...ويستمر بيع الهواء!!
لا يمكن للمرء أن يتحدث عن أحوال الإنترنت في سورية، دون أن يتوقف عند مؤشرين متناقضين بارزين:
المؤشر الأول هو ضعف أداء الجمعية السورية للمعلوماتية، وضعف المخدم لديها بشكل كبير ومريب، من دون أن يوجد أي سبب يبرر ذلك.
أما المؤشر الثاني، فهو الأطماع الكبيرة لأصحاب الثروات المشبوهة في السيطرة على هذا المرفق، وكأن سوء حال الجمعية السورية للمعلوماتية متعمد من أصحاب الضمائر الميتة، والقصد منه إتاحة المجال أمام القطاع الخاص ليلج إلى كنز لا ينضب هو: بيع الهواء والأثير بالأسعار التي يحددها هو!
وقد نزلت إلى الساحة مؤخراً بطاقات (آية والميادين)، وقريباً سيكون هناك المزيد منها، والخطير أن هذا يأتي متزامناً مع ملاحظة أنه لم يعد في مقدور مخدم الجمعية الأم أن يجعل أي قارئ نهم للإنترنت، أن يهنأ للحظة بأي موقع مسموح (وتحتها ألف خط) لصعوبة فتح المواقع..
إذاً، هي سياسة مدروسة لجعل المرء يلجأ للفرع بعد أن يهجر الأم مضطراً، فيبحث عما يحتاجه في عالم الإنترنت من خلال هذه البطاقات التي توفر سرعة في البحث لا يحققها مخدم الجمعية الذي يوشك على الهلاك!!
فهل توضحت اللعبة أيها السادة .. يبطؤون، أو يبطّؤون مخدم الجمعية لأسباب واهية وهو الأم، ويسرعون الفروع (آية - ميادين) وسواهما...
أيها المسؤولون في قطاع الاتصالات.. إلى متى ستبيعون مقدرات الوطن لطبقة جشعة من التجار والانتهازيين الجدد؟
لقد طمى الخطب حتى غاصت الركب..
وللحديث بقية..
■ م. صباح