المداخلات الفردية في الاجتماع الوطني التاسع لوحدة الشيوعيين السوريين: الاجتماع محطة نوعية في تاريخ الشيوعيين للانطلاق إلى الأمام
تميز الاجتماع الوطني التاسع للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي عقد في دمشق يوم الجمعة 26 تشرين الثاني 2010، بتقديم عدد كبير من الرفاق المندوبين لمداخلات فردية هامة وعميقة ، وصلت إلى نحو 25 مداخلة، ونظراً لضيق المجال عن إيرادها كاملة.. سنسعى في هذا الحيّز المتاح لنشر بعضها مقتضباً على أن نتابع النشر في العدد القادم:
الرفيق عبد الله الراغب - حلب:
أكد أن العمل السياسي يتطلب منا قبل كل شيء الاهتمام الجدي بالتنظيم، حتى نستطيع أن ننقل سياستنا إلى أكبر شريحة واسعة من الجماهير الكادحة والالتفات إلى همومها ومطالبها، والعمل على توحيد الشيوعيين استناداً إلى الفكر الماركسي- اللينيني، بعيداً عن التكتلية والانتهازية.
الرفيق صلاح معنا – طرطوس:
رأى أننا هنا لهدف واحد مختصر، وهو أن نكون أو لا نكون.. أي بمعنى أننا جئنا إلى اللجنة الوطنية لكي نعمل ليل نهار قولاً وفعلاً لوحدة جميع الشيوعيين السوريين في حزب واحد موحد، ومن لا يؤمن بهذه القضية فهو حتماً ليس شيوعياً لأن الذي يجمعنا أكثر بكثير من الذي يفرقنا.
إننا هنا لنعيد إلى اليسار وإلى الفكر الاشتراكي المتجدد جاذبيته وألقه، وكل الظروف الخارجية والداخلية متوفرة لذلك. إننا هنا لكي ننظف مسيرتنا التاريخية من القاذورات التي ألقيت علينا زوراً وحقداً وبهتاناً تارة من العدو الطبقي، وتارة من التيار الانتهازي الذي تسلل بيننا لظروف مختلفة، إننا هنا لكي نقول للجميع نحن حزب الوطن والوحدة الوطنية فإما نكون حزب الكادحين وحزب العدالة والاشتراكية وإما لا نكون.
الرفيق إلياس أبو حامضة (أبو أنور)- حماة:
أكد على ضرورة إيلاء القضية الزراعية اهتماماً أكبر، كونها ما تزال تشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، مبيناً أن 40% من الشعب السوري يعملون بالزراعة.
وحول التوسع التنظيمي للجنة الوطنية، اقترح العمل على النوعية أولاً وليس على الكم، بحيث تتم دراسة لكل شخص وعلاقاته الاجتماعية قبل تنظيمه وتكليفه بمهام.
الرفيق محمد سلوم- طرطوس:
رأى أن الموضوعات البرنامجية تمثل مصالح الجماهير وتجيب عن هواجسها، ولكن رغم إعجاب الناس الشديد بجرأتنا ومواقفنا وثقافتنا، إلا أنهم يجفلون منا بسبب الضخ الإعلامي الهائل لأعداء الفكر الاشتراكي، ونتيجة الممارسة المليئة بالأخطاء للبعض في مراحل معينة من التاريخ.
من هنا تأتي أهمية العودة إلى المجتمع والعمل معه وفيه تحقيقاً لهدف ثنائي النتيجة، فإلى جانب نشر وإيضاح فكرنا ومعرفة وتعريف غيرنا نكون قد خلقنا وسطاً اجتماعياً ومحيطاً واسعاً يتسع باتساع مركزنا، وبالتالي عندها يكون لنا الدور الكبير في عملية وضع الصراع على سكته الصحيحة ونوجهه بوجهته الصحيحة.
