ابراهيم: الفتنة في الجزيرة لا تخدم سوى واشنطن و«داعش»
أجرت إذاعة «سبوتنيك» في برنامجها «ما وراء الحدث» يوم الاثنين 22 آب 2016 حواراً مع الرفيق حمدالله إبراهيم، عضو هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية وأمين منظمة الجزيرة، للوقوف على تطورات الأوضاع المؤسفة الجارية في شمال شرقي البلاد.
ورداً على سؤال استهلالي حول ماذا يجري في الجزيرة، قال إبراهيم: «منذ أكثر من ثمانية أشهر ونحن نتصل مع العشائر والأطراف والشخصيات الوطنية والأحزاب كلها الموجودة في منطقة الجزيرة، منبهين إياهم أنه منذ أن بدأت واشنطن بخسارة أوراقها مع «داعش» و«جبهة النصرة» في بقية المحافظات السورية، وهي تحاول تفجير الأوضاع في الجزيرة، وتريد أن تحول الصراع الدائر في سورية إلى صراع بين الطيف الاجتماعي في الجزيرة: صراع عربي- كردي، وكردي- كردي، وإلى ما هنالك. ونبهنا إلى أن الولايات المتحدة تخطط لمؤامرة في الجزيرة في محاولة لإشعال الفتنة فيها. ونحن على يقين أن الولايات المتحدة هي أساس المشكلة، وهي من سعر الفتنة في منطقتنا في الجزيرة».
وحول كيف يمكن الحفاظ على وحدة سورية، أجاب إبراهيم: «من خلال اتصالاتنا بالقوى والأحزاب والعشائر في منطقتنا، تبين لنا أن الكل يقولون أنه لا يمكن الانفصال عن سورية، وهم يرفضون هذا المشروع، والجميع مع وحدة الأراضي السورية. قد يكون هناك بعض الأطراف والأحزاب التي تختلف مطالبها من طرف لآخر، أو من حزب لآخر، بمعنى المطالبة بالحقوق والمساواة بين أطياف الشعب السوري قاطبة».
وعن ماذا تريد قوات الحماية الشعبية عسكرياً، قال إبراهيم: «لا أعرف تفاصيل النوايا العسكرية لدى هذا أو ذاك، ولكن ما نعرفه جميعاً أن الجيش السوري وقوات الحماية كانوا يقاتلون جنباً إلى جنب ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة. شخصياً لم أفهم ما الذي طرأ. كل ما أعرفه أن هناك فتنة».
وحول كيفية تدارك الفتنة، أوضح إبراهيم: «القوى كلها الموجودة بمنطقتنا حاولت الاتصال مع الأطراف المتنازعة حالياً، وحاولنا أن نطفئ النار فيما بينها، وكل الأحزاب والعشائر والشخصيات والقوى الوطنية تدخلت. وحتى الآن لا يوجد نتيجة. لكن أنا متأكد أنه خلال وقت قريب سيتم التوصل إلى اتفاق وتفاهم يحد من تدهور الوضع ويمنع الفتنة، لأنه لا يوجد أحد بكل المنطقة وفي منطقتنا بالذات مع هذه الفتنة، والمستفيد الوحيد منها هي الولايات المتحدة وداعش والنصرة».
وأضاف: «برأيي أن الوساطة الروسية لها أهمية بالغة لأن روسيا يمكن أن تؤثر على قوات الحماية الشعبية، وعلى النظام في سورية، وأقول أن من يريد أن يشعل هذه الفتنة سيفشل في نهاية المطاف، وسوف يُقضى عليها، وخاصة عند تدخل دول لها وزنها متل روسيا، لأن جمهورية روسيا الاتحادية لها مكانة واحترام عند عموم الشعب السوري».
ورداً على سؤال حول كيف ستتعاملون مع القضية السورية وأنتم طرف في جنيف وتدعون للحل السياسي، قال إبراهيم: «نحن بصراحة متفائلون، لكن كما يظهر أنه كلما اقترب الحل السياسي تحدث وتُفتعل المعوقات، وخاصة من قبل الأطراف المتضررة من الحل السياسي. وبالأحرى فإن ما يجري هو رد فعل على اقتراب الحل، ونحن جميعنا نؤمن بالحل السياسي، ونرى أنه سيتحقق، ونحن منذ بداية الأزمة نعمل في سبيله».
وحول هل يتوقع أن تغلب الحكمة والعقل فيما يجري في الجزيرة حالياً، قال إبراهيم: «أنا متأكد أنه على قدر ما يريدون (الخصوم) إشعال النار بمنطقتنا، فالكل (أهالي المنطقة) سوف يشارك في إطفائها، فلا أحد يقبل أبداً بالاقتتال الداخلي، وسوف يتفقون ويوحدون الجهود في مواجهة الإرهاب. كلنا كنا نسمع مثلاً أن قوات الحماية الشعبية كانت تقول أنها بعد تحرير منبج سوف تشارك في تحرير باقي المدن والمناطق من الإرهاب».
وختم إبراهيم بالقول: «بالنتيجة الجميع سوف يشارك في وأد الفتنة التي تحاول الولايات المتحدة تسعيرها ولكنها سوف تفشل والنصر سيكون للوطنيين والشرفاء الرافضين للفتنة».