مشروع الموضوعات البرنامجية.. دعوة للنقاش
بداية أقول إنها المرة الأولى التي يقرأ فيها أحدنا مشروع موضوعات برنامجية حقيقياً من بين كل ما كان يعرض علينا للنقاش سابقاً.. لذلك أجدني اليوم مدفوعاً لأكتب وأناقش في هذه المهام البرنامجية، ولو من بعض جوانبها، إذ كل فقرة تستدعي الوقوف عندها بشكل مستفيض.
في موضوعة الاشتراكية وأزمة الرأسمالية
أتفق مع المشروع في أن سبب انهيار التجربة الاشتراكية يعود في سببه الرئيسي إلى عجز الماركسيين عن تطوير النظرية بالشكل المطلوب في اللحظة المستجدة، لكن يجب التوضيح أن هذا العجز تمظهر بتراكم الأخطاء أثناء تطبيق التجربة، وهذه الأخطاء قد تراكمت طوال عقود كثيرة، وبالتالي فلو أننا نظرنا إلى خطأ بمفرده لوجدناه بسيطاً وكان من الممكن تجاوزه لحظة حدوثه، ولكن تأجيل النظر أو اكتشاف معظم الأخطاء، وعدم حلها في وقتها، وتراكم غيرها من الأخطاء كان سبباً من أسباب الانهيار، فليس غورباتشوف ويلتسين وشيفاردنادزة ومن على شاكلتهم هم الذين أوصلوا إلى انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن وصول هؤلاء إلى أعلى مراتب السلطة والحزب، يفسر كيف كان حال ووضع الحزب الشيوعي السوفيتي الذي أتاح الفرصة لبروز هؤلاء.
لماذا لم نسمع صرخات مدوية تقف في وجه الانهيار: أقول إن غالبية شعوب التجربة الاشتراكية لم تتطابق مصالحهم مع ما كان يطبق باسم الاشتراكية (وليست الاشتراكية) في تلك الفترة، وهذا صحيح في السبعينيات من القرن الماضي وبعدها .
بالنسبة للوضع الداخلي: أتفق مع معظم ما جاء فيه لكن أرى ان النضال من أجل قانون أحزاب ومطبوعات وانتخابات عصري وكذلك النضال من أجل إلغاء الإحصاء الاستثنائي الجائر في محافظة الحسكة ورفع قانون الطوارئ.. كل ذلك يجب أن يكون متزامنا مع النضال من أجل تغيير بعض من فقرات دستور البلاد تماشيا مع متطلبات العصر والوطن.
كذلك يجب التوضيح أن موضوع الأقليات في البلاد يمكن التعامل معه ضمن موضوعة الديمقراطية والنضال لتوسيع الهامش الديمقراطي