الليبرالية بوابة الجهاد!
ينال التخوف من الإسلام السياسي و«مفرزات الربيع العربي»، بما اسبغ عليها من طابع جهادي تكفيري، الحصة الأكبر من مجموع القضايا التي «تعالجها» وسائل الإعلام السوري، الرسمية وشبه الرسمية، وقد يكون التخوف هذا محقاً في جانب من جوانبه. ولكن من اللافت مؤخراً ظهور بعض المحللين السياسيين المدافعين عن السياسات الاقتصادية للفريق الاقتصادي السابق، حامل المشروع الليبرالي، والداعين في الوقت ذاته إلى التخوف من التكفيريين والجهاديين والجهل المترسخ في مشروعهم !
لكل ظاهرة، أياً كان نطاقها، أسبابها العلمية التي أدت إليها، وإحدى هذه الظواهر هي المد التكفيري الجهادي الذي لاقى القبول من بعض الشباب السوري. وإذا ما أردنا البحث في أسباب ظهور هذا المد، وعوامله المساعدة، فإن العودة دائماً إلى الجانب الطبقي، محرّك المجتمعات كافة..
إن السياسات الليبرالية التي تبنتها الحكومات السورية السابقة، ساهمت بما لا يقبل الشك بترسيخ ظاهرة المد التكفيري، فهذه السياسات التي أدت إلى زيادة الفقير فقراً، لحساب قوى الفساد الكبير التابعة لدول الغرب المعادية للشعب السوري، أرست الأرضية الخصبة التي يمكن للخطاب الجهادي أن ينمو في ظلها بشكلٍ أسهل..
وهنا تتجسد الليبرالية بوصفها البوابة الرئيسية التي يمكن للأفكار الظلامية أن تدخل عبرها، مما يشي بأن خطر المدافع عن هذا النموذج الاقتصادي، لا يقل أبداً عن خطر الجهادي التكفيري حامل السلاح، وهنا أيضاً تكمن الحقيقة: «إن أولى الخطوات التي من شأنها أن تحول بالبلاد دون الوقوع ببراثن الرجعية، هي في استبعاد العناصر التي تسوق للنموذج الاقتصادي الأكثر رجعية».