«المن» يهاجم سنابل القمح والشعير.. المطلوب حملة وطنية سريعة لإنقاذ المحاصيل الاستراتيجية

عاش فلاحو محافظة الحسكة على مدى ثلاثة الأشهر الماضية أسعد أيامهم ابتهاجاً بالموسم المطري الغزير الذي جادت به السماء على حقول المحافظة، والذي لم تشهده طيلة السنوات العشر الماضية، مما بعث الأمل في النفوس بالخروج من حالة الفاقة التي طبعت حياة معظم أبناء الجزيرة، وبعودة المهاجرين إلى ديارهم، بعد أن ساهم الجفاف والسياسات الاقتصادية بتهجيرهم عنها، لكن يبدو أن الفرحة تأبى أن تكتمل، وثمة تخوفات من أن كادحي المحافظة قد يشهدون مأساة أخرى أعظم وأخطر، إذا لم تتحرك الجهات الوصائية سريعاً لإنقاذ موسم الحبوب من هجوم حشرة المن عليه قبل فوات الأوان، خاصة وأن السنابل توشك أن تصل إلى حد الاكتمال، ومن غير المعقول أو المصدق ترك محصولين إستراتيجيين كالقمح والشعير، وهما ركنان من أركان أمننا الاقتصادي واستقلال قرارنا السياسي، لمصيرهما البائس.

إن الكارثة لاشك واقعة، إذا لم تبادر الحكومة للتحرك بسرعة وفاعلية لإنقاذ آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير في الحسكة من الهلاك، حيث تتعرض الآن لهجوم كاسح من حشرة المن، ولم يعد بمقدور الفلاحين مكافحتها عبر رش المبيدات بالطرق المعتادة سابقاً سواء بالطرق اليدوية أو بالجرارات لاكتمال حجم السنابل، والرش في هذه الأوقات لن يكون مجدياً، إلا عن طريق الجو بواسطة الطيران الزراعي المخصص لهذه الغاية،..

المصيبة الكبرى أن المساحات الآخذة الإصابة بازدياد مستمر، وهذا يعني الموت الوشيك لأفضل المواسم الزراعية التي عاشتها سورية مؤخراً..

إن المطلوب أن نشهد تحرك جدياً وسريعاً من وزارة الزراعة بمؤسساتها المعنية لمواجهة هذه الجائحة الطبيعية، وهو ما ينتظره آلاف الفلاحين بفارغ الصبر وأيديهم على قلوبهم؟ وإلا فإن البلاد والفلاحين والمحاصيل الاستراتيجية ستشهد ضربة قاصمة جديدة ستدفع البلاد بأسرها ثمنها غالياً..