إطلاق الحوارالعام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين وجهة نظر.. في الانقسامات

الرفاق الأعزاء في هيئة تحرير «قاسيون»:

فيما يتعلق بأسباب الانقسامات والخلافات في حزبنا الشيوعي السوري وماهي هذه الأسباب. هذا السؤال طرح على صفحات «قاسيون» أكثر من مرة مؤخراً ويجري الجواب عليه أيضاً بصيغة تساؤل هل هو كذا وكذا هل هو سياسي أم فكري إلخ...

وأنا أستغرب من مجرد طرح هذا للمناقشة، لأن أي رفيق مثقف نسبياً وعمره الحزبي يتجاوز العقدين من الزمن، يجب أن يعرف على الأقل الأسباب الجوهرية لأن الحزب وخصوصاً الأمين العام الرفيق خالد بكداش قد طرحها أكثر من مرة ولابأس على ما يبدو من العودة للتذكير بها.

أولاً: ضغط أفكار ومفاهيم وأيديولوجية البرجوازية الصغيرة، والشيوعيون يعيشون ضمن هذا الوسط أي ضمن أوقيانوس من البرجوازيين الصغار فهم لايؤثرون فقط بل يتأثرون أيضاً وطبعاً ليس جميعهم وفي المقدمة الرفيق خالد (ثبات على المبدأ ونزاهة في خدمة الشعب) لنضرب مثالاً: طالب شيوعي نشيط متحمس من بيئة فلاحية أو من بيئة عمالية يناضل في وسطه وينشر مبادئ الاشتراكية العلمية، ثم يتابع دراسته ويتخرج مهندساً ويتوظف وبعدها مديراً ثم سيارة ثم لايصمد أمام المغريات فيبدأ بطرح أراء وأفكار مغايرة لسياسة الحزب تمهيداً إما للانضمام إلى حزب التاركين أو الاشتراك في التيار الاشتراكي الديمقراطي.

ثانياً: ضغط الأفكار القومية، لأن أي رفيق لايكون مسلحاً بأفكار الأممية البروليتارية الحقة و الوطنية الحقة مائة بالمائة معرض لتأثيرات الطروحات القومية وأكبر مثال ساطع هو مشروع البرنامج الذي طرح في بداية السبعينات.

ثالثاً: أيديولوجية وأفكار الاشتراكية الديمقراطية.

هذه الأفكار التي يزداد تأثيرها في هذه المرحلة خصوصاً بعد التراجعات المؤقتة التي أصابت الاشتراكية العالمية.

رابعاً: أفكار الانتهازية اليمينية من جهة وأفكار اليسارية المتطرفة من جهة أخرى، فالحركة الشيوعية العالمية منذ نشوئها وحتى الآن تتعرض وستبقى تتعرض لهذين التيارين الخطرين وإلى جانب هذه الأسباب الرئيسية هناك ولاشك أسباب ثانوية أخرى ساهمت بهذا القدر أو ذاك في تغذية وتقوية الخلافات والانقسامات مثل ـ الخلافات الشخصية ـ المزاحمة على الكراسي والمناصب سواء داخل الحزب أو خارجه إلخ...

 

■ أديب خزوم