روسيا وأوهام الازدهار
يبدو الاقتصاد الروسي للوهلة الأولى أنه بات على ما يرام، وأن ظروف الناس في هذا البلد الذي يفترض أنه ورث الجزء الأكبر من العظمة السوفيتية بحالة جيدة، وأنها تتحسن باطراد..ولكن إعلان الفرح باكر جداً كما يؤكد الباحث والمحلل الاقتصادي الروسي «رسلان غرنبرج» مدير معهد الاقتصاد في أكاديمية العلوم الروسية، فهو يؤكد بالأرقام أن نسبة حصة الفرد من الدخل الوطني في روسيا هي أقل بثلاث أو بأربع مرات من البلدان المتقدمة في العالم، وأن الإحصاءات التي تقوم بها السلطات الروسية الحالية لا توضح مدى الخراب.. «إحصاءات النجاح كاذبة.. وهذا النجاح، إن كان موجوداً، فهو مرتبط بالأسعار العالمية العالية للنفط والغاز والمعادن والمواد الباطنية الأخرى، وليس مرتبطاً بنمو الإنتاج الصناعي».
ويضيف «غرنبرغ» إن روسيا في الفترة الحالية تنقسم إلى قسمين، قسم يمتلئ بالفيلات والمطاعم وأولئك لا يشكلون سوى 15% من السكان، لكنهم يحصلون على 57% من ثروة البلاد.. أما القسم الآخر فيعيش بحالة مزرية، ونسبته 85% من سكان روسيا، ومع ذلك لا يحصل إلا على 43% من الدخل الوطني!!
ويرى الباحث أن استقطاب كهذا، يحمل أخطار انفجار اجتماعي، وهو خطير على الاقتصاد نفسه، إذ أنه يخفض الطلب ويمنع تطور الإنتاج الذي يضغط عليه الاستيراد، وحسب ما هو معروف في اقتصاد السوق فإن الطلب هو الذي يوّلد العرض، ولكنه في روسيا يوّلد ارتفاع غير محدود بالأسعار...
■ انقر هنا للتفاصيل