عرس ديمقراطي «بيفلج»!
يبدو أن المشهد الانتخابي العام في سورية سيعيد نفسه كالعادة، لكن هذه المرة بحماسة أقل. وهذا واضح من خلال الحملات الإعلانية التي بدأت متأخرة نسبيا قياساً إلى الأعوام السابقة، حيث كانت الملايين قد رشت في مثل هذه الأيام في الدورة السابقة عبر المضافات الكبرى التي وصلت إلى حد الاستفزاز، بـ«فضل» عدد كبير من المرشحين من الطغم المالية الكبرى.
إننا مانزال نراوح مكاننا فيما يخص النظام الانتخابي القائم، وهو بالمناسبة نظام انتخابي فرنسي بال تجاوزه الفرنسيون منذ زمن بعيد، لكننا، وعلى ما يبدو مرتاحون لمثل هذا القانون، وهنا نقصد جماعات المال بالطبع، وبعض القوى السياسية ذات الحضور المتواضع جدا على مستوى البلاد، لأن التمثيل الحالي المقتصر على هذه الأحزاب المنضوية في الجبهة الوطنية التقدمية من جهة، أو في قوى الفساد المتمثلة بجماعات الرأسمال المحلي التي تملك امتدادات بعضها إقليمي من جهة أخرى، يستحوذ على جميع مقاعد المجلس دون منازع.
وقد انتظرت القوى الوطنية قانوناً عصرياً للانتخاب أكثر عدلاً وتمثيلا للطبقات الأكثر فقرا وتهميشاً في مجتمعنا. لكن وكما أثبتت الوقائع «العين بصيرة واليد قصيرة»، والحكومة ليس لديها أي بديل لهذا القانون العجيب، ولأن المرشحين كانوا ديمقراطيين جداً تجاه الناخبين بمهزلة الصور والملصقات التي انتشرت على طول البلاد وعرضها، كان للمواطنين بدورهم كلمتهم في هذا المجال، وقد مارسوا حقهم الديمقراطي على صور المرشحين ودونوا انطباعاتهم العفوية عبر الكثير من العبارات التي لا تخلو من الطرافة، بالإضافة إلى الشتائم الديمقراطية على الطريقة الشعبية، بدءاً من الرسومات المعبرة، مروراً بأشد الكلمات النابية التي نالت أغلب المرشحين من الجنسين.. من: «مرشح المخابرات» الموصوف أيضاً بـ«ناجح سلفاً»، إلى مرشحكم «المرحوم الفقيد»، و«مرشحكم الضرير»، و«أبو عنتر كسار الجماجم»، و«انتخبوا الطحيش» و«صوت الدعارة الحر»، و«انتخبوا المبعو.......» و«النَّوري» .. و«المفلوج»...
هناك أيضاً.. وبالطبع القائمة تطول: «مرشحكم المنغولي» و«صوتكم المصوفن».. و«مرشحكم المرتشي الفاسد»... وصولاً إلى أقصى العبارات الديمقراطية شعبية وبذاءة.
علماً أنه قد اختلطت صور مرشحي الأمة مع صور المطرب الجبلي علوش الديك، وراقصات الدرجة العاشرة على طريق المطار(وما حدا أحسن من حدا).. والخير لقدام!
■ إبراهيم نمر