذه العملية، سنقوم بها بأقل وقت ممكن وخسائر ممكنة وآلام ممكنة، وأعتقد بأن هذا واجبنا، وهذا ما يفرضه الوضع العام، في المنطقة يوجد انعطاف جار وذكرنا ذلك في وثائقنا.
مرحلة المد للقوى الإمبريالية التي بدأت منذ فترة الستينات، تتذكرون مذابح (أندونيسيا والعراق) انتهت، ومرحلة الجزر بانهيار الاتحاد السوفييتي والاشتراكية أيضاً انتهت، اليوم نشهد انعطافاً، الَجزْر يتحول إلى مد ، والمد السابق يتحول إلى جزر، لذلك نحن محكومون بالوحدة.
نحن محكومون بإعادة بناء حركتنا، وهذه عملية موضوعية.
هناك سؤالً بسيطً: لو أن قادتنا الذين نختلف حول تقييمهم ـ كل واحد له عواطف تجاه فلان أو فلان ـ استطاعوا تنفيذ البرامح الموضوعة أمامنا ووصلوا بنا إلى الاشتراكية، كيف كان سيكون موقفنا منهم الآن؟ هل كنا تحدثنا عنهم كما يتحدث البعض الآن؟
أعتقد أننا كنا علقنا صورهم في هذه القاعة من أولهم لآخرهم. هذه هي الإشكالية التي نناقشها الآن، وفي النهاية يجب أن لا نضع المشكلة في إطار أشخاص، هذا تصغير للمشكلة، و القضية أكبر من ذلك، وأوراق العمل تعالج هذه القضايا والمواضيع، لذلك فإن النقاش الذي جرى منذ فتح النقاش إلى الآن هام جداً، علينا أن نخرج منه باستنتاجات ضرورية وأهم الاستنتاجات الضرورية:
- قلنا في السبعينات، لو انطلقنا في موقفنا من الوضع الداخلي لكنا في المعارضة، هذا الكلام قلناه بوجود الاتحاد السوفييتي ضمن منطق ذلك العصر، وكانت مهمة الشيوعيين أن يحافظوا على سورية في معسكر العداء للإمبريالية الأمريكية لأنهم كانوا يظنون أنهم هكذا يؤدون واجبهم الأممي، القضية كانت هكذا ببساطة.
ومن منطق ذلك العصر لم يكن خطأً واليوم وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي انتقلنا إلى مستوى آخر وأصبحنا نقول أن القضية الوطنية والقضية الاقتصادية ـ الاجتماعية والقضية الديمقراطية كلها أوجه للعملة نفسها، نقول إنه لا يمكن فصلها عن بعضها في الممارسة العملية. أما كيف سيحوّل الواقع وهذه الممارسة هذه القضية أو تلك إلى فعل، هذه قضية أخرى.
■ الديمقراطية ليست طرح شعار، بل هي إيجاد تلك القوى وتوازن تلك القوى التي تمكن من تحقيق هذه الشعارات.
الديمقراطية لا تستجدى بل تنتزع ضمن توازن قوى ملموس اجتماعياً عبر النضال الوطني والطبقي، هذا ما نعمل لتوفيره اليوم، لذلك فإن مقياس الوطنية ليس هو المقياس نفسه منذ عشرين عاماً، ماهو مقياس الوطنية قبل خمسين عاماً أيام الاحتلال الفرنسي؟ كان الجلاء الكامل دون قيد أو شرط. وفي الخمسينات، الوقوف مع الاتحاد السوفييتي ضد المعاهدات والأحلاف، وفي السبعينات أيضاً الوقوف مع الاتحاد السوفييتي، دون أن ندرك ماذا يحدث تحت، أما المقياس اليوم فهو الوقوف ضد الأمريكان والصهيونية، هذا صحيح، أما كيف نقف ضد مخططاتها الاقتصادية والاجتماعية في الداخل التي تحاول أن تؤمن سبل انتصار مشروعهم؟ هذا يكون بالوقوف في الداخل مع حركة الجماهير التي تحاول أن تتأهل لإيقاف مشروعهم، لذلك نعتقد بأن هذا الإنجاز غير مسبوق في أوراق العمل والورقة السياسية منها خاصة.