الرفيق عبد الحليم حسين (أبو سقراط)- الحسكة:
أكد أنه لابد من الاعتراف بالظواهر الجديدة في المجتمع ومعالجتها، كظاهرة الهجرة الداخلية من المحافظات الزراعية والتي بلغت مستويات غير معقولة، والهجرة الخارجية للأسر والأفراد وهي الأكثر خطورة، والتي تتمثل بهجرة العقول والشباب إلى خارج البلاد. وكذلك انتشار البطالة المتزايد. وشدد على الدفاع عن حقوق المرأة، وحقوق الأقليات، وإعادة الجنسية لمن حرموا منها، والنضال في سبيل الديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة، وفي سبيل رفع الأحكام العرفية وقانون الطوارئ.. ومحاربة الفساد الكبير، ومناقشة الوضع الضريبي الذي يظهر بوضوح زيادة الضرائب على المياه والكهرباء والهاتف وضرائب القصر العدلي وغيرها من الضرائب التي تثقل كاهل الفقراء. بينما تزداد الإعفاءات الضريبية على المشاريع الكبرى للمستثمرين.
وحول وحدة الشيوعيين رأى أنه من المفيد إيجاد ومناقشة تصورات جديدة عن الوحدة والسبل الكفيلة بتحقيقها.
الرفيق إدوار خوام – حلب:
توجه بالتحية لموقعي ميثاق شرف الشيوعيين السوريين الذين غيبهم الموت، وللذين ما يزالون مستمرين في مسيرة النضال، ولهيئة تحرير قاسيون التي استشرفت الكثير من الأحداث قبل وقوعها، وتحولت إلى منبر ثوري فتحت الحوار المعمق بين الشيوعيين على مصراعيه، لتوحيد الحزب، ولاستعادة الدور الوظيفي الطليعي في خدمة مصالح الجماهير وتحقيق تطلعاتها.
إننا جميعنا مدعوون ومؤهلون لدخول ساحة ومساحة الجماهير الواسعة للعمل معها من أجل القضاء على الفاقة والحرمان والفساد، والدفاع عن الحقوق التي كفلها الدستور السوري للناس: العمل والتعليم والصحة والسكن.
الجماهير تنتظرنا لنأخذ بيدها، ولنعيد الحقوق إلى أصحابها ونقضي على الفساد والفاسدين.. هذا ما أكدته الموضوعات البرنامجية، وهي طريق الخلاص لتحقيق أهدافنا وأهداف الجماهير..
ستيركوه ميقري – دمشق:
بيّن أنه عند مناقشة الموضوعات البرنامجية الهامة عبر صحيفة قاسيون، ورغم الأهمية الكبرى لبعض النقاشات الدائرة وعمقها، كان يبرز في أحيان كثيرة عدم نضوج كاف في الرؤية، وكأننا ورغم إجماعنا على أهمية الموضوعات البرنامجية نلف وندور دون أن نمسك بالحلقة المحورية فيها.
مما لا شك فيه أن اللجنة الوطنية حققت خلال السنوات العشر من عمرها إنجازات هامة على كافة الصعد الفكرية والسياسية والتنظيمية، لكن بالرغم من كل النجاحات المحققة مازلنا مقصرين تجاه تطوير الظرف الذاتي لجعله متطابقاً مع الظروف الموضوعية التي تتطور لتجعل الرياح تسير كما تشتهي سفننا.
الرفيق حمد الله ابراهيم – الحسكة:
رأى أنه لأول مرة في تاريخ الحزب الشيوعي يحدث اتصال مباشر بين الحزب والجماهير بهذا الشكل الذي تم عبر الانتخابات التمهيدية، فقد اقتربنا كثيراً من الشارع وهموم الجماهير، ونقلوا لنا تلك الهموم بصدق وأمانة، وأنا أنقل لكم همومهم وآمالهم.
الجميع أكدوا لنا بأنهم متفائلون باللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين، وبأنها الأمل في خلاص الوطن من كل المآسي التي تصيبه.. في إحدى القرى التي زرناها بسبب الانتخابات، تحدث بعضهم عن المشكلات الكبيرة التي تعاني منها القرية وكانت كثيرة، وسرعان ما اكتشفنا بشكل عملي حجم المشكلة، حين تفاجأنا أن أسرة مؤلفة من زوج وثلاث زوجات وشباب وبنات يصل مجموعهم 34 شخصاً، كانوا قد سجلوا أسماءهم في عداد الناخبين، لكن أثناء إجراء الانتخابات، لم يكن قد تبقى منهم في القرية سوى شاب عمره 12 سنة، وجدة كبيرة فقط.. أما الباقون فقد هاجروا إلى دمشق.
