بيان عاش يوم الجلاء العظيم
يا أبناء سورية العظيمة، العصية على الاستعمار قديمه وحديثه!
...إن الاحتفال بعيد الجلاء العظيم،أكبر أعيادنا الوطنية ليس طقساً سنوياً، بل هو خزان الإرادة والمقاومة الشعبية الشاملة، صنعه آلاف الشهداء والثوار على ساحة الوطن من شماله إلى جنوبه من أبناء شعبنا بقيادة أسلافنا العظام تحت راية الوحدة الوطنية وشعار: «الدين لله والوطن للجميع»! وهذا هو سر الأسرار في دحر الغزاة ونيل الاستقلال، مما اضطر الجنرال ديغول للاعتراف بالهزيمة قائلاً: «واهم من يعتقد أنه بالإمكان إركاع سورية»!
● نحتفل هذا العام بذكرى الجلاء ومازال الجولان تحت الاحتلال، والوطن كله في خطر وهو أمر متوقع في أية لحظة، لم يستبعده إلا الواهمون بإمكانية تحييد الموقف الأمريكي وعقلنته، وبالتالي استرضاء التحالف الامبريالي ـ الصهيوني وتجنب المواجهة معه. ويتناسى هذا الفريق أن الإمبريالية الأمريكية فرضت على شعوب الأرض وشعوب منطقتنا ـ خصوصاً بعد احتلال العراق ـ مواجهة مكشوفة ومباشرة، ولا طريق لمواجهتها وحليفها الكيان الصهيوني إلا بالإرادة السياسية للمواجهة وبالمقاومة الشعبية التي هي قوة مادية لا تقهر.
● لا يكتمل عيد الجلاء والاستقلال إلا بتحرير الجولان عبر الطريق الذي سلكه أبطال الجلاء «أمثال يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش،عبد الرحمن الشهبندر، صالح العلي، إبراهيم هنانو، أحمد مريود، محمد الأشمر، سعيد العاص، سعيد آغا الدقوري، عقلة القطامى ..إلخ»، وإطلاق المقاومة الشعبية التي ستقلب كل المعادلة في المنطقة، وسينقل هذا الأمر سورية على المستوى الإقليمي من الدفاع إلى الهجوم، كما أنه سيضع قوى السوق الكبرى وقوى الفساد الداخلي في الزاوية، وسيفرض الواقع الموضوعي آنذاك للانتقال إلى اقتصاد المواجهة، وستتغير آنذاك الاصطفافات السياسية إلى ثنائية حقيقية تفرضها ظروف المواجهة:«مقاومة ـ استسلام» على الصعد والمجالات كافة.
● إن مواجهة خطر العدوان الذي يطرق الأبواب تتطلب الاستفادة من دروس الجلاء المجيد وقيام جبهة شعبية وطنية عريضة للمقاومة والمواجهة المرتقبة، ترتكز على وحدة وطنية شاملة بين مقاومين وطنيين راغبين بالتصدي والدفاع عن كرامة الوطن والسيادة الوطنية، وهذا يرتبط باتخاذ إجراءات سريعة من الدولة لمصلحة الشعب وتنفيذ الوعود التي طال انتظارها، وخاصة إصدار قانون الأحزاب، وتعديل قانون الانتخابات «الذي تتجلى تشوهاته الآن في تزاحم ومحاولة قوى المال والفساد لشراء أصوات الشرائح الفقيرة»، وحل مشكلة الإحصاء الاستثنائي في الجزيرة لعام 1962، وتفعيل الحركة الجماهيرية ضد قوى النهب والفساد التي هي بوابات العبور للعدوان الخارجي، كما يتطلب الدفاع عن كرامة المواطن وتأمين حقوقه في المجالات السياسية والاجتماعية ـ الاقتصادية والديمقراطية، أي تأمين «لقمته وكلمته».
● نقولها مجدداً: لا استقواء إلا بالداخل، ولا رهان إلا على الشعب السوري بكل ما يملك من تاريخ ومآثر وتضحيات ضد الاستعمار، وعلى قواه الفاعلة بدءاً من عماله وفلاحيه ومثقفيه الوطنيين الحقيقيين، وانتهاء بضباطه وجنوده، فهؤلاء كلهم خيار المقاومة الشاملة وعماد الوحدة الوطنية، وليس الذين جروا «عربة غورو».
● ...وإذا كان الجلاء تعبيراً عن ماض نفتخر به وخزان الإرادة الذي ننهل منه، فإن تحرير الجولان كاملاً بالمقاومة الشعبية، والدفاع عن الوطن ضد خطر العدوان الداهم هما مهمتان راهنتان لا تقبلان التأجيل، تنتصبان أمام شعبنا تحت راية الوحدة الوطنية وعلم الوطن.
المجد لمن صنع الجلاء.. والمجد للمقاومة من ميسلون حتى مارون الراس، وصولاً إلى مرصد جبل الشيخ وبحيرة طبرية.
دمشق 17 نيسان 2007
■ اللجنة الوطنية لوحدة
الشيوعيين السوريين