مداخلات الوفود

شهد الاجتماع الوطني التاسع للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي عقد في دمشق يوم الجمعة 26 تشرين الثاني 2010 بمشاركة أكثر من ثلاثمائة مندوب منتخب، مناقشات عميقة للتقارير المقدمة: التقرير العام للمجلس السابق، وتقريري التعديلات على الموضوعات البرنامجية واللائحة التنظيمية، وذلك عبر عشرات المداخلات باسم الوفود والأفراد.. قبل أن يجري إقرار هذه التقارير بالإجماع بعد إضافة التعديلات عليها..

وسنقوم اليوم بنشر كلمات الوفود، على أن نبدأ بنشر الكلمات الفردية اعتباراً من العدد القادم..

دمشق: معنى «الاشتراكية هي الحل»!

ألقى الرفيق عبادة بوظو كلمة وفد دمشق قال فيها:

تحية للاجتماع

شعارنا الواضح والذي نجتمع تحت يافطته اليوم هو «الاشتراكية هي الحل»، فما معنى هذا؟

«الاشتراكية هي الحل»، تعني استعادة القاعدة الجماهيرية التي فقدت الثقة بالقوى السياسية لعدم تلبيتها لمصالحها التي تستهدفها السياسات النيوليبرالية وعدم الدفاع عنها كون برامجها إصلاحية في حين أن الجماهير بحاجة لحلول جذرية لوقف تردي أوضاعها المعيشية المتردية أصلاً. هذا يحتم علينا كقوة سياسية تناضل في سبيل العدالة الاجتماعية التفاف الناس حولنا وانتزاع اعترافهم بنا بعد استعادة ثقتهم بنا وهذا يحتم تراكم مواقف صحيحة، قوية وحازمة في الدفاع عن مصالح الناس.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني تبني الجماهير للنموذج الاقتصادي الذي نطرحه، وهذا يستلزم مخاطبة وعيها «خليوياً» لتدرك أن خلاصها مرتبط بوعيها لذاتها كقوة خلاقة قادرة على تغيير الواقع لمصلحتهما.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني النهوض بالعامل الذاتي لكي تتحول الأزمة الرأسمالية العاصفة إلى نهائية، وهذه إمكانية، في وقت باتت فيه اشتراكية القرن الحادي والعشرين، ضرورة.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني استعادتنا لدورنا الوظيفي بعد تجاوز كل معوقات الانتشار والنفوذ المحددة مسبقاً، وهذا لن يحصل ما لم تنجز وبأسرع وقت ممكن وحدة الشيوعيين السوريين تحت راية واحدة، وحدة مبدئية تعيد ألق الشيوعية من خلال رفاق صلبين في الدفاع عن مصالح الكادحين، متمتعين بالأخلاق الشيوعية الحقيقية.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني تفوقنا معرفياً وفكرياً وأخلاقياً وإعلامياً، وتعني معرفة الواقع وفهمه فهماً دقيقاً ووضع الأهداف واجبة التحقيق، وتوفير أدوات التحكم لإنجاز التغيير المطلوب في هذا الواقع، وبناء منظومة النفوذ، أي استكمال بناء الحزب المنشود الذي يلبي طموحاتنا ومصالح الجماهير، ملتقطاً اللحظة التاريخية وملاقياً لها.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني المقاومة الشاملة كخيار استراتيجي وحيد لإحباط كل المخططات الامبريالية والصهيونية ودحرها لتحرير كامل أراضينا المحتلة.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني إعادة الاعتبار للبعد الطبقي في العمل السياسي بما يقطع الطريق على قوى التخلف من جهة والنهب والفساد من جهة أخرى.

«الاشتراكية هي الحل»، تعني المساواة في الحقوق والواجبات لكل المواطنين السوريين، من دون أي استثناء، والعدالة في توزيع الثروة وتحقيق إنسانية الإنسان واستعادته لكرامته في لقمته وكلمته بوصفها أهم مقومات كرامة الوطن. 

حلب: الانتخابات.. استفتاء على خطنا 

وقدم الرفيق ماهر حجار كلمة وفد حلب قال فيها:

أيها الرفاق... أيتها الرفيقات

باسم وفد منظمة حلب للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين نتمنى لاجتماعنا الوطني التاسع هذا النجاح في إنجاز أعماله، واتخاذ القرارات السياسية والتنظيمية الكفيلة بدفع عمل الشيوعيين السوريين والحركة السياسية السورية خطوات كبرى إلى الأمام.

لقد أنجزت منظمة حلب خلال الشهور القليلة المنصرمة الماضية انتخاباتها وفق اللائحة الانتخابية المقرة من مجلس اللجنة الوطنية، وأسست خلال هذه الفترة دوائر ولجاناً في مناطق جديدة لم نكن متواجدين فيها سابقاً، وتوسع عمل منظمة حلب سياسياً وتنظيمياً، ونمت المنظمة جغرافياً وقطاعياً وعددياً، وخاصة في صفوف الشباب، الأمر الذي يشير بجلاء إلى أن سياسة اللجنة الوطنية تلقى القبول لدى مختلف شرائح الجماهير الكادحة، وخاصة في صفوف الشباب. وقد انعكس ذلك على قوام وفد حلب إلى اجتماعنا هذا، فأكثر من نصف وفد حلب اليوم هم من الشباب الذين هم دون سن الثلاثين، وغالبية الوفد ممن يحضرون لأول مرة اجتماعاً وطنياً لوحدة الشيوعيين السوريين.

