النائب الاقتصادي ينجّم: الاقتصاد السوري سيكون الأقوى في الشرق الأوسط بحلول عام 2015
كأن النائب الاقتصادي، يعمل في قراءة أبراج الفلك لكثرة ما يتحفنا بتصريحاته المفرطة في تفاؤلها عن مستقبل الاقتصاد السوري، وما ستؤول إليه أوضاع المواطن السوري في القريب غير العاجل من رغد، بالرغم من أن هذا المواطن لا يأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، ولا يبدي أية رغبة في تغيير موقفه..
وآخر ما توقعه النائب أن «يكون الاقتصاد السوري هو الأقوى في منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2015، وأن تصل حصة الفرد من الناتج المحلي سنوياً إلى نحو 3 آلاف دولار».. والخطير في الأمر أن المنجّم الاقتصادي، عفواً النائب الاقتصادي، ذهب إلى أبعد من هذا، وقارب المحرمات حين أكد أنه «يتوقع أن يصل الناتج المحلي السوري للفرد الواحد بحلول عام 2015 إلى ضعف مجموع ناتج الفرد الأردني واللبناني، ليقترب من الناتج «الإسرائيلي»، وأن الحكومة تخطط لأن تتمكن خلال السنوات الخمس المقبلة من التركيز على التنمية المباشرة بما يضمن نمواً اقتصادياً موائماً للفقراء».
النائب الاقتصادي الذي استخدم اسم إسرائيل (سهواً) بدلاً من الكيان الصهيوني، لم يقدم أية أرقام أو حسابات أو وقائع منطقية استند إليها ليطلق هذه التخمينات أو التوقعات، وإذا كنا سنسايره، ونسلّم بأنه يملك من الطرق والتحليلات الاقتصادية ما لا نعرفها ولا نفهمها بسبب جهلنا، فليقدم لنا دليلاً ملموساً واحداً قبل ترجّله المأمول عن حصان الاقتصاد الذي أصبح أعرج بفضل فروسيته الزائدة، أن هذا سيحصل في التاريخ الموعود، وسنقبل في هذا الإطار كعربون صدق تحقيق الـ 35 % من زيادات الأجور الذي وعد بها عندما امتطى صهوة اقتصادنا بكل عنفوان..
أيها النائب.. كفاك تنجيماً وإطلاقاً للوعود البعيدة المدى.. بينما أعداؤنا يعدون صواريخهم لإطلاقها علينا، وشعبنا يئن من وطأة الفقر والبطالة وفقدان الأمل، وأنت ما تزال تنجّم وتفتي وتسوّف.. وليتك تكتفي بذلك ولا تكمل ما بدأت فعله منذ بداية خطتك، فكلامك على علاته أهون من أفعالك العظيمة!.