تأبين مغربية: «لا أحلم بنفسي إلا أسير على قدمين»..!

تأبين مغربية: «لا أحلم بنفسي إلا أسير على قدمين»..!

أقامت قيادة جبهة التغيير والتحرير مساء السبت 12 تشرين الثاني الجاري، في مكتب منظمة دمشق لحزب الإرادة الشعبية وسط العاصمة، حفل تأبين لعضو قيادة الجبهة، ورئيس التيار الثالث لأجل سورية، د.مازن مغربية، بمناسبة مرور 40 يوماً على رحيله.

عريف الحفل، الرفيق عادل اللحام، عضو هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية، وعضو الجبهة، استهلّ الفعالية بدعوة الحضور للوقوف دقيقة صمت تخليداً لذكرى الراحل الكبير، معدداً بعدها بعضاً من سماته.  

ثم ألقى على الحضور كلمة عائلة د.مغربية التي أرسلتها السيدة ليلى دادو، أرملة الفقيد، والتي مما جاء فيها: «لم ولن تغيب. ذكراك مازالت حاضرة.. وطيفك مازال موجوداً.. أربعون يوماً مرت على رحيلك... فراقك كان محزناً ومؤلماً على رفيقة دربك التي كانت معك في كل لحظة وحتى اللحظات الأخيرة.. كانت سنوات الأزمة عصية وقاسية عليك لكنك لم تدخر جهداً إلا وبذلته.. لا بل تحديت مرضك وكرسيك وبذلت أكثر من طاقتك.. وكان همك الأول والأخير أن ترى نهاية الأزمة.. وكان العمل السياسي محور حياتنا في سنوات الأزمة.. لذلك كانت أمنيتي أن ترى نهاية هذا الكابوس المرعب.. وترى ثمرة جهودك وجهود من عمل معنا وعملنا معهم»..

ثم ألقى السيد سامي بيتنجانة كلمة التيار الثالث لأجل سورية، والتي مما جاء فيها:

«نجتمع اليوم لنحيي ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة شخص استثنائي..! الدكتور مازن مغربية لم يكن جندياً في جبهات القتال، لكنه كان مقاتلاً شرساً في ميادين العمل السياسي، لم تقعده ظروفه الصحية القاسية عن أداء واجبه تجاه وطنه.. بل كنت أراه يزداد إصراراً ومثابرة في نشاطه السياسي، دون توقف، وحتى لحظات صراعه الأخيرة مع المرض».. 

وأضاف بيتنجانة  أن تكريم الراحل الكبير «سيكون بمتابعة هذا المسار وبذل كل ما نستطيع في سبيل حقن الدم السوري المقدس».

ثم ألقى عريف الحفل «شهادة بالراحل» أرسلها د.يوسف سلمان، عضو قيادة الجبهة، رئيس حزب الديمقراطيين الاجتماعيين، جاء فيها: 

«كان الفقيد الراحل يؤمن برسوخ، أن حل الأزمة المأساوية الدامية في سورية، هو سياسي بامتياز، وكان يرفض بحزم التدخل الخارجي في شؤون بلده الداخلية بصوره وأشكاله كافة. كان يرى أن الحل السياسي يتطلب العمل بالتوازي في آن واحد: على محاربة الإرهاب من جهة، وعلى إعادة صياغة اجتماعنا السياسي من جهة أخرى على أسس ديمقراطية».

ثم ألقى الرفيق علاء عرفات عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية كلمة جبهة التغيير والتحرير، ومما ورد فيها:

«ظاهرة مازن مغربية، هي ظاهرة جديدة في الوضع السوري. فالأزمة السورية دفعت ألوف الناس على الانخراط في العمل السياسي بأشكال مختلفة.. ومازن واحد منهم، ولكن مازن هو واحد من هؤلاء المتميزين» مضيفاً أن الراحل كان متميزاً لأنه شجاع بالمعنى الشخصي، وبالمعنى السياسي، ولأنه طيب وذكي ولمّاح وفطن وصلب وعنيد إيجابياً وكل ذلك إلى أقصى حدوده، وموضحاً أن مازن مغربية، كما يقال في الكيمياء، كان عبّاد الشمس في كثير من الصراعات السياسية بحيث «حين نذهب للنقاش والبرامج والوضع السياسي يظهر فارق كيلومترات بيننا وبين من يتهموننا بأننا «معارضة نظام» وخصوصاً عندما يكون مازن مغربية هو الذي يتحدث».

واستطرد عرفات قائلاً: «كان مازن يقاتل أفضل من الأصحاء. والذي عاشره يعرف أنه كان يقول: (أنا لا أحلم بنفسي إلا أسير على قدمين). في المنام لم يكن يرى نفسه إلا سائراً. وهذا الكرسي لم يكن بالنسبة له عائقاً.. بالعكس كان حافزاً له ليتجاوز الآخرين بالطرح، وكان دائماً يتجاوزهم. وأقول صراحة أن هنالك الكثير من السياسيين يخافون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من هذا الرجل الذي يجلس على كرسي..!».

وخلص عرفات إلى القول: «المهم أن نتمكن من تحقيق ما هو مطلوب: حل سياسي على أساس تغيير وطني ديمقراطي جذري وعميق وشامل، يحافظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً. ولا مناص من الذهاب إلى الاتجاه. ولن نسمح بأن تسير الأمور بغير هذا الاتجاه. هذا ليس فقط قَسم وإخلاص لذكرى فقيدنا مازن مغربية. هذا قسم وطني تلتزم به كل القوى المنضوية ضمن إطار جبهة التغيير والتحرير».