النائب يخطط.. و«الزمن» يحكم!
مع اقتراب لحظة الحسم والحكم على مدى انسجام أرقام الخطة الخمسية العاشرة مع الواقع المعاش، وعلى مدى تطابق أو اقتراب هذه الخطة من أهدافها المعلنة، شطب النائب الاقتصادي جميع بديهيات التخطيط الكلي، وأعلن تسليمه الكامل لـ«عامل الزمن» داعياً جميع السوريين للاقتداء به في هذا، فعامل الزمن بالنسبة إلى النائب هو أخطر عامل «مثبّت» في ساحة الاقتصاد السوري، وليس من المعقول حسب قوله «أن نبحث عن نتائج الخطة الخمسية العاشرة المنعكسة على أرض الواقع في قطاع التعليم أو الصحة إلا بعد مرور الوقت المناسب لملامستها»!.
آها.. الوقت المناسب إذاً!!، وكأنما النائب الذي لم يحدد الوقت المناسب لملامسة النتائج، يدعونا اليوم بشكل غير مباشر للبحث عن نتائج الخطة الخمسية الأولى أو حتى ما قبلها، فلعل نتائج تلك الحقبة بدأت بالانعكاس على الأرض الآن، أما نتائج الخطة الخمسية العاشرة والتي لا تنحصر أبداً في قطاعي الصحة والتعليم فربما تظهر عام 2050، أي حين تتحول عظامنا إلى مكاحل «سليمة ومتعلمة»، وقد يسوّقها النائب في ذلك اليوم بشطارته ومعرفته لأسواق العالم على أنها «مكاحل صحية وعلمية لشعب سلّم أموره للزمن»!.
الأحلى أن نفي النائب لوجود النتائج لم يقتصر على الخطة الحالية، وإنما تعدى ذلك لينفي وجودها في المستقبل الذي ستحدده الخطة الحادية عشرة، ولنا أن نفهم من ذلك أن الخطة الحقيقية التي تتوعدنا بها الحكومة هي خطة بلا نتائج، وبالتأكيد «بلا طعمة» أيضاً، مليئة بالتنظير والتحليق فقط، أما على الأرض فالزمن وحده كفيل بالحكم على نتائجها! و«عيش يا..(؟)». وفي النهاية، يكفي أن يطلعنا النائب على مخططاته المستقبلية عديمة النتائج للبلد لنتأكد من أنه يكافح للاستمرار على رأس عمله، شأنه في ذلك شأن أي عامل مؤقت، وكل الظن أن النائب مقتنع تماماً بأن عرضه للخطط ووضعه لها يعدّ مؤشراً على وجوده كمخطط.. أو كنائب، ولكن «عامل الزمن» لن يصب في مصلحته بنهاية المطاف، وسيكون هو لا غيره أول من سيشهد نتائج الخطة الخمسية العاشرة «المنعكسة على أرض الواقع» بالتأكيد!.