إن المهام الوطنية العامة، بمعنى مواجهة إسرائيل العدوانية والاحتلال، والمهام الاقتصادية ـ الاجتماعية بمعنى لقمة الشعب، والديمقراطية بمعنى حق التعبير بالأشكال المختلفة جميعها اندمجت ولا يمكن فصلها عن بعضها بعضاً وهذا ما يجعلنا نتميز عن قوتين هامتين موجودتين في الساحة، الأولى قوى السوق وهي أيضاً تريد الديمقراطية وتتحدث عن الديمقراطية، لكنها تريد ديمقراطية أخرى غير الديمقراطية التي نريدها نحن وليست بالشكل الذي نفهمه نحن.
أحد الرفاق عضو مكتب سياسي (فصيل رياض الترك) قال: «تلك الديمقراطية التي تلغي مكاسب الطبقة العاملة هي ديكتاتورية» وبذلك خالف موقف أمينه الأول الذي يرى أن الأفق هو التوجه إلى الديمقراطية بأفق ليبرالي.
هناك وجهات نظر في هذا الموضوع، ومن جهة أخرى هناك أحزاب في الجبهة مازالت إلى جانب صيغة السبعينات التي لم تستطع رؤية الأمور في تطورها اللاحق بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
نحن سنتفاعل مع كل من يتفق معنا على جزء من برنامجنا، وكلما اتفقنا أكثر يكون أفضل، وبرنامجنا المتكامل يميزنا عن غيرنا.
هناك قوتان اجتماعيتان تمثلان تمثيلاً صافياً القوى في البلد، هما غرفة تجارة دمشق واتحاد غرف التجارة تمثل قوى السوق من جهة، والطرح الذي تمثله اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي هو نقيض لقوى السوق و الذي يمثل الطبقة العاملة والكادحين من جهة أخرى. أما القوى الأخرى كلها بدون استثناء، فيوجد فيها حزبين أي اتجاهين، بمعنى البرنامج وبالمعنى الفكري والاقتصادي ـ الاجتماعي.
اليوم في سورية يجري فرز ومانسميه إعادة تكوين الفضاء السياسي والبنية من جديد،ومن هنا تأتي أهمية وجودنا والسير سريعاً نحو موضوع الوحدة ليس كما في السابق (بوسة شوارب) الوحدة ضرورة سياسية وستحصل لأن الواقع يريدها، ومازلنا موجودين، وستكون هناك صعوبات ، ولكن ليس هناك من عمل كبير بدون صعوبات يجب اجتيازها.
■ وأخيراً البرجوازية الوطنية هل هي موجودة؟
نعم هي موجودة، أما ماهو وزنها فعلياً؟ هذا يحتاج إلى بحث.
هناك برجوازية طفيلية ولها وزن هائل جداً، وقوتها هائلة جداً وهي موجودة فعلياً ورسمياً خارج منطقة القرار. أما البرجوازية البيروقراطية فقسم كبير منها متحالف مع البرجوازية الطفيلية أيضاً.
البرجوازية الوطنية التي تعمل في مجال الإنتاج، ماهو تأثيرها فعلياً؟ هي موجودة لكن نحتاج إلى دراسة لمجتمعنا، نحن نتحدث عنها وينبغي أن تكون حليفاً لنا، لكن ماهو وزنها اليوم، الذي يمكن أن يصب في المعركة، يجب أن لا نتجاهله ولكن أيضاً ينبغي أن لا نبني آمالاً كبيرة عليه،.
وأخيراً،الانقسامات. بدأت منذ السبعينات وحتى الآن، وكل انقسام هو تجزيء، وكان من الضروري شخصنة التجزيء، لذلك كان كل انقسام يسمى بأسماء رؤوسه، وكل انقسام يرجع وينقسم ثانية، هذه أدوات الانقسام.
فن التوحيد له أدوات أخرى تختلف نهائياً عن فن الانقسام، شخصنة الحالة التي نحن فيها المقصود منه إعاقة تطورها، ونحن ماضون بالعكس، ماضون باتجاه التوحيد، شخصنة حالتنا المقصود به تضييق وتصغير طيف تأثيرها، لذلك نحن ضد شخصنة الحالة، نحن نستكشف أدوات التوحيد، وكل شخص مهما كان قوياً وفعالاً لا يمكن أن يكون طيفه مثل طيف فكرة قوية، لذلك فإن الفكرة هي التي تجمع، وبالعكس الأشخاص في حالتنا طيفهم يحد من الحالة.
لذلك نحن ضد الشخصنة، ليس لأننا لا نريد أن يتحدث الناس عنا وعن وجوهنا، بل لأننا ننطلق من رؤية واقعية. الوحدة ضرورية من أجل تنفيذ مهامنا السياسية الموضوعة أمامنا وسنصل لها عاجلاً أم آجلاً بدعمكم وتعاونكم جميعاً.