بيــان المجد للمقاومة.. والعار لدعاة المساومة

تحول صمود المقاومة الأسطوري في قطاع غزة بعد 21 يوماً من العدوان الصهيوني وارتكاب المجازر، إلى خط الدفاع الأساسي ضد المخطط الأمريكي ـ الصهيوني في المنطقة. ويجب أن يتحول هذا الصمود بالدعم الشعبي والعربي والعالمي المتصاعد ليس إلى هزيمة العدوان فقط، بل إلى إزالة الاحتلالين الأمريكي والصهيوني في المنطقة. وهذا يتطلب عدم الانتظار، بل يحتّم نقل زمام المبادرة إلى أيدي قوى المقاومة والممانعة عبر توسيع رقعة المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق وكل المنطقة العربية.

- فبعد أن حوّلت الولايات المتحدة وحلفاؤها مجلس الأمن إلى دائرة ترخيص بالقتل الجماعي وترسيخ وتشريع للاحتلال، لابد من حسم الخيارات ووضوح المواقف وعدم الوقوع في الأوهام حول تحييد أمريكا في الصراع العربي الصهيوني. فالسلاح أمريكي، والإجرام صهيوني، والتواطؤ رسمي عربي.

- ومن المهم التأكيد أنه لولا المقاومة والممانعة لكان قطار الموت الصهيوني دخل كل المحطات العربية. فمثلما كانت المقاومة اللبنانية في حرب تموز تدافع عن الأرض والسيادة وعن كل شعوب المنطقة، ها هي المقاومة الفلسطينية المحاصرة تدفع دماً مدراراً ليس دفاعاً عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني فقط، بل دفاعاً عن شعوب هذا الشرق ضد المخطط الإمبريالي ـ الصهيوني.

- المقاومة الباسلة في قطاع غزة لا تقاتل من أجل سلطة أو سلطات وهمية في ظل الاحتلال تتصارع من أجلها بعض التنظيمات، وحتى نخرج من هذا الفخ الخطير على الجميع العودة إلى برنامج المقاومة، ووقف جميع الاتصالات والمفاوضات الفلسطينية والعربية السرية والعلنية مع العدو الصهيوني.

- المبادرة المصرية هي غطاء سياسي للفشل العسكري الصهيوني في تحقيق أهدافه السياسية. وهدفها أيضاً إعفاء الكيان الصهيوني من الخضوع للمحاسبة الدولية على جرائم الحرب الموصوفة المرتكبة بحق الجماهير العزلاء في القطاع، وتهدف كذلك إلى إطالة أمد الاحتلال وإخماد جميع المقاومات العربية وتيئيس الجماهير من خيار المقاومة الشاملة ومن إمكانية الانتصار على المشروع الإمبريالي ـ الصهيوني العام في المنطقة.

- رسالتنا لقادة دول الاعتلال العربي هي أنهم إلى مزبلة التاريخ، فهم منذ كامب ديفيد يتنازلون، ويفاوضون، ويأتمرون بما تطلبه واشنطن وتل أبيب، ويتواطؤون على المقاومة والتحرير. فالمفاوضات لم تحرر شبراً من الأرض، والتنازلات وإقامة العلاقات الدبلوماسية العلنية والسرية مع الكيان الصهيوني، لم تمنع الاعتداءات والمجازر الصهيونية من الاستمرار. وحدها المقاومة الشاملة ومناهضة التطبيع بكل أشكاله قادرة على تحرير الأرض ودحر العدوان وضرب المفهوم الاستراتيجي لنظرية الردع الإسرائيلية.

- الجماهير لا تراهن على القمم العربية، فالنظام الرسمي العربي يتفرج على حمم القنابل الإسرائيلية تنهمر فوق الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. نحن نراهن على الجماهير التي تتفاعل مع صمود قطاع غزة وبطولات المقاومة التي تحولت إلى شرف وضمير هذا العصر. ومن هنا يجب أن يتحول خيار المقاومة ليس ضد التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني فقط، بل ضد قادة دول الاعتلال العربي الذين خانوا الأوطان والأرض والمقدسات، وتحولوا إلى شركاء في جرائم الاحتلال ضد شعبنا.

- المجد للمقاومة.. والخزي والعار للصامتين والمتفرجين والمتواطئين مع قوى الاحتلال والإمبريالية العالمية.

14/1/2009 

■ اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

آخر تعديل على الجمعة, 05 آب/أغسطس 2016 13:09