كل موظفينا في الكهرباء والمياه والنفط وغيرها من مناطق أخرى، وليسوا من الجزيرة، وكأن منطقة الجزيرة خالية من السكان وليس فيها شهادات علمية حتى يأتوا بالناس من مناطق ومحافظات أخرى.. أما أصحاب الشهادات عندنا فهم يتسكعون في الشوارع أو هاجروا إلى المدن الكبرى فأصبحوا من غجر الجزيرة.
الرفيق وجدي سليمان – الحسكة:
أكد أن التقرير المقدم للاجتماع التاسع لوحدة الشيوعيين السوريين هو بحق شامل، يصف ويحلل بمنظور ماركسي لينيني الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم وفي المنطقة وفي الداخل، ويضع الحلول المبدئية ويرسم الطريق السليم لحل المشكلات الاجتماعية والمعاشية لأكثرية الشعب من المجتمع من عمال وفلاحين وكادحين وصغار كسبة ومثقفين ثوريين... أي بكلمة أخرى وعلى المستوى الداخلي وضع وصفة نقيضة تماماً لوصفات الفريق الاقتصادي.
إن التقرير هو ذلك البرنامج الماركسي اللينيني الذي يجب أن نعمل ونناضل من خلال توجيهاته ونعكسه على أرض الواقع حتى الاجتماع الوطني القادم.
رغم أهمية الموضوعات البرنامجية أرى ما ليس أقل من ذلك أهمية، هو مدى اهتمامنا وعملنا الدؤوب من أجل وحدة الشيوعيين السوريين، وإن الطريق الذي نحن سائرون عليه ومن خلال برامج ممنهجة لتوحيد الشيوعيين السوريين في حزب شيوعي سوري بلشفي لإعادة دوره الوظيفي وإعادة ثقة الجماهير به والنضال من أجل تحقيق طموحاته في الحياة الكريمة حيث كرامة الوطن من كرامته.
بما أنني من محافظة الحسكة أرى من واجبي أن أطرح في هذا الاجتماع وأمام جميع الرفاق بعض المشكلات التي يعانيها أبناء هذه المحافظة وأهمها:
1 ـ وضع الأكراد الذين جردوا من الجنسية السورية نتيجة إحصاء 1962 السيئ الصيت، وما نتج عن ذلك من عدم توظيفهم في الدوائر الرسمية، وعدم إمكانية تملكهم لعقاراتهم.. وهذا غيضٌ من فيض.
2 ـ الهجرة الكبرى التي تجاوزت الـ600 ألف نسمة من الشرائح الفقيرة من المواطنين إلى الداخل، حيث ضاعفوا أحزمة الفقر للمدن الكبرى التي هاجروا إليها، وذلك لعدم وجود فرص عمل في المحافظة والسعي وراء لقمة العيش.
3 ـ المرسوم السيئ الصيت (49) لعام 2008 الخاص بالعقارات والتي شملت المحافظة بأكملها، حيث يمنع بيع وشراء عقارات وأراضي زراعية إلا بشروط قاسية جداً لا يمكن للمواطن الحصول عليها، مما أدى إلى خفض عمليات البناء لحدودها الدنيا، وبالتالي زيادة البطالة وزيادة الهجرة.
4 ـ المصيبة الكبرى التي حلت على فلاحي الجزيرة كانت إصدار جداول أسماء فلاحين لطردهم من الأراضي التي يعملون فيها منذ عشرات السنين والعائدة لأملاك الدولة ومازالت الجداول تصدر تباعاً. إن هذه بعض المواضيع التي يجب أن نعمل عليها من خلال عملنا النضالي اليومي، لأن عدم حل هذه المواضيع يزيد من البطالة والهجرة ويزيد من المشكلات الاجتماعية، ويضعف الوحدة الوطنية.
