فرحان حلواني فرحان حلواني

الحزب الذي نعمل من أجله..

بدايةً، يُسجل للموضوعات البرنامجية أنها تأتي غير مسبوقة شكلاً ومضموناً قياساً بما كان يطرح من برامج أو موضوعات خلال العقود الماضية من تاريخ الحزب..

في الشكل هي لوحة سهلة الفهم، مقتضبة، عملية البحث، ماركسية الرؤية، وطنية المضمون، منحازة لمن يعمل، تربط بين العام والخاص، وبين الجزء والكل، وتملك فهماً مميزاً للحزب، وتقدر الظروف الماضية التي عاشتها سورية، تحترم التاريخ وتبدع الحلول وتستشف المستقبل.

إنها شكل متطور في البحث والرؤيا والحلول انطلاقاً من رؤية ماركسية لينينية متطورة متحركة تحافظ على الثوابت وتقرأ المتحرك بعين بصيرة معتمدة على إنجازات العلم في كل مجالات الحياة (ثورة الاتصالات والمواصلات والإنترنيت).

إن ما كتب حول المرجعية الفكرية هام وصحيح، وأرى أن الحديث عن ماركسية معاصرة يحتاج إلى ذكر كل إنتاج فكري تم إنتاجه بعد ماركس في كل المواقع وخاصة في الدول الصناعية المتطورة، أي في المراكز الرأسمالية. كما أنه يجب أن ندرس الإنتاج الفكري في حركة التحرر العالمية، أي بمعنى آخر، التراث الفكري الإنساني الذي يصب في مصلحة إعادة إنتاج ماركسية معاصرة بما فيه التراث الفكري في الوطن العربي، والأمثلة عديدة: تجربة اليسار بما فيه الأحزاب الشيوعية والقومية في الوطن العربي..

أزمة الرأسمالية توضح ملامح الاشتراكية القادمة في القرن الحادي والعشرين. إن حتمية انهيار النظام الرأسمالي قادمة، وهي مرتبطة بالتناقض بين العمل ورأس المال وما يسرع هذه العملية هو العامل الذاتي.

السؤال، إلى أي حد يمكن أن نرصد هذا العامل الذاتي وهو نشاط العمال وأحزابهم السياسية في دفع الأزمة إلى نهايتها؟ برأيي يجب عدم المبالغة في هذا الدور، ولكن يجب العمل على دعمه ودفعه إلى الأمام.. الآن نلمح بداياته كمثال اليونان والبرتغال وإسبانيا وهنغاريا، بالإضافة إلى نشاط العمال في أمريكا نفسها.

كما يجب الإشارة إلى اتجاهات اليسار في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا..

الوضع السياسي الإقليمي والدولي

أزمة النظام الرأسمالي العالمي التي تزداد عمقاً واتساعاً تؤدي حتماً إلى متغيرات سياسية في أكثر من موقع جغرافي، وهذا ما نلمسه في سياسة تركيا وتحولها، بالإضافة إلى دور إيران في مواجهة سياسة أمريكا و«إسرائيل»، ودعم المقاومة، لذلك أرى أنه بالإضافة إلى أهمية تكوين تحالف لشعوب الشرق في مواجهة مخططات أمريكا في المنطقة، يجب الحديث عن أهمية إيجاد أشكال من التعاون والوحدة بين الدول العربية لأن هذا يساعد على إيجاد حالة من القوة تساعد على تشجيع دول الجوار على السير في هذا الاتجاه، ولابد أن يقوم في المستقبل تحالف ثم اتحاد يدافع عن مصالح شعوب الشرق العظيم.

كما يجب إبراز تأثير الرأي العام العالمي ودوره في الموقف من القضية الفلسطينية، وهذا ما برز في أعمال ناشطي السلام في أسطول الحرية.

التحديات الوطنية الكبرى

يجب دراسة العقود الماضية وتقييمها سياسياً واقتصادياً والتركيب الطبقي في سورية وعمليات التحول الاجتماعي التي حدثت، من افتقر ومن اغتنى؟ وما هي طبيعة الطبقات الموجودة؟ وإذا كنا نعتمد على العمال والفلاحين ما هي ملامح وصفات هذه الطبقة؟ وإلى أي حد يمكن أن تساهم في التغيير المطلوب؟ كما يجب بحث مشكلة التطور الديمغرافي السريع وأثره على شكل اللوحة الاجتماعية.

إن ما جاء من أفكار مثل أهمية الوحدة الوطنية كسلاح فعال في مواجهة المؤامرات الخارجية، والإصلاح الجذري السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقانون انتخاب نسبي تكون فيه البلاد دائرة واحدة، وقانون الأحزاب والمطبوعات ورفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية وإصلاح القضاء، هي ذات أهمية شديدة.. وربط المهام الوطنية والاجتماعية بالمهام الديمقراطية هي أبرز ما يميز الموضوعات.

القضية الاقتصادية الاجتماعية

إن حل القضية الاقتصادية في سورية يتطلب من الشيوعيين البحث عن حلول لموضوع النموذج السابق على اعتبار أن الحلول الليبرالية مستبعدة. هنا أقدم الأفكار التالية:

- الموقف من الملكية له تأثير هام على إنتاجيتها، وهذا ما لمسناه من موقف لا مبال حيال الملكية العامة، أسبابه غياب الرقابة العمالية وانعدام المحاسبة وضعف الأجور وغياب مبدأ اقتصادية التشغيل، بالإضافة إلى الفساد والنهب، لذلك يجب أن يتحول العمال إلى شركاء وليس إلى إجراء.

- إن حياة ديمقراطية تصون هذه الملكية من أجل أعلى نمو وأعمق عدالة توزيع قضية هامة، فإمكانيات سورية كبيرة وقابلة للتطور في حال تم حمايتها من النهب والهدر والتسيب، وإن إصلاحاً سياسياً وديمقراطياً هو المدخل إلى اقتصاد متطور وقوي وعدالة توزيع، والحديث عن الاشتراكية هو هدف قادم وليس آنياً، وهذا عائد إلى مستوى تطور سورية الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. كما أن أفكار إعادة النظر بالسياسة الأجرية وسلة الاستهلاك والاستفادة من التطورات العملية ووضع خط مضاعفة الدخل الوطني وحل مشكلة البطالة والفقر.. هي أفكار هامة، لكن السؤال من سيحقق ذلك؟ وكيف؟ ومتى؟ الإجابة على هذه الأسئلة تحدد تطور سورية اللاحق عبر طريق النضال المشترك للشيوعيين وحلفائهم داخل وخارج الجبهة.

7 - إن ما جاء بخصوص الدور الوظيفي للحزب يتطلب إلغاء الفصائلية وامتلاك المعرفة والأخلاق الشيوعية وعودة الحزب إلى الجماهير ومعرفة أوضاعها وصياغة مطالبها وقيادة نضالاتها من أجل حقوقها المشروعة. إن حزباً قوياً وذكياً ومبدئياً ومرناً ومبدعاً للحلول هو ما نريده ونعمل من أجله.