بيان الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لا بديل عن الحوار... والحل السياسي

تمخضت اجتماعات الائتلاف الوطني السوري التي انعقدت في القاهرة يوم الجمعة 22/2/2013،

عن جملة من القرارات التي تتسم بالمكابرة والعنجهية واستمرار منطق «الاشتراط المسبق» في الوقت الذي أثبتت الوقائع على الأرض عقم مثل هذا الخطاب، فمثل هذه المواقف إلى جانب السلوك العملي للقوى المتشددة في النظام أوصلت البلاد إلى المأزق التاريخي الحالي، ويأتي إعلان الائتلاف تعليق نشاطاته الدولية دليلاً على هزيمة مواقفه السابقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وإن جملة هذه المواقف لا تمثل الشرائح الواسعة من السوريين اليوم، بقدر ما تمثل الائتلاف و«الدوحة» وحليفاتها من القوى التي تسعى لدمار سورية. إن موقف الائتلاف اليوم هو خنجر في ظهر الشعب السوري لأنه ذريعة لبعض الدول والقوى لعرقلة الحل السلمي والجهود الدولية التي تسعى إليه.

إننا في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير كإحدى قوى المعارضة الوطنية نرى بأن الوضع في البلاد لم يعد يحتمل الاستمرار في خيار العنف، وبالتالي لم يعد يحتمل أيضاً وضع الشروط التعجيزية من أحد، فلا معنى لها ضمن توازن القوى القائم سوى الرغبة في استمرار حمّام الدم، وصولاً إلى تدمير البلاد.

إن الاستمرار بهذه المواقف من أية قوة كانت سيضعها خارج الحياة السياسية مهما قدم لها من دعم مالي وإعلامي وعسكري خارجي... فالجلوس إلى طاولة الحوار كطريق وحيد للخروج الآمن من الأزمة هو وحدهُ يعبر عن مصالح ورغبة الأغلبية الساحقة من الشعب السوري، ومن هنا يستمد الحل السياسي قوته، وسيشق طريقه، شاء من شاء وأبى من أبى.

إننا ندعو كل القوى الوطنية في البلاد، وفي كل المواقع إلى المبادرة الفورية إلى الحوار والترفع عن محاولة الحصول على مكاسب ضيقة، وقطع الطريق على محاولات استمرار الوضع الحالي الذي سيقود حكماً إلى أسوأ النتائج على سورية الوطن والشعب.

دمشق في 23/2/2013