الرفيق إلياس قطيرة- طرطوس:
أكد إثر تكريمه أن التقليد الدائم لدى الحزب الشيوعي السوري هو تكريم الشيوعيين الذين عاشوا الحزب طيلة حياتهم، أيام اليسر والعسر، وأوقات الشدة والرفاه، والذين لا يألون جهداً في التضحية بكل ما ملكت أيديهم من أجل خدمة أفكاره وأهدافه التي هي أهداف الشعب والوطن، ولكي يكون لهذا التكريم معناه ودلالته وجدواه يجب الإسراع في كتابة تاريخ الحزب ليكون المكرمون جزءاً من هذا التاريخ المجيد وصفحة مشرقة في ماضيه، وطوداً صلباً في بنائه الشامخ تتناقله الأجيال الصاعدة، آخذة من سيرة هؤلاء أنموذجاً وقدوة، وقاعدة صلبة لانطلاقة مستمرة متجاوزين أخطاء الماضي برؤى المستقبل.
إن التكريم الحقيقي للشيوعيين يكون بالعمل الجاد والمستمر نحو تحقيق وحدة الشيوعيين، وإعادة اللحمة لهذا الحزب الذي يحتاجه الشعب والوطن، وكذلك العمل المتواصل للم الشمل ورص الصفوف، وهنا يجب التأكيد بأن اللجنة الوطنية بمشروعها الوحدوي الواضح والصادق، قد قامت بمبادرة رائدة، وفتحت الباب على مصراعيه أمام الشيوعيين كافة، داخل فصائلهم وخارجها، للحوار والتلافي لإيجاد الصيغة المشتركة من أجل توحيدهم ولم شملهم ورص صفهوفهم. ولقد لقيت هذه المبادرة ترحيباً كبيراً من كافة الشيوعيين، وتولدت لديهم الثقة بأن ما يقربهم أكثر بكثير مما يفرقهم، ولا تزال هذه المساعي مستمرة، ولا يزال الأمل يدغدغ عواطف الجميع. لذا نؤكد على ضرورة الاستمرار في الحوار وعدم سد الأبواب وتفويت الفرصة على الذين يضعون العصي في العجلات، ويصطادون في الماء العكر.
إن الأكثرية الساحقة من الشيوعيين هاجسهم أن تعود لهذا الحزب وحدته، وأن يعود له ألقه، وأن يساهم بفعالية في الأحداث الجارية، وألا يتأخر عن القيام بالدور المنوط به في الذود عن حياض الوطن وعن الجماهير الغفيرة من العمال والفلاحين وكافة الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم.
إن قواعد الحزب، وكذلك الجماهير العريضة، وجميع الشرفاء في هذا الوطن يتساءلون: أصحيح أن الشيوعيين لا يرون ما يجري في الداخل وفي المحيط وفي العالم؟ ولماذا لا يلاقون هذه الاستحقاقات الخطيرة بعزم وثبات؟ وهل يجهلون أنهم لا يمكنهم أن يكونوا فاعلين بشكل إيجابي إلا إذا كانوا موحدين يجمعهم حزب واحد موحد ذو برنامج واضح ورؤية شاملة؟ فهل يحق لنا أيها الرفاق الأعزاء أن ندعو لوحدة وطنية شاملة، أو أن نطلب من القوى الأخرى أن تتوحد ونحن منقسمون؟ أبدل أن نكون قدوة في الوحدة والتوحد نكون قدوة في الانقسام والتشرذم؟
إنني وبكل صدق وشفافية أناشد جميع الشيوعيين أن يغلبوا مصلحة الحزب على أية مصلحة أخرى، وأن يخطوا خطوات جريئة وشجاعة باتجاه تحقيق الوحدة، هذا الحلم النبيل الذي يحلم به جميع الشيوعيين وجميع الشرفاء في هذا الوطن.. فاعملوا أيها الرفاق ليصبح الحلم حقيقية والأمل الواعد واقعاً ملموساً. بهذا وحده تكرمون الشيوعيين جميعهم الذين خصوا بالتكريم والذين لم يكرموا بعد، وبهذا وحده نكون أوفياء للذين وضعوا اللبنات الأولى في بناء هذا الحزب الشامخ.. بهذا وحده نكون أوفياء لشهداء الحزب والحركة الوطنية ولكافة المناضلين الأشاوس.