لا يجوز تعميم ثقافة الصمت
بعد الاشكالات المؤسفة الأخيرة التي جرت في حركة الاشتراكيين العرب، وبعد انعقاد مؤتمر أحد أطرافها، وعدم انعقاد مؤتمر الطرف الآخر. وزّّع أحد الرفاق القياديين في الحركة رسالة موجهة إلى حزب محدد، ولكن بمضمونها تهم كل أطراف الجبهة وكل الحركة السياسية في البلاد. وننشر هذه الرسالة الهامة انطلاقاً من ضرورة ممارسة الوضوح والشفافية في الإعلام، حيث جاء فيها:
الأخوة في الحزب الشيوعي السوري:
قرأت في (النور) والتي سررت بعودتها زاوية (تمهيداً لمؤتمرات الأحزاب للرفيق دانيال نعمة)، أعجبتني فكرة (أن مؤتمرات الأحزاب لا تهم منتسبيها فقط بل تهم جميع الناس والأحزاب ما دامت تهتم بالشأن العام الذي هو المجتمع كله).
من هذه الزاوية يهمنا طبعاً أن نعرف وأن يعرف كل الناس ما يجري في مؤتمرات الأحزاب من حوارات حول الشأن العام وحول القضايا الكبرى وهموم الوطن.
ومع أن الزاوية ليست للمناقشة بل تمهيداً لها فإنه يحسن أن تكون بداية التمهيد صحيحة.
قبل المناقشة في الأفكار التي يتداولها أي مؤتمر يجب أن يكون (حق الاجتماع) محترماً وموجوداً.
حين لا يكون بإمكان أي حزب حتى جبهوي أن يعقد اجتماعاته ومؤتمراته بدون موافقة نائب رئيس الجبهة أو مدير مكتبه أو أجهزة الأمن فإن الحوار الداخلي يفقد معناه وأهميته لأنه لا يحتوي على القدر اللازم من حق الاجتماع أو من حرية الرأي.
وطبعاً فإن النتائج في كل مؤتمر معروفة هي مجيء قيادة مركبة وتابعة تبرر القمع وتمارس طقوس الطاعة، مع الزمن تفقد احترامها الداخلي ضمن أحزابها وقواعدها.
إن موقف الحزب الشيوعي الصديق من عملية التركيب السلطوي.. والتي أمرت أحزاب الجبهة بحضور المؤتمر غير الشرعي الذي تم تجميعه عشوائياً ومن غير الاشتراكيين العرب وأدى بالدعم الإعلامي والتدخل إلى إنتاج قيادة لا تنتسب إلى تاريخ حركة الاشتراكيين العرب وسلوكهم هو أمر مستغرب.
ومع أنكم لم تشاركوا في المؤتمر بوفد قيادي إلا أنكم أيضاً لم تقولوا كلمة الحق في هذه المسرحية. في الماضي حين كنتم تتعرضون للقمع وقفنا إلى جانبكم ورفضنا بإجماع المكتب السياسي أي إجراء ضدكم كفصيل وطني نحترمه.
إن القرار الصادر.. بمنع عقد المؤتمر العام للحركة في حمص بتاريخ 10/8/2001 ـ بعد أن حصلنا على موافقة خطية من الأمين القطري المساعد وبعد أن تم إعداد المنهاج المرحلي والتقارير السياسية وتم انتخاب المندوبين للمؤتمر وعددهم بالطريق الديمقراطي وحسب عدد المنسبين في المحافظات ـ هو كارثة على العمل الجبهوي واعتداء على حق الأحزاب في اختيار قادتها ومثل هذا المنع بعد المسرحية السابقة يجب أن يكون محل تنديد شديد لأنه يشكل سابقة يمكن أن تتكرر معكم ومع غيركم.
إن هذه التصرفات هي استمرار لسياسة إضعاف الحلفاء وتقسيمهم والتي أدت إلى بؤس حقيقي في الحياة السياسية السورية.
إن أحزاب الجبهة إن لم تمارس حق النقد والاحتجاج فعليها أن تنتظر دورها في هذا المسلخ السلطوي. من جهتنا لا نغضب أبداً إذا قام شخص كصفوان قدسي بالتهجم على تاريخ الحركة وماضيها في المؤتمر غير الشرعي الذي أُمر بحضوره فنحن نعرف برنامجه النفاقي اليومي وسيظل وراءنا. أما أنتم يا رفاقنا في الحزب الشيوعي فشيء أخر تماماً وصمتكم يغضبنا كثيراً ونرى فيه اعتداءً على تاريخنا المشترك وعلاقتنا الودية.
أنتم حزب جاد ومن مواقع محبتكم أحببت أن أضعكم في الصورة. ولا يجوز أبداً أن تقمع حركة الاشتراكيين العرب بهذه الصورة دون أي تدخل منكم. فالأمور على السطح أسوأ مما تعتقدون فلا تساهموا في تعميم ثقافة الصمت.
وتفضلوا بقبول الاحترام.
13/8/2001
* أدوار حشوة
الأمين العام المساعد لحركة الاشتراكيين العرب