د.جميل: لا يحق للمخطئ وضع الشروط..!

د.جميل: لا يحق للمخطئ وضع الشروط..!

استضافت قناة «الميادين»، مساء الأربعاء الأول من حزيران، د.قدري جميل، رئيس وفد منصة موسكو للمعارضة السورية وأمين حزب الإرادة الشعبية، وذلك ضمن برنامجها «لعبة الأمم».
فيما يلي تنشر «قاسيون» مقتطفات من الحوار الذي تركز حول آخر المستجدات السياسية السورية، وسياقاتها الدولية، الروسية- الأمريكية بشكل أساسي، على أن الحوار منشور كاملاً، بالصوت والصورة ومع بقية الضيوف، على موقع قاسيون الالكتروني kassioun.org

غاية الهدنة
أوقف الروس عملياتهم العسكرية بالتزامن مع محادثات جنيف3، والحديث قائم الآن عن عودة محتملة لهذه العمليات، وفي تفسير هذه المسألة، قال جميل: «بالعودة إلى الوراء قليلاً، أعتقد أن سبب إيقاف العمليات العسكرية الروسية, استراتيجي سياسي وعسكري هام جداً ويجب أن يتحقق، وهو عزل جبهة النصرة عن باقي المسلحين أو من أراد منهم أن يبقى معها في خندق واحد فليبقى. ونعرف على هذا الأساس كيف نتصرف عسكرياً وسياسياً, الأمور كانت مختلطة ضبابية مشوشة منذ طرح موضوع «أحرار الشام» و«جيش الإسلام». نحن في جبهة التغيير والتحرير وفي حزب الإرادة الشعبية قلنا: أحرار الشام وجيش الإسلام يجب أن يبتعدوا جغرافياً وسياسياً عن جبهة النصرة وإلا سوف تصيبهم شظايا مما يصيبها, وحينها لا يستطيعون أن يتهموا أحداً بذلك لأنهم هم من يتحملون مسؤولية ذلك. دق الأمريكيون على صدرهم وقالوا نحن نتولى أمرهم وطلبوا وقتاً مستقطعاً مرة ومرتين وثلاث مرات، وهذا ما أكد عليه السيد لافروف في تصريحه الأخير الذي قال فيه «أعطيناهم أوقاتاً مستقطعة كثيرة وهذه الأوقات المستقطعة قد استنفدت نفسها وبآخر هذا الأسبوع تنتهي». لذلك أعتقد أن الهدف من وراء الهدنة لم يكن يخفي شيئاً تحت الطاولة، وإنما كان يريد فعلاً اصطفاف السوريين جميعهم الذين يريدون محاربة الإرهاب قولاً وفعلاً, اصطفافهم في خندق واحد من أجل إنقاذ ما تبقى من سورية حتى نستطيع أن نقف على أقدامنا ونبني ما نستطيع البناء عليه».
«دستور روسي»!
وعن الضجة التي أثارتها صحيفة الأخبار اللبنانية بنشرها لمقالة حول دستور سوري معد روسياً، أكّد جميل: «ما أعرفه بشكل مؤكد أن السيد لافروف صرح، والخارجية الروسية، صرحت أن هذا الموضوع لا تتدخل به وهو شأن السوريين فقط لا غير. وبعد 48 ساعة من هذا التصريح جاء تأكيد الرئاسة السورية أنها لم تطلع على موضوع كهذا، ولم تتعامل معه، وهي بدورها تُصر، وهذا أمر طبيعي، كما قال الروس، وكما كنا نقول نحن دائماً كمعارضة وطنية سورية، أن موضوع الدستور السوري هو شأن السوريين فقط لا غير. من الممكن بجنيف بالتعاون مع الأطراف الدولية أن نناقش المبادئ العامة.. الإطار العام. ولكن هل يعقل أن يكتب دستور سوري خارج سورية؟ هذا ليس ممكناً, وأصلاً هذا يخالف قرار مجلس الأمن. قرار مجلس الأمن يتحدث عن مرحلة انتقالية، أولاً: جسم انتقالي، ومن ثم دستور، ومن ثم انتخابات. أي أن الدستور وصياغته تأتي بعد تشكل الجسم الانتقالي.
«معركة حلب»
وفي الحديث عما يثار حول معركة حلب، وعن القول بأولويتها أمام معركة الرقة، أوضح جميل: «أعتقد أن موضوع حلب أعقد مما يجري تصويره. شمال حلب يتميز بالقضايا التالية، أولاً: الحدود التركية من حيث يتدفق المسلحين والسلاح، وثانياً: في هذه المنطقة هنالك كثافة سكانية عالية وكثافة مجموعات مسلحة عالية تبزُّ كل المناطق السورية, وهناك تداخل بهذه المناطق بين الفصائل المسلحة التي بفعل عوامل عديدة موضوعية وذاتية رأت نفسها في خندق واحد. اليوم، أعتقد أن القيام بعملية عسكرية دون تحضير سياسي جدي لها سوف يسبب خسائر بشرية وعسكرية كبيرة».