إننا نعتقد أن التحضيرات التي جرت في منظمة حلب لاجتماعنا هذا، والنقاشات التي تمت حول الموضوعات، وانتخابات المندوبين ولجان الدوائر التي شارك فيها أكثر من ألف وستمائة ناشط ومؤيد ستدفع عمل منظمتنا سياسياً وتنظيمياً بخطوات كبيرة إلى الأمام، ونأمل أن ينعكس ذلك على عملنا اللاحق في العام القادم، حيث ستواجه منظمة حلب استحقاقات عديدة من بينها انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الإدارة المحلية وانتخابات نقابات العمال.

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق..

منذ إطلاق مجلس اللجنة الوطنية الموضوعات للنقاش العام، قمنا في حلب بالدعوة إلى عدد من الندوات لمناقشة هذه الموضوعات، وحاولنا جاهدين ألا يكون نقاش الموضوعات مقصوراً على الرفاق، بل أن تشارك في هذا النقاش أوسع شرائح جماهيرنا الكادحة في أحياء حلب وقراها. ونكاد نجزم أن الانتخابات التي جرت في حلب كانت من الجانب الآخر استفتاء على الموضوعات البرنامجية وعلى الخط السياسي العام للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.

إننا باسم وفد حلب نعلن موافقة الوفد على الخط العام للموضوعات، كما نعلن موافقتنا وتأييدنا للاتجاهات الأساسية الواردة في تقرير مجلس اللجنة الوطنية الذي قدمه الرفيق قدري جميل قبل قليل.

ـ وبخصوص اللائحة التنظيمية والتي تمثل عملياً نواة النظام الداخلي لحزب الشيوعيين السوريين القادم؛ فإننا نؤيد التعديلات المقترحة من مجلس اللجنة الوطنية بشكل عام، وإن كنا نرى أن هنالك ضرورة للتفصيل أكثر، وخاصة في توصيف الهيئات المنتخبة وصلاحياتها، وبالتحديد توصيف أمناء مجلس اللجنة الوطنية وصلاحياتهم.

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق..

نكرر تمنياتنا لاجتماعنا الوطني التاسع بالنجاح..

عاشت الاشتراكية.. 

الجزيرة: فهم عميق لمشكلات الواقع 

وقدم الرفيق حسين ابراهيم مداخلة باسم وفد الجزيرة جاء فيها:

أيها الرفاق والرفيقات أحييكم باسم رفاقكم الشيوعيين في لجنة محافظة الحسكة..

... لقد دخلنا من خلال الانتخابات التحضيرية للاجتماع الوطني إلى عشرات القرى والأحياء، ومن ضمن هذه المشاركة الواسعة كان هناك العشرات ممن ينتمون إلى الفصائل الشيوعية رغم محاولات البعض من رفاق الأمس وكهنة الانقسامات، بناء أسوار وهمية بين الرفاق، لكن بينت الوقائع توق الشيوعيين وأصدقائهم إلى ضرورة وحدة الحزب كي يقوم بدوره الوظيفي.

أيها الرفاق والرفيقات:

يعمل رفاقكم في منظمة الجزيرة ضمن واقع معقد ومرير، فدائرة الفقر تتسع، ومئات القرى هجرها أهلها، والبطالة تستفحل يوماً بعد يوم، وتتراكم على كاهل الفلاحين الديون وفوائدها، بعد أن تم تدمير القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي ليس بسبب الظروف المناخية فحسب، بل بسبب السياسات الاقتصادية قبل كل شيء، وخاصة بعد رفع الدعم عن مادة المازوت، وتكاد تنعدم فرص العمل، وإذا توفرت يتم غالباً تعيين مواطنين من خارج المحافظة، ومازال الإحصاء الرجعي ساري المفعول كأحد تجليات سياسة التمييز، وجاءت طريقة تنفيذ المرسوم 49 لتؤثر سلباً على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي، حيث توقفت عمليات بيع وشراء العقارات، وتوقفت حركة البناء، مما أثر على جميع ذوي المهن الحرة، بالإضافة إلى التأثير على عمل مكاتب المهندسين والمحامين، وبين الفترة والأخرى يتطاول بقايا الإقطاع على الفلاحين مستندين على قانون العلاقات الزراعية، وجاءت قرارات نزع يد فلاحي أجور المثل من الأرض لتزيد الواقع مرارة.. نعم أيها الرفاق إن أبناء أغنى محافظة اقتصادياً في البلاد، هم الأفقر والأقل خدمات... في هذا الواقع يناضل رفاقكم مستندين على تجربة تاريخية للشيوعيين السوريين في النضال الوطني والطبقي، يستمدون القوة المعرفية من رؤية اللجنة الوطنية العميقة للواقع السوري على أساس ترابط المهام الوطنية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية، وهم في هذا السياق ينوهون إلى الدور الكبير الذي تلعبه صحيفة قاسيون في عرض كل الوقائع الآنفة الذكر، وتحليلاتها العميقة، والتي تحظى باحترام وتقدير كل المهتمين بالشأن العام، بل يعتبرها الكثيرون لسان حالهم.

نتمنى أن يكون اجتماعنا خطوة على طريق تعميق الفهم لمشكلات الواقع واتخاذ القرارات والتوجهات اللازمة بشأنها:

أولاً: تنظيمياً:

فضح القيادات التي تعرقل عملية وحدة الشيوعيين السوريين في مختلف الفصائل، وتكثيف المبادرات باتجاه وحدة الشيوعيين السوريين.

