تحقيقات قاسيون 2009.. دفاع مستميت عن كرامة الوطن والمواطن
عملت «قاسيون» منذ انطلاقتها الجديدة كلسان حال للشيوعيين السوريين، ومن ثم، كناطق باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، على الدفاع عن كرامة الوطن والمواطن في الداخل والخارج، وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلبية كافة، فكما أخذت على عاتقها النضال بلا هوادة ولا تردد ضد مخططات الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية ـ الصهيونية، ودعت لاتخاذ شعار المقاومة خياراً وحيداً لتحرير الشعوب المضطهدة المناضلة وتحقيق حريتها وكرامتها، فقد حشدت أيضاً كل الجهود الممكنة للدفاع عن القضايا المطلبية ولقمة العيش اليومية لعموم المواطنين السوريين، ووقفت بجرأة وثبات ضد جميع سياسات الخصخصة والممارسات الليبرالية للحكومة الداعية إلى سحب دور الدولة من رعاية مواطنيها ودعمهم، وعملت قاسيون أيضاً على محاربة الفساد وفضح الفاسدين والمفسدين والمطالبة بمحاسبتهم وإحالتهم للقضاء بعد فتح الملفات والتفتيش والتحقيق بها.
في العام الذي نودع أيامه الأخيرة مع هذا العدد من «قاسيون» قدمت صحيفتنا على صفحة التحقيقات /49/ ملفاً، الغالبية العظمى منها ما يتعلق بهموم المواطنين وقضاياهم المطلبية، وشكاواهم من الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي الذي أوصلتنا إليه سياسات الحكومة، التي ظهر أن هدفها الأول والأخير تجويع المواطن السوري وإذلاله. وفي هذا المجال كان لـ«قاسيون» جولات ميدانية ولقاءات مع شرائح مختلفة من المواطنين الذين عبروا بصدق وشفافية عن معاناتهم وآلامهم، من ارتفاع الأسعار الذي لا يحكمه سوى جشع التجار وطمعهم، وخاصة عند المناسبات العامة والمواسم الاستثنائية مثل أيام شهر رمضان أو الأعياد، كما تحدث المواطنون عن الطريقة المذلة التي تمارسها الحكومة في «إيصال الدعم لمستحقيه» والأسلوب الذي يدل على العجز الكامل وخلو خزينة الدولة من الموارد اللازمة لدعم المواطن، بعد أن نهبها الفاسدون الكبار والمتنفذون الأوصياء على المال العام.
كما كان لـ«قاسيون» وعلى صفحة التحقيقات أيضاً دور بارز في فضح بعض رموز الفساد الكبير، وتقديم الوثائق التي تشير إلى فسادهم، مطالِبةً بفتح الملفات للتفتيش والتحقيق وإحالة الفاسدين إلى القضاء، وكان من أهم هذه الملفات: الفساد الكبير في المديرية العامة للمصالح العقارية، والفساد في مديرية الطيران المدني، وتزوير الكشوفات ومشاركة المتعهدين في مديرية الموارد المائية بدرعا، والإشارة إلى الفساد في بعض المديريات والمؤسسات والشركات العامة الأخرى.
في بعض التحقيقات كان لـ«قاسيون» إدانة واضحة لظاهرة التشبيح والاستقواء بالمنصب، والممارسات التي تصدر عن بعض ضعاف النفوس الذين تسول لهم نفوسهم أنهم فوق القانون، وأنه يجوز لهم الاعتداء على المواطنين المسالمين، إن كان بالإيذاء الجسدي أو الاعتداء على الممتلكات والحقوق الخاصة.
كما فتحت «قاسيون» ملفات حول التلوث البيئي في مختلف المناطق السورية، وأسبابه وآثاره السيئة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية، وفتحت ملفاً خاصاً للأمراض الاجتماعية المنتَجَة مجدداً، كالجريمة والدعارة والسرقة وتعاطي المخدرات والتسول، والأسباب التي تساهم في تفاقم وانتشار هذه الظواهر، والتقصير الظاهر من الحكومة للحفاظ على سلامة البيئة أو سلامة المجتمع وتماسكه وعدم انحرافه، بل المشاركة أحياناً في تعميق هذه الأزمات وتفاقمها.
هذا كان نهج قاسيون في العام 2009، والذي يعتبر استمراراً لنهج السنوات الطويلة من النضال ضد أعداء الوطن والمواطن في الداخل والخارج، وسيستمر هذا النهج وهذا النضال في السنوات القادمة، مجددين العهد بالوقوف بحزم للدفاع عن لقمة عيش المواطنين وقضاياهم المطلبية، ومحاربة كل سياسات الخصخصة، والدفاع عن مكاسب الطبقة العاملة والفلاحين، ومحاربة الفساد والمفسدين، آخذين على عاتقنا تنفيذ شعار كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.