وعن كيفية القيام بـ«التحضير السياسي» قال جميل: «التحضير السياسي هو ما يقوم به الروس حالياً من ضغط على الأميركيين من أجل الضغط الجدي على حلفائهم، وإذا كان هنالك من يقول أن الأمريكيين نفوذهم خفيف على فصائل المعارضة المسلحة، فإن المؤكد أن نفوذ الأمريكيين ليس خفيفاً على حلفائهم في الناتو مثل تركيا، ولا أعتقد أن نفوذهم خفيف على السعوديين الذين يستطيعون أن يؤثروا بشكل جدي على الفصائل المسلحة. لذلك الأمريكيون يتحملون مسؤولية أساسية بنهاية المطاف حول موضوع التداخل بين جبهة النصرة المصنفة دولياً بقرار مجلس أمن بأنها منظمة إرهابية أسوة بداعش».
«صفقة»!
بما يخص الحديث عن «صفقة روسية- أمريكية في سورية»، قال جميل: «السياسة في النهاية هي تعبير عن توازن قوى, المشكلة بالواقع أنه في حين أن هنالك أناساً يفهمون هذا التوازن سريعاً ويتكيفون معه، هنالك أيضاً من يتأخرون عن فهمه. الأمريكيون مشهورون أنهم براغماتيون وعمليون، ولذا يفهمون التوازن الناشئ والمتغير لميزان القوى الدولي، وفي المنطقة، وفي سورية ويحاولون التكيّف معه. الروس يضغطون في هذه اللحظة كما لاحظتم جميعاً على الأمريكيين من أجل أن يشاركوا في عمليات مشتركة ضد جبهة النصرة، وأعتقد أن هذا الكلام يعرفه الجميع حالياً, ولكن لماذا يضغطون؟ ولماذا يهددون أنهم سيقومون بهذه العملية لوحدهم؟ لأنهم فعلاً سيقومون بها لوحدهم، وأكاليل الغار سيحملها فقط الذي قام بهذه العملية، والأمريكيون يعرفون أن هذه العملية ستتم بنهاية المطاف، ويجب أن يحسبوا جدياً خسائرهم من عدم المشاركة في هذه العملية. من هنا، فمعهم أو دونهم، ستتم هذه العملية، والأفضل لهم أن يشاركوا بها».
«نورماندي» جديد
وأضاف: «أعتقد أننا إذا أردنا الحديث بالمعنى التاريخي، فإننا نشاهد اليوم في منطقتنا، في هذه اللحظات، شيئاً يشبه «إنزال النورماندي» ولم نصل له للآن، ولكننا نقترب منه، حينما قامت جيوش الحلفاء بالنزول بأوروبا لدعم الجيش السوفييتي الذي كان قد وصل إلى داخل الأراضي الألمانية. اليوم مازال الغرب متخوفاً من الدخول في المعركة، مازال بعيداً عنها يلوح بإمكانية الدخول فيها، ولكن عندما سيرى حقاً أن القوى العسكرية الصديقة لسورية ستقوم بهذه المهمة لوحدها، أعتقد أنهم سيضطرون للمشاركة, ومن هنا أفهم الضغط الروسي وفحواه».
«الوفد الواحد»
في إجابته عن سؤال حول آخر التطورات التي طرأت على ملف تشكيل وفد معارضة واحد، قال جميل: «في الساعات الـ48 الماضية، سمعنا تغيراً في لهجة وفد الرياض، فقد بدأ البعض من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات بإعطاء إشارات إيجابية تجاه منصات موسكو والقاهرة، وهذا أمر جيد، وبدأ الحديث حول إمكانية تشكيل وفد واحد» وعن الآلية التي تسير وفقها الأمور حتى الآن فيما يخص هذا الملف، أوضح جميل: «في الخطوات الأولى يضعون اشتراطات نحن نرفضها, ونحن قلنا لهم اليوم بتصريح لي في جريدة الوطن أنه إذا كان لدى أحد الحق بوضع الشروط فهو نحن، لأن موقفنا أثبت صحته, وموقفكم أثبت خطأه، والذي أخطأ لا يحق له أن يضع شروطاً. رغم ذلك نحن لا نضع شروطاً، نحن نقول تعالوا لتشكيل وفد واحد بشكل يضمن التوازن والعدالة بين جميع مكونات المعارضة السورية ونحن واضح لنا أنه لا يمكن تشكيل «وفد موحد» ولذا أقول «وفد واحد» وهو أمر آخر، لأن برامجنا ستبقى مختلفة، ولكن يمكن الاتفاق على القواسم المشتركة الدنيا, أعتقد أن الأمور تسير بهذا الاتجاه, البارحة تلقيت إشارات من الأمم المتحدة أنها تسير باتجاه مشاورات جزئية ثنائية مع كل الأطراف، أعتقد أن عنوانها جس نبض إمكانية تشكيل وفد واحد».