ضبط البنية التنظيمية للمجموعات القاعدية وتفعيل دورها.

تطوير آليات توزيع صحيفة قاسيون.

بناء شبكة من الكوادر الواعية معرفياً ونظرياً وسياسياً، والفعالة عملياً، عبر إقامة المزيد من المدارس الحزبية وتكليفهم بالمهام الملموسة ليكتسبوا الخبرة العملية.

وضع خطة عمل ملموسة للنضال المطلبي أمام كل هيئة ضمن آجال زمنية محددة.

إعادة إحياء منظمة الشباب الديمقراطي ببنية تنظيمية مستقلة تنسجم مع خصوصية الشباب التواق إلى التغيير وروح العصر.

ثانياً: سياسياً:

الاهتمام أكثر بمسألة الحريات الديمقراطية، كحرية الرأي والتعبير والنشاط السياسي والثقافي وتعميق الفهم حول المسألة القومية والدينية واحترام الخصوصية بما فيها منح الحقوق الثقافية والمدنية ضمن رؤية وطنية وأممية متكاملة، ومن شأن ذلك تحرير الجماهير الكادحة من هيمنة الزعامات التقليدية سواء كانت قومية أو دينية أو عشائرية، الأمر الذي لابد منه لتجاوز الاصطفافات المشوهة باتجاه بنية وطنية متماسكة بعيداً عن البنى التقليدية التي سبقت تشكيل الدولة الوطنية والتي تغيب التناقض الأساسي في المجتمع.

وأخيراً تحية إلى كل من وضع لبنة في بناء الحزب، وكل من يعمل من أجل حزب شيوعي واحد مؤثر وفاعل.

تحية إلى أهلنا الصامدين في الجولان المحتل.

عاش نضال حركات التحرر الوطني العربية والكردية والإيرانية والتركية ضد المشاريع الامبريالية ومن أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاعتراف بحقوق الجميع. 

درعا: الارتقاء بالتنظيم لمستوى الرؤيا 

كلمة وفد درعا ألقاها الرفيق خالد الشرع، جاء فيها:

تحية للرفاق جميعاً..

أيها الرفاق أيتها الرفيقات؛ إن الذي سمح للموضوعات أن تخرج إلى النور بهذه الصياغة هو صحة تحليل انسداد الأفق أمام الحركة الثورية منذ منتصف الستينيات إلى نهاية القرن الماضي، وبداية انفتاح الأفق أمام الحركة الثورية بعد ذلك. فهذا ما سمح للموضوعات أن تضع الأساس النظري الذي تحكمه عقلية المنتصرين، والذي لا خيار فيه أمام الحركة الثورية إلاّ الانتصار.

لقد تمكنت اللجنة الوطنية من تثبيت مجموعة من الاستنتاجات التي تسمح للعمل الميداني أن يسير بخطا واضحة ومفهومة ومحددة بشكل علمي مدروس، وتم التأكيد باكراً بأن الأزمة ليست عابرة ومؤقتة، بل هي عميقة ويمكن أن تتحول إلى أزمة نهائية إذا توفر العامل الذاتي مع الظرف الموضوعي.

ولاحظت الموضوعات أن منطقتنا من قزوين إلى المتوسط هي ساحة مواجهة لأهمية الخيرات والموارد الموجودة فيها، ولن يتم ذلك إلاّ بتمرير مشروع التفتيت في المنطقة وتوسيع رقعة العدوان الذي يهاجم بكل الوسائل المتاحة حيث يمارس بين سياسته الناعمة والخشنة مئات أشكال النهب والاستغلال للشعوب والتفكير على أساس قومي وعرقي وطائفي ومذهبي، وقد آن الأوان لتشكيل أوسع جبهة شعبية للمواجهة في العالم، تتجاوز من خلالها كل الثنائيات الوهمية التي أوجدتها الإمبريالية العالمية ورأس حربتها إسرائيل، وهنا يصح السؤال: لمصلحة من بقاء نتائج إحصاء 1962 سيئ الذكر، وقد أصبح إلغاؤه من ضرورات المواجهة؟

أيها الرفاق، إن الموضوعات طرحت مجموعة من القضايا التي ساهمت وثبتت تراكم الرؤيا خلال عمل اللجنة الوطنية لحل القضايا التي لم يستطع الآخرون في سورية ملامستها لأسباب ترتبط بالعدمية أو النصوصية، وكلتا الحالتين ستصبان خلال فترة زمنية قصيرة في قناة واحدة، ما يجعل هذه القوى تتخلى كلياً عن العمل من أجل الهدف التاريخي المنوط بها، وتعطيل الدور العامل الذاتي الذي من المفترض أن يخدم الظرف الموضوعي والذي يتطور يومياً لمصلحتنا، أي لمصلحة الحركة الثورية.

أيتها الرفيقات وأيها الرفاق؛ هنا نود التنبيه إلى مسألة جوهرية بحاجة للاهتمام، فإذا اتفقنا على أن الموضوعات وثيقة عالية العلمية وتناولت القضايا التي لم يتناولها الآخرون للأسباب التي ذكرناها سابقاً، فعلينا الارتقاء بالعمل التنظيمي لمستوى الرؤيا ويتقدم عنها أحياناً، حتى يسمح بتطوير الرؤيا والخطاب، أي أن يكون التنظيم حاملاً للرؤيا والخطاب وليس العكس، وبرأينا فإن هذا بحاجة إلى تفعيل آليات عملنا انطلاقاً من الضرورة، ونقترح توصية لاجتماعنا هذا بتشكيل ورشات عمل لتطوير آليات العمل التنظيمي حتى لا يفسر لاحقاً بأن هذا المنتج ليس إنتاج جهد جماعي، ما يعيدنا إلى التشوهات التي عانى منها الشيوعيون سابقاً مع عدم إنكار أهمية دور الفرد بذلك.

