الفريق الاقتصادي المعند: (عنزة ولو طارت)!!
مايزال اللغط حول نسب النمو التي يدعيها الفريق الاقتصادي على أشدها، وخصوصاً من جهة انعكاس هذا النمو «إيجابياً» على حياة السوريين، في وقت تئن فيه معظم الشرائح من الغلاء المستشري في الأسواق وكأنه مرض لا شفاء منه.. بينما يصر هذا الفريق على معاندة الواقع الملموس من جهة، ومعاندة التقارير الصادرة عن الجهات الدولية التي يثق بها وينفذ وصفاتها لمعالجة الاقتصاد السوري من أمراضه المزمنة وكأنها أوامر..
فقد أصدر صندوق النقد الدولي تقريراً عن واقع الاقتصاد السوري يقول فيه إن إجمالي الناتج المحلي السوري بلغ 52.5 مليار دولار في عام 2009، متراجعا عن 54.5 مليار دولار في عام 2008، أي بتراجع قدره 3.8 %، فعلام يدل هذا التراجع؟ إنه يطابق تقريباً الرقم الذي وضعه الفريق الاقتصادي لنسبة النمو، ولكنه نسي أو تناسى هذا التراجع في إجمالي الناتج المحلي، فلم يضع إشارة الناقص على يمين الرقم معانداً تقرير صندوق الدولي، ومطبّقاً للمثل الشعبي (عنزة ولو طارت)!! ويصر على حدوث نمو، فكيف يستقيم الأمر والناتج المحلي المتراجع يثبت عكس ذلك؟
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار الفاحش الذي أصاب وما زال يصيب كل المواد الاستهلاكية الضرورية للمعيشة بسبب سياساته، يغض هذا الفريق الطرف عنها وكأن شيئا لم يحدث، ويستمر باتخاذ القرارات تلو القرارات التي تؤدي بالجملة والمفرق إلى تفاقم الوضع الاقتصادي - الاجتماعي للناس، وتزايد تسارع ارتفاع الأسعار إلى الحد الذي قد يصبح فيه كل الشعب السوري يعيش عند أو تحت الحد الأدنى للفقر، وبالتأكيد فإن قرار رفع ضريبة الضميمة على استيراد منتجات فول الصويا من 1% إلى 3%، لن يكون القرار الأخير في هذا المجال، فقد سبقه ارتفاع غير مسبوق بسعر لحم الفروج، وكأن لسان حال الفريق الاقتصادي يقول للشعب: فلتتحول إلى نباتي لأنه أكثر فائدة للجسم، متناسياً أن شعبنا سيصعب عليه ذلك أيضاً لأن أسعار الحشائش التي يقتات بها من خبيزة وسبانخ و بقدونس وكزبرة وخس، ناهيك عن الملوخية والفاصولياء والباميا والبندورة والخيار... مرتفعة جداً، بل وتستمر بالارتفاع، وفي هذه الحالة ما على الشعب إلا أن يتغذى على الحجارة كي يشبع ميل الفريق الاقتصادي إلى العناد... و(عنزة ولو طارت).