عرفات: من يبحث عن خيار آخر غير «2254» واهم..!
أجرت إذاعة «ميلودي FM»، يوم الأربعاء 16/11/2016، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، تطرق إلى عدد من المسائل والمستجدات السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
لانتخابات الأمريكية والحل في سورية
حول قانون الانتخابات الذي يراه مناسباً لسورية، أكد عرفات: «نحن نقول أن قانون الانتخابات يجب أن يكون نسبياً على أساس الدائرة الواحدة لنتمكن من تخطي المشاكل»، منتقداً نظام الانتخابات الأمريكي، الذي «يحدد أن الفائز يأخذ كل شيء. ففي ولاية مثل كاليفورنيا، إذا كان يوجد 20 مليون ناخب، يكفي أن يأخذ مرشح واحد 10 ملايين صوت+ صوت واحد ليأخذ تمثيل الولاية بالكامل، في حين أنه هناك 9 ملايين ذهبت أصواتهم ولم تعطِ نتيجة، وبالتالي، هذا النظام من حيث الجوهر هو نظام أكثري، وهو نظام لا توجد فيه عدالة».
وعن «الصدمة» التي أصابت الكثيرين نتيجة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال عرفات: «الإعلام لِمن؟ هو ملك الأثرياء، لذلك نستغرب عندما يقولون أنها نتائج صادمة، بل غير صادمة أبداً.. خلال عام كامل كان الإعلام يقول: أن كلينتون هي الفائزة، لذلك، من الطبيعي أن يصدم الناس بعد النتيجة، ولكن الحقيقة ليست كذلك: لو كان الإعلام يعكس الحقيقة لما كان أحد ليصدم».
وفي ردٍ عن سؤال حول ما إذا كان «اليساريون يشمتون بالتراجع الأمريكي»، أكد عرفات: «نحن لم نشمت، بل نوصف الواقع: الطغاة يتراجعون وقد دخلوا في مأزق، وهذا الكلام يشير إلى أن الطرف الآخر يتقدم- وهو مجموعة من دول العالم وليس طرفاً واحداً، صحيح أن روسيا في المقدمة ولكن الصين ليس ببعيدة أيضاً وبقية بلدان العالم الأخرى التي تعمل لتغيير ميزان القوى ضد الولايات المتحدة الأمريكية- وبالتالي، نحن ذاهبون إلى حالة عالمية أفضل بكثير مما هو عليه الوضع الآن. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أرجح أن الوضع السوري سيذهب إلى حل أسرع مما كان متوقعاً، وتحديداً القرار 2254، فالولايات المتحدة هي من كانت تعيق الحل السياسي طوال الوقت».
أقرب إلى الحل..
وفيما لو كان يتوقع انعقاد مؤتمر جنيف في وقت قريب، قال عرفات: «أتوقع أن يكون هناك جنيف قريب، لم لا؟ الممانعة الأمريكية للحل السياسي في سورية، التي كانت تتمثل بطرق مختلفة، وخاصة بسلوك الدول الإقليمية، وما يسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» التي كانت طوال الوقت «تحرد» وتعيق الحل.. بالإضافة لنشاط المسلحين والقوى الإرهابية، ومحاولة خلط المسلحين الذين يسموهم معتدلين مع «جبهة النصرة» وعدم فصلهم، أي إعاقة عملية تصفية قوى الإرهاب.. هذه المسائل كلها أعتقد أنها أصبحت أقرب إلى الحل، وبالتالي، فإن العناصر، بالتفصيل أو بالمعنى العام، التي كانت تعيق ذهاب سورية إلى حل، أصبحت أضعف. ونحن في لحظة أقرب بكثير من السابق تجاه الحل».