لقد أصبح ملحاً اليوم وجود أحزاب شيوعية حقيقية تتمكن من القيام بدورها الوظيفي، وتمتلك آلية أكثر قدرة على تنفيذ برنامجها الاجتماعي- الاقتصادي- السياسي، للوقوف في مواجهة مشروع التفتيت في المنطقة الذي تريده الإمبريالية الأمريكية ورأس حربتها إسرائيل الصهيونية.

إن ما أتت عليه الموضوعات في معالجة الوضع الداخلي يصلح لأن يكون برنامج عمل وطنياً لإنقاذ البلاد مما أنتجته السياسات الاقتصادية الليبرالية، ولهذا يجب الاستمرار بتشريح الوضع الداخلي وفضح الفساد والمفسدين وكل من تسول له نفسه العبث بلقمة المواطن والانتقاص من السيادة الوطنية، ولابد هنا من ذكر أهمية جريدة قاسيون وطريقة معالجتها للقضايا الواسعة، حيث تم تزويدنا بوثائق وملفات فساد من أفراد ليسوا شيوعيين، والسبب كان ثقتهم بالجريدة.

طرطوس: الجماهير تنتظر منا الكثير 

وألقى الرفيق طوني حصني كلمة وفد طرطوس قال فيها:

الرفيقات والرفاق الأعزاء

تحية من القلب لكم ولاجتماعنا المهيب هذا..

ما بين الاجتماع الوطني الثامن واجتماعنا اليوم، قطعنا شوطاً، وأنجزنا مهاماً ملموسة، وحققنا أهدافاً على طريق استعادة حزبنا الشيوعي السوري لدوره التاريخي في حياة وطننا وشعبنا..

ونستطيع اليوم القول بثقة: إن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين قد أصبحت حالة حقيقية على الأرض.. خطاباً وممارسة، ودليلنا على ذلك هو أداؤنا للمهام والنتائج المحققة... لقد عملت منظمتنا بدأب خلال الفترة الماضية، وجاءت الأعمال التحضيرية للاجتماع الوطني مواكبة لهذا النشاط، فحققت لجاننا ودوائرنا نتائج طيبة تجاوزت أرقام الخطة الموضوعة بأكثر من ألف ناخب، ولعل من أبرز المهام أمامنا اليوم هي إحاطة دوائرنا بكل هذا العدد الكبير وغير المسبوق من المؤيدين مع ما يعنيه ذلك من برامج ومهام نوعية هي أعلى بكثير على مستوى الناشطين واللجان المنتخبة، خاصة من حيث الانضباط والمستوى المعرفي، وعلى مستوى نشر الخط السياسي.

لرفاقنا حضور جيد، وتطور وتواصل المنظمة العمل مع جريدتنا قاسيون، ولنا مشاركات مستمرة في القضايا المطلبية، كما قمنا بنشر بعض ملفات الفساد الهامة، وكان لذلك دور كبير في تحسين سمعتنا، وتعزيز انتشار قاسيون اشتراكاً وتواصلاً من القراء.. وفي مجال الجريدة نحن نرى أن مستوى العمل قد تطور لدرجة كبيرة... تقتضي توسيع صفحات الجريدة ما أمكن مع تشكيل هيئة أو تكليف رفاق محددين في هيئة التحرير يؤمنون التنسيق مع المكلفين في المنظمات في القضايا المطلبية وملفات الفساد، لتأمين نشرها بأسرع وقت وبأفضل محتوى وإخراج ممكن.

لقد كان للنشاطات التي قامت بها اللجنة الوطنية دور هام على مستوى الحركة، وأظهرت بحق أين هم الشيوعيون السوريون قولاً وفعلاً.. ومن تظاهرة غزة، إلى الاحتفال بالذكرى 85 لتأسيس الحزب.. إلى نشاطات محلية كمسير الشباب الوطني في ذكرى الجلاء.. عملت منظمتنا بجد وشارك المئات من الرفاق والمؤيدين في هذه التظاهرة، وساهم ذلك كثيراً في تصليب حالتنا ودفعها.

