سامر العبد الله سامر العبد الله

لغة المحبة..

تدوم الأفراح في الحكايات سبعة أيام بلياليها، وتصل أربعين ليلة في حكايات شهرزاد، أما في الإعلام الرسمي السوري فالأفراح مستمرة منذ ما يقرب العشرين شهراً..!، لم يبق سوى أن يطلق بعض أفضل المحللين السياسيين الذين عرفهم التاريخ زغاريدهم على الهواء مباشرة، وعندها سنصفق وندور على كعوبنا من النشوة.. وبخاصة حين تقدم لنا دروس في محبة الوطن وفي محبة بعضنا بعضاً..

يستمر الإعلام الرسمي بالانتصار!. الإعلام، الذي بات يفقأ العين حقيقة أن المتطرفين في النظام هم المتحكم الأساسي به، إعلام يهلل ليل نهار لانتصارات الجيش العربي السوري ولسان حاله يقول للجيش: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون.. مصفقون مهللون..الخ، أحسم، «إدعس»، «دك».. ونحن هنا قاعدون..

إن الوصول إلى حقيقة أن الحسم العسكري وهم، احتاج من البعض التدرج من «عصا الكهرباء» حتى راجمة الصواريخ، وهنالك من لم يصل إليها حتى الآن، إما لعلة معذورة في ما منحه الله من قوى عقلية متواضعة، أو لانعدامٍ في مسؤوليته الوطنية.. ومن أدرك هذه الحقيقة واستوعبها بدأ يفهم ما المقصود بحماية ظهر الجيش، وكيف تتم هذه الحماية بالتفاهم مع الناس، والمعارضين منهم قبل الموالين، باحترامهم واحترام مطالبهم، لا بتخوينهم وإدراجهم بالجملة في خانة عملاء «إسرائيل»..

من الدروس الممتازة التي يقدمها الإعلام الرسمي ومن ورائه الفاسدون في النظام، الدرس الذي يقول: (نحن نتفهم اشتراك بعض السوريين في العنف، ومن قبله في المظاهرات، مقابل بعض النقود لصعوبة أوضاعهم الاقتصادية)..

وكل سوري يعرف أن عصي الكهرباء والمعتقلات ثم «رصاص المندسين» حسب الرواية الرسمية، تجعل من المشاركة في مظاهرة مقابل ألف أو ألفين جنوناً مطلقاً، وإلى جانب ذلك فهي «محبة» مهينة.. فهل نَسِمُ «بمرتزقة الألف»، سوريين نزلوا في مظاهرات لها كل الحق في أن تنزل لأن النظام الذي يحكمهم فاسد حتى نقي العظام، وانشقاقات مسؤولين كبار فيه أحد أدلة ذلك؟؟ هل يظن الذين يرمون مثل هذا الكلام أن السوريين بلا كرامة؟؟.. إن لم يكن ذلك ظنهم، وهذا الأرجح، فهم بذلك يحاولون جهدهم إغلاق الباب نهائياً أمام الحوار وأمام الحل الذي لن يمر دون محاسبة الفاسدين، محاسبتهم..

في درس محبة آخر، يحقق أحد المذيعين مع مسلحين عادوا إلى «جادة الصواب»، فيسألهم: كيف كان شعوركم وأنتم تفقدون شرفكم العسكري؟! ولسان حال المذيع ومن يعلمه الكلام يقول: الويل لكم إن ألقيتم سلاحكم، سنمسح الأرض بكرامتكم.. أيها المسلحون.. «خلو السلاح صاح» فجيشنا يقاتل وإنا ها هنا قاعدون..

أحبوا بعضكم أيها السوريون وإلى اللقاء مع النشرة الإخبارية القادمة..

 

آخر تعديل على الأربعاء, 25 أيار 2016 14:37