بيان صادر عن ملتقى طهران (للحوار الوطني السوري)

لقد احتاج الأمر إلى جرأة أدبية وأخلاقية وسياسية عالية كي تبادر إحدى الجهات أو توجه دعوة حوارية وطنية شاملة إلى جميع الاطراف المعنية بالأزمة السورية ، وذلك بالنظر إلى القضية بكامل تعقيداتها ومخاطرها ودون الخوف من النجاحات لأنها ستكون أولية وليست كاملة دفعة واحدة ، أو لأنها خطوة على طريق الخروج من الأزمة بأقل التكاليف.

وهذا ما فعلته الجمهورية الاسلامية الايرانية مع تقديرنا العالي للجهود والمتاعب والمرونة المبذولة لمساعدة وتشجيع جميع الأطراف على الحضور.

لقد تحقق وحضرت ملتقى الحوار الوطني السوري في طهران يوم الأحد 18/11/2012 قوى وأحزاب وتيارات وفعاليات سياسية وشعبية وأهلية مستقلة ، من المعارضة والمولاة وأنتهت أعمال الملتقى يوم الاثنين 19/11/2012 وتوصل الحضور إلى التفاهمات التالية:

1-اعتبار الوضع في سورية أنه قد وصل إلى حالة الأزمة الحادة .. المفتوحة على أكثر الاحتمالات خطورة وكارثية وتطال كل شيء داخل الوطن.

2-إن ذلك يفترض طرح ثقافة وحلولاً خاصة بالأزمة وعلى رأسها ضرورة الحوار الوطني الشامل بغاية الوصول إلى مخارج أو بأقل التكاليف.

3-من أجل ذلك يطالب الحضور بوقف القتال والعنف وبدء الحوار وإطلاق عملية سياسية وخارطة طريق يرسمها ويقررها السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي ، بغاية الوصول إلى التغيير الديمقراطي السلمي الشامل عبر صناديق الاقتراع.

4-يدين الحضور كل أشكال الارهاب والتحريض على الطائفية والحرب الأهلية.

5-إدانة ورفض كل أشكال التدخل الخارجي وخاصة تلك العسكرية والأمنية منها ، وفرض حصار اقتصادي وأشكال العقوبات الأخرى التي تمس الشعب السوري أساسا.

6-لفت المشاركون نظر المجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة وحقوق الانسان ، إلى المخاطر والآثار الكارثية الناجمة عن قرارات الحصار والعقوبات والمقاطعة على الشعب السوري ويطالبون برفعها فورا ، بل استبدالها بتقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية والمستعجلة لملايين السوريين المحتاجين إليها.

7-يطالب المشاركون بشكل خاص مجموعة دول البريكس والجمهورية والإسلامية الايرانية خاصة برفع مستوى المساعدات الانسانية الاغاثية والمستعجلة منها خاصة المتعلقة بقضايا الطاقة والصحة والغذاء.

8-يطالب المشاركون أطراف الصراع بإطلاق مجموع خطوات مفيدة بخلق اجواء الامان للشعب السوري وتهيئة الاجواء لبدء الحوار ، وعلى رأسها ملف المعتقلين والمخطوفين ، وتسوية ملف الاعتقال القديم والمفقودين ، والسماح بوصول المساعدات الانسانية إلى المناطق المنكوبة ، ووضع أمان الطرق بيد الجيش العربي السوري ، والسماح لمؤسسات الدولة الخدمية بالعمل الآمن.

9-مطالبة الاخوة في الجمهورية الاسلامية الايرانية بشكل خاص ، وكذلك مجموعة دول البريكس ، بممارسة كل الضغوط الممكنة والجادة على النظام التركي بسبب دوره المركزي والخطر، كما المباشر في الأزمة السورية ... إن سلوكه كما سلوك العديد من الدول العالمية والخليجية يندرج في دعم المسلحين والمقاتلين وتشجيع وتأمين دخولهم إلى سورية ، ويندرج في إطار تجاوز القوانين الدولية ، والتعدي على السيادة الوطنية السورية.

10-لفت نظر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ومطالبتها بالتدخل لوقف الانتهاكات الخطرة المتعلقة بالتصريحات والتدخلات العسكرية المباشرة أو إجراء تدريب لمجموعات مسلحة بغاية القيام بعمليات اغتيال ، كما تفعل بريطانيا.

11-كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة ، قابلة للتوسع وزيادة عددها بانضمام فعاليات وقوى جديدة ، وذلك بغاية متابعة توجهات اللقاء ... واللجنة مسؤولة عن تقسيم العمل داخلها، كما ستبحث في إمكانية التوافقات على القضايا الأخرى العديدة التي لا يزال الاختلاف والحوار قائما عليها. ويصبح بداهة من حق كل طرف في الملتقى تناولها بحسب قناعاته ورؤيته.

12-يدين المشاركون ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة ، وكذلك في الجولان مستغلا الوضع والأزمة السورية الصعبة.

13-وأخيرا:

يشكر الحاضرون الجمهورية الإسلامية الإيرانية (حكومة وشعباً)على استضافتها الملتقى ، وعلى حقيقة حيادية الدعوة والنوايا الصادقة من أجل الحوار والديمقراطية ، كما يوجهون الشكر على كرم الضيافة والجهود الكبيرة المبذولة في تنظيم هذه الخطوة الهامة.

طهران 20/11/2012