الرفيقات والرفاق.. رغم ما حققناه من مهام، فلا نزال على بداية الطريق، ولقد أكدنا سابقاً أن علينا الانطلاق من الضرورات وليس من الممكن المتاح كي نستعيد بحق دورنا الوظيفي.. وإذا انطلقنا من هنا فواقع محافظتنا وجماهيرنا ينتظر الكثير في ظل هذا الفراغ السياسي. فمن الظروف المعاشية المتردية، إلى التدهور الخطير لواقع الإنتاج الزراعي ومردوده، إلى المستوى الخدمي السيئ، إلى مظاهر التفسخ الاجتماعي... وعلاقة كل ذلك بالفساد الكبير والسياسات الحكومية الجارية. أمام هذا الواقع، تنتظرنا مهام كبرى تحتاج بلا شك إلى مستوى تنظيمي عال ومستوى معرفي متطور وناضج.. وهنا لابد من التنويه بالأهمية الاستثنائية للموضوعات البرنامجية التي سيقرها اجتماعنا هذا، فهي ستنقلنا إلى مرحلة جديدة، لا نكتفي فيها فقط بعرض رؤيتنا العامة للمسائل الأساسية، بل ننتقل من خلالها إلى الممارسة الميدانية، التي ستفتح لنا مجالات أوسع مع شرائح مختلفة من مجتمعنا، وإن التكامل في مشروع الموضوعات المقدم، بدءاً من تمسكنا بالمرجعية الفكرية، ومروراً برؤيتنا للقضايا الاقتصادية ـ الاجتماعية، والدخول عميقاً في التفاصيل الهامة.. كل ذلك سيعطينا وللمرة الأولى ملامح حقيقية لحزب سياسي عصري هويته واضحة.. أهدافه محددة.. يستطيع الإجابة على الأسئلة الراهنة، ويضع الحلول للمشاكل المختلفة..

وهذه هي علاقة التفسير بالتغيير، أو علاقة السياسة الصحيحة، بالتنظيم القوي الناجح، كما تعلمنا في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ولهذا فمهمة دراسة الموضوعات وتعميق فهمها والإضافة عليها وإغنائها يجب أن تستمر، وينبغي وضع مهام محددة من المركز إلى المنظمات بهذا الاتجاه، فالتحدي الكبير الذي ينتظرنا بعد الاجتماع التاسع هو الارتقاء بعمل منظماتنا ولجاننا المنتخبة، ولنا في الموضوعات البرنامجية والتطويرات التنظيمية خير مرشد.

الرفيقات والرفاق:

لانزال نرى أن قضية وحدة الشيوعيين السوريين هي قضية كبرى، وهي تعني استعادة الحزب لدوره وعودته لجماهيره، وفي المقابل نؤكد بأن العمل والممارسة هي الأساس في هذا المجال، لقد ملت قواعد الشيوعيين وجماهيرهم من التسويف والمماطلة بشأن التنسيق والمبادرات دون تحقيق نتائج ملموسة.. وإذا كانت أسباب ذلك مفهومة من قبلنا بشكل جيد خلال الفترة السابقة، فلا مبرر اليوم لأي تأخير، وتجاربنا السابقة تؤكد أنه كلما تحسنت ممارستنا وأداؤنا أمام الجماهير، تحسن المناخ الضاغط باتجاه الوحدة.

فإلى الأمام أيها الرفاق.. تحية لكم ولاجتماعنا... 

حماة: إما رأسمالية متوحشة أو اشتراكية 

وألقى الرفيق أنور أبو حامضة كلمة وفد حماة، قال فيها:

الرفاق الأعزاء مندوبي الاجتماع الوطني التاسع.. أحييكم جميعاً من مدينة حماة وريفها وعاصيها وغابها..

إن شيوعيي اللجنة الوطنية في محافظة حماة، منذ الإعلان عن بدء التحضيرات للاجتماع الوطني التاسع، عملوا بكل جدٍ ونشاط للتحضير لهذا الاجتماع، إذ أقيمت الندوات واللقاءات والاحتفالات السياسية والفكرية والزراعية وحول الموضوعات للشرح والتعريف بسياسة لجنتنا الوطنية، وساهم الرفيق قدري بإحدى تلك الندوات التي حضرها أكثر من مائة من جمهور اللجنة الوطنية، وكانت نسبة الشباب من الحضور أكثر من 75%. كما أقيمت الندوات الزراعية التي حضرها عشرات الفلاحين المؤيدين لسياسة اللجنة الوطنية، وخلال تلك الندوات واللقاءات كنا نشرح مضمون عمليتنا الانتخابية وأهميتها السياسية والعملية في بناء حزبنا الشيوعي، الذي نريده حزباً قوياً وذكياً، مبدئياً ومرناً وثابتاً على المبادئ ومبدعاً للحلول، وقادراً على القيام بدوره المطلوب منه. هذه العملية غير المسبوقة هي شكل عملي لرقابة المجتمع على الحزب وأدائه السياسي من خلال مساهمته في اختيار كادرات الحزب الميدانية ومندوبي اجتماعاته الوطنية التي تتحدد فيها السياسة العامة، وهي بالتالي أداة لإعادة الثقة بين الحزب وجماهيره.

وكان من نتائج عملنا الدؤوب الذي دام لأشهر، تجاوزنا في عدد ناخبينا عدد الناخبين في الاجتماع الوطني الثامن بحدود 400 ناخب، ولكن مع ذلك لم نصل إلى الرقم المستهدف الذي تعهدنا به في اجتماعات مجلس اللجنة الوطنية، ولكن اقتربنا منه، حيث بلغ عدد الناخبين 1383 ناخباً، وكان الرقم المستهدف 1500 ناخب.. ولهذا التقصير أسباب ذاتية - معرفية، أهمها أن بعض الرفاق بالرغم من رؤيتنا المتطورة وكذلك خطابنا وجريدتنا، إلا أنهم مازالوا يعملون بالأدوات القديمة نفسها، والتي لا تصلح لزمننا هذا.