وعن المؤتمرات الداخلية، التي يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام، أكد عرفات: «في بادئ الأمر، إن الجهود كلها التي يجري توظيفها من أجل الإسهام بحل الأزمة السورية هي جهود مشكورة ومطلوبة.. وما طرحه الأستاذ حسن عبد العظيم، وهو ليس بجديد، وقد سمعت عنه هذا الكلام منذ ثلاثة أشهر على الأقل، وعلى الإعلام أيضاً، ولكن لا أعلم لماذا الآن لفت هذا الطرح وسائل الإعلام أكثر مما حصل سابقاً.. المهم أن ما هو موجود لدى هيئة التنسيق، كما فهمت، هو عبارة عن مشروع وأفكار يجري تداولها ضمن الهيئة وخارج الهيئة، وحسب تصريح الأستاذ أحمد العسراوي، فقد قال بأنه حلم، وليس هناك إجراءات عملية لتنفيذه الآن.. وعلى كل حال نحن نسمع في الأوساط السياسية، بأن هناك محاولة لعقد مؤتمر لبعض أطراف المعارضة، لإيجاد بما يسمى القطب الديمقراطي، وهذه هي الفكرة التي لدى هيئة التنسيق، والموضوع الآن ضمن إطار التداول، ولا يوجد أي شيء عملي.. ومثل هذه المبادرة، تشير إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات في مأزق، لذلك عندما يبحث بعض أطراف هذه الهيئة عن إطار آخر، فهذا يعني أن ذلك الإطار لم يعد يفيد، ولهذا السبب يجري البحث، وبرأيي، تكمن أساس الفكرة في هذه المسألة».
«دمشق1» ليس ممكناً
وفي إجابة عن تساؤل حول الحديث عن «دمشق1»، شدد عرفات: «إذا أردنا التحدث عن دمشق واحد، فهل نذكر من طرح الفكرة أولاً؟ إن من طرحها هو الراحل ناهض حتر، في إحدى مقالاته، وكان يقصد القول: بأن الحل الدولي ليس صحيحاً بل الحل المحلي، وبدل أن يكون هناك جنيف2 و3 يجب أن يكون دمشق1 و2، وعلى ما يبدو بأن الفكرة قد أعجبت أحداً ما، وبدأ العمل بها، وهذا له علاقة بالتقدير السياسي لهذه القوة أو تلك، وإلى أين يمكن أن تتجه الأمور، وهم في حالة تجربة: هل يمكن حل الأزمة السورية بدمشق واحد، وأنا شخصياً لا أعتقد بأن هذا ممكنٌ، وقد تخطى حل الأزمة بأن تجلس قوى سورية فيما بينها في دمشق، لحل الأزمة، إذ أن لهذه الأزمة جانبها الدولي والإقليمي».
وتابع عرفات: «أنا مع الرأي القائل بأن الدول الإقليمية ما زالت موجودة، وتأثيرها أيضاً، وإن كان ينحسر، فبعد أن حضرت القوات الروسية إلى سورية، والأميركية في العراق، وحضور الطيران فوق سورية، بات دور الدول الإقليمية ينخفض موضوعياً، ويزداد دور الدول الموجودة على الأرض بالمعنى العسكري والسياسي، وهذا أمر طبيعي، ونعم، الحل هو سوري سوري، لكن ضمن إطار دولي، أي أن السوريين هم من يتفاوضوا ويخرجون بحل، ولكن الإطار الفعلي الضامن لهذه المسألة هو الإطار الدولي، أي أننا عائدون إلى 2254 قولاً واحداً، وليس هناك مخرج آخر، ومن يبحث عن مخرج آخر فهو واهم».
وحول توقيت تنفيذ القرار الدولي 2254، أشار عرفات: «أنا لا أنجم، ولكن المواعيد مسألة إشكالية، لأنه هذا الصراع هو صراع إرادات، ففي لحظة من اللحظات، يمكن لإحدى الإرادات أن تختل، فيحدث بها تأخير أو تقديم. وبالتالي، لا يمكن أن نضع أجندات زمنية. لكن الواضح هو أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الإعاقة، لا في سورية ولا في غيرها، كما كانت عليه سابقاً، ومقاومتها في هذه المسألة تنخفض، وهذا هو الإطار العام، أما التفاصيل حول كيف يجب أن يحدث ذلك، وبأية طريقة، فهي ما ستكشفه الأيام القادمة. لكن من الواضح تماماً أن الأزمات كالأزمة السورية، التي هي أزمة لها امتداداتها الإقليمية والدولية، لا يمكن حلها ضمن النطاق المحلي، ذلك كان يمكن أن يحدث حتى عام 2012، أما بعد ذلك فقد أصبحت أزمة لها امتداداتها الدولية»