لقد جرت دراسة الموضوعات التي طرحت للنقاش العام داخل الهيئات، كما أقيمت حولها اللقاءات والندوات، لاعتقادنا الراسخ بأن الموضوعات تشكل الجديد في رؤية اللجنة الوطنية، وبخاصة موضوعات القضية الاقتصادية ـ الاجتماعية، حيث حللت بشكل عميق الاقتصاد السوري وما وصل إليه من تردّ نتيجة السياسات الليبرالية للفريق الاقتصادي، وطرحت برنامجاً اقتصادياً ـ اجتماعياً متكاملاً لخروج اقتصادنا المأزوم من أزمته، وهو برنامج اشتراكي.. ويجب أن نعلنها صراحة للقاصي والداني أنه لا توجد طريق ثالثة، فإما رأسمالية متوحشة أو اشتراكية تحقق العدالة للجميع.

نحن مع ما ورد في التقرير السياسي من تحليل ومهام، ولكن نؤكد على ما ورد فيه من مستجدات والتي أهمها القضية المعرفية لكادرات وأعضاء لجنتنا الوطنية، إذ أنها الأساس في طموحنا للوصول إلى حزب ذكي ومبدع للحلول، وقادر على المبادرة. وبرأينا لو كانت الأحزاب الشيوعية في منظومة الدول الاشتراكية السابقة تملك هذه الصفات، أي ذات مستوى معرفي متقدم ومتطور، وذكية وقادرة على إبداع الحلول والمبادرة، لما كانت الأمور وصلت في تلك البلدان إلى ما آلت إليه من انهيار، ولما كانت الحركة الشيوعية تشظت وتفتت، إذ أن من يمتلك المعرفة يمتلك زمام المبادرة، ويستطيع تفسير الظواهر تفسيراً صحيحاً، وهذا ما يؤدي بدوره إلى تغير صحيح. ولنتذكر أن حركتنا الشيوعية انتصرت حينما كانت متقدمة على العدو معرفياً، وانهزمت عندما تراجعت معرفياً، لذا يجب علينا استعادة المنصة المعرفية.. وهذا يتطلب تنظيف حركتنا الشيوعية من كل ما لحق بها من قاذورات وأكاذيب رميت بها من الأعداء الطبقيين وبعض مدعيّ اليسار والمهزومين من الحركة الشيوعية، وبالوقت نفسه إعادة الاعتبار للمنتصرين في حركتنا وآخرهم ستالين الذي أرادوا من خلال الهجوم عليه وتلويثه، الهجوم على لينين وماركس وأنجلز، وبالتالي على أيديولوجيتنا الثورية.

أما فيما يخص الوضع الداخلي فنحن مع تشديد الهجوم على سياسات الفريق الاقتصادي الكارثية على اقتصادنا الوطني وعلى مخالفاتها الدستورية.

ونحن ندرك حجم المهام الملقاة على لجان الدوائر والمحافظات وناشطيها بعد الاجتماع الوطني التاسع، إذ يجب توسيع دائرة المؤيدين، وكذلك عدد الناشطين للوصول إلى المكافئ واحد إلى سبعة حتى الاجتماع الوطني العاشر، إذ أن لهذا المكافئ أهمية قصوى في تشكيل المعادل السياسي داخل المجتمع من أجل التغيير.

بخصوص المبادرة، نحن شيوعيي حماة معها لأنه آن الأوان، ويجب أن يكون للسوريين حزبهم الشيوعي الواحد القادر على القيام بدوره الوظيفي في المجتمع، حيث رغبة الشيوعيين في الوحدة كانت ومازالت رغبة حقيقية. والآن الظروف الموضوعية متطابقة مع رغبة الشيوعيين في الوحدة، ورياح التغيرات العالمية هي لمصلحة حركتنا الشيوعية، لذا يجب اقتناص هذه اللحظة التاريخية.

عاشت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.. عاشت الشيوعية. 

دير الزور: ثقتنا عالية بأنفسنا 

وقدم الرفيق زهير مشعان كلمة دير الزور قال فيها:

الرفيقات والرفاق الأعزاء:

عام ونيف مضى على الاجتماع الوطني الثامن.. ونحن نمشي معاً ونكفي الطريق...

لذا اسمحوا لنا باسم وفد محافظة دير الزور أن نحييكم أيها الرفاق، وكل الشيوعيين الذين كانوا، ولازالوا قابضين على جمر المبادئ، في زمن التراجع، لأننا محكومون جميعاً بالأمل، كما قال مسرحينا الراحل الكبير سعد الله ونوس..

واليوم ونحن نلتقي مجدداً، فإننا محكومون بالانتصار بعد أن بدأ انفتاح الأفق في العالم أمام كل الثوار، وبدأ انغلاقه نهائياً أمام الامبريالية المتوحشة، إذا عاجلتها الشعوب المقاومة بضرباتها المتلاحقة، كما تقوم به المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين.. وعلى الشيوعيين الذين كانوا دائماً في طليعة المقاومين أن يستعيدوا ريادتهم ودورهم الوظيفي، ويرفعوا راية الاشتراكية دون وجل.. لأن هناك تلازماً بين المهام الوطنية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية.

ويعتبر النضال الفكري والثقافي أولى جبهات النضال، وتحقيق الانتصار فيه يضعنا في الطريق الصحيح، لأن التفسير الصحيح سيؤدي إلى تغيير صحيح، إذا توفرت أداة الحكم وقُدمت رؤية وخطاب صحيحان، ومن هنا استطاعت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بالاستناد إلى الماركسية اللينينية وقراءة الواقع الموضوعي أن تقدم رؤية وخطاباً متميزين، على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي والحزبي، يبينان خطورة الجمود والعدمية المتطلبين لبعضهما. وهذا ما عزز القوة والثقة بالنفس لدى الرفاق، كما عزز مواقعنا وعلاقاتنا بين الجماهير، التي يتضح أمامها يوماً بعد يوم ما يجري حولها، وأن التناقض الرئيس هو بين القوى الامبريالية المستغلة وحلفائها من جهة، وبين الشعوب المستغلة وقواها التي تساندها وأولهم الشيوعيون من جهة أخرى، وأن خيار المقاومة هو سبيل الانتصار وأن الاشتراكية هي سبيل الخلاص.

أمام النضال الاقتصادي الاجتماعي الذي يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية ويلامس هموم ومعاناة المواطنين اليومية والمستمرة، بدءاً من أبسطها في الشارع والحي والمدرسة والقرية إلى أعقدها في مواجهة قوى الفساد الكبير والنهب والسياسات الليبرالية في مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية. فباتت سياستنا ملجأً للفقراء والمظلومين، وهذا ما رسخ مصداقيتنا ورفع من روحنا الكفاحية، وبات الكثيرون من العمال والفلاحين يعتبروننا لسان حالهم.

ويشكل النضال السياسي والديمقراطي من أجل قانون أحزاب عصري وقانون انتخابات يعتمد النسبية، ورفع الأحكام العرفية، وقوانين الطوارئ، وتوسيع الحريات الديمقراطية والمشاركة.. كحق التعبير عن الرأي وحق الإضراب، بحيث يقطع الطريق على كل الانتماءات القومية المتعصبة والدينية المتزمتة والطائفية المتشنجة والعشائرية المتخلفة، وكذلك تأثير قوى المال، ويصبح الانتماء للوطن والشعب هو الانتماء الذي يعزز الوحدة الوطنية وبالتالي تقوية نهج وثقافة المقاومة لأعداء الشعب والوطن في الداخل والخارج.

ونؤكد أن قوة الشيوعيين بأداء دورهم الوظيفي، ووحدتهم أيضاً كذلك، ومن يتوانى أو يتقاعس فإن حركة التاريخ التي تسير إلى الأمام ستتجاوزه وسيموت موتاً سريرياً، ويصبح نسياً منسياً.

لقد حققنا نجاحات جيدة، وكانت هناك أيضاً صعوبات أعاقتنا، منها ما هو تنظيمي ومنها ما هو مادي، وبكل شجاعة نقول كانت أيضاً هناك إخفاقات ناتجة عن ضعف البنية المعرفية وضيق الأفق وترسبات العقلية السابقة لدى بعض الرفاق، نتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى ونعمل على تجاوزها، وكل ذلك دفعنا ويدفعنا لمزيد من التضحيات ونكران الذات من أجل تحقيق شعارنا الحالي (كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار)، وشعارنا القادم الاشتراكية هي الحل.

وفي النهاية ننوه إلى استمرار العمل، انطلاقاً من الضرورات التي تتطلب المضاعفات، وعلينا أن نطلب المستحيل لنكون واقعيين كما قال الثوري العالمي تشي غيفارا، وعلينا أن نهتم أكثر بالمرأة وحقوقها ومطالبها، وبالإبداع الثقافي والفني وقضايا الشباب، ونحافظ على رموزنا ونحترم قادتنا التاريخيين، ونحافظ على أخلاقنا الشيوعية وسلوكنا المتطابق معها.

وقد كان لجريدة قاسيون وموقعها شكلاً ومضموناً، الدور الفاعل، وهذا ما تؤكده الزيادات في نسب التوزيع، وارتفاع عدد زوار الموقع، لذا علينا أن نعمل لتصل إلى كل زاوية في الوطن ونتوجه بالتحية للرفاق العاملين في هيئة تحريرها، ونطالب أن يكون للجانب الفكري مساحة فيهما لأهمية ذلك، كما تبين أثناء مناقشة الموضوعات البرنامجية، كما ندعو لتوسيع الاستفادة من وسائل الاتصال والتواصل ومراكز البحث العلمي الحديثة، وأخذ ذلك بعين الاعتبار في الفترة القادمة... 

اللاذقية: قضية الوطن هي الأساس 

وقدم الرفيق غازي صادق كلمة وفد اللاذقية، قال فيها:

الرفيقات والرفاق الأعزاء..

بداية نسجل باسم منظمة اللاذقية الموافقة على ما جاء في مشروع المهام البرنامجية، ولدينا بعض الملاحظات سلمت للجنة الصياغة.

سأكتفي بالحديث عن نقطة واحدة فقط تتعلق بوحدة الشيوعيين السوريين، وهو موضوع لقائنا اليوم.

ـ جاء في ميثاق شرف وحدة الشيوعيين السوريين ما يلي: «إن مهمة إعادة الحزب إلى الجماهير تنتصب أمامنا اليوم بكل جدية ليستعيد الحزب دوره الطبيعي، وستسرع وحدة الشيوعيين السوريين على أسس مبدئية، أسس الماركسية اللينينية، هذه العملية الضرورية والمصيرية».. فالمهام الملحة التي تنتصب أمام جميع الشيوعيين السوريين أينما كانت مواقعهم، تنطلق من دورنا الوطني في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها منطقتنا من قزوين وحتى المتوسط خصوصاً وأن العدوان الإمبريالي الصهيوني قد بدأ عملياً على أكثر من صعيد.

من المعلوم أن هدف الشيوعيين الاستراتيجي هو الاشتراكية، وهذا يتطلب اليوم وقبل أي شيء ليس فقط وحدة جميع الشيوعيين السوريين لاستعادة دورهم الوظيفي ـ التاريخي في حياة البلاد، بل وحدة جميع المواطنين الحقيقيين على أرضية الثوابت الوطنية التي هي مهام سياسية ـ اقتصادية ـ اجتماعية وديمقراطية، بآن واحد معاً.. ولا يمكن فصلها عن بعضها، فهي وجوه لموضوع واحد هو قضية الوطن.. ولا شك أن مهامنا السياسية الملحة تتطلب وضع الخطط والبرامج الملموسة التي تضمن تجسيدها على أرض الواقع، وإحدى أهم هذه الخطط هي المثابرة على تقديم المبادرات التي تنسجم مع الهدف القريب وهو وحدة الشيوعيين السوريين، فهذه الوحدة يجب أن لا تكون هدفاً بعيداً، بل يجب أن يوضع لهذه العملية آجال زمنية محددة.

فمثلاً ما العمل اليوم بعد هذا الاجتماع الوطني التاسع، الذي يعني تنظيمياً إعلان التماهي بعيد تيار قاسيون الذي أنجز ما هو مطلوب منه، ورمى الكرة في ملعب اللجنة الوطنية وأصبحت هي الرافعة الحقيقية لعملية توحيد الشيوعيين السوريين.

نحن في منظمة اللاذقية نؤيد الرأي الذي يقول: من الممكن أن تتفق الفصائل على مبدأ تأسيس مجلس وطني يقيم الشيوعيين السوريين كافة، والعمل على التوجه نحو المؤتمر التوحيدي على أساس مبدأ سيادة المؤتمرات الذي له كلمة الفصل في اختيار الكوادر الرئيسية بعيداً عن عقلية التكتل والاستزلام وجمع الأنصار بشكل يتناقض جذرياً مع الروح اللينينية في التنظيم.

أشكر حسن إصغائكم. 

حمص: الإصلاح لابد أن يكون شاملاً 

وألقت الرفيقة شيراز الحكيم كلمة وفد حمص قالت فيها:

الرفاق الأعزاء مندوبو المنظمات للاجتماع الوطني التاسع للشيوعيين السوريين..

باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين في حمص أتقدم إليكم بأحر التحيات، آملة بأن يكون الاجتماع الوطني التاسع محطة نوعية على طريق وحدة الشيوعيين السوريين من أجل إعادة الدور الوظيفي للحزب انسجاماً مع الدور التاريخي والضروري الذي يمليه علينا عسف النظام الرأسمالي وتطلعاتنا إلى غد مشرق وآمن تسود فيه قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

أيها الرفاق لم يعد من الممكن أن يكون العالم كما كان. إن ديالكتيك التطور الاجتماعي ينبئنا بأن الرأسمالية تشتد أزمتها وإفلاسها وأن الأفق قد انفتح لمصلحة الشعوب، وهذا يملي علينا أن نكون على مستوى التحدي في مواجهة مؤامرات إسرائيل، وذلك عبر تشديد النضال والمقاومة، فتحية لمحور المقاومة الذي يرسم معالم الشرق الأوسط الكبير.

إننا كشباب نتطلع إلى المستقبل عبر التحدي الكبير الذي يواجهها في محاربة الفقر والفساد والبطالة والتوجه الليبرالي المنحاز إلى أرباب العمل ورأس المال.

إن الإصلاح لابد أن يكون سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وديمقراطياً بامتياز، كما أننا نرى بأن العمل بالتوجه الذي ذكر يتطلب منا أن نعمل على أن يكون الحزب قوياً ومرناً وذكياً ومبدعاً للحلول حاملاً هماً معرفياً له جذوره في الماضي، ويتطلع للمستقبل بعين عارفة وعالمة لكل متغير طرأ أو يمكن أن يطرأ في المستقبل.

نتوجه بالشكر والامتنان لجريدة قاسيون وهيئة تحريرها وكل المشاركين فيها لما تقوم به من عمل في الدفاع عن العمال والفلاحين والكادحين وفي محاربتها للفساد والفقر والبطالة على مساحة الوطن.. فقد عرض في جريدة قاسيون عدد من المسائل التي تهم محافظة حمص، ونحن اليوم نؤكد على معالجة مسألة التلوث في المدينة والإسراع بإعادة الحياة لنهر العاصي، كما نلفت النظر إلى أهمية تأمين السكن الرخيص والنقل المناسب والصحة والتعليم وتأمين فرص العمل للشباب.

كما أننا نؤكد على أهمية السير قدماُ على طريق وحدة الشيوعيين السوريين.

لقد بات من الضروري والملح أن ننهي هذه العملية عبر عمل إجرائي ينقلنا من مرحلة الحوار والبحث إلى خطوات ملموسة تقربنا من تحقيق هذا الهدف العزيز على الشيوعيين السوريين.

وهنا لابد من تحية صادقة لكل الجهود المبذولة على طريق وحدة الشيوعيين السوريين.

تحية إلى المقاومة التي تتحدى أمريكا وإسرائيل والتي ترفع رأس الوطن عالياً.

تحية إلى كل الشرفاء الذين يحاربون الفساد والبيروقراطية ويسعون إلى غد أفضل.

تحية لكم أيها الرفاق الأعزاء أعضاء هذا الاجتماع، وإلى مزيد من العمل والنجاح.

عاشت الشيوعية.. عاشت الاشتراكية.