جميل: ينبغي فك أسر دي ميستورا من يد «وفد الرياض»
عقد د.قدري جميل، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية مؤتمراً صحفياً قبل ظهر الأربعاء 10/2/2016 في مقر نادي الشرق بوكالة نوفوستي في موسكو، استعرض خلاله الظروف المحيطة بمؤتمر جنيف3 وآفاقه. وفيما يلي تنشر قاسيون مقتطفات من المداخلة الرئيسية في المؤتمر، علماً أن فيديو المؤتمر كاملاً، ونص المداخلة الرئيسية كاملة، منشوران على موقع قاسيون:
لا يصدقون ما تراه أعينهم!
«هناك واقع جديد يتكون عبر تغير ميزان القوى الديناميكي الجاري. بعض السياسيين لا يفهمون أن هذا التغير يجري بلا رجعة، وأنه يسير في اتجاه محدد، ويمنّون أنفسهم بإمكانية العودة إلى الماضي، إلى الأوضاع السابقة. الذي يجب تأكيده بشكل قاطع أن عهد القطب الأوحد قد ولى بلا رجعة. أنا لا أقول أن الولايات المتحدة لم تعد قوة، ولكنها لم تعد القوة الأوحد، وهذا كما ترون ينعكس في سلوكها السياسي ليس في الملف السوري فقط، وإنما في ملفات دولية أخرى عديدة أيضاً. المشكلة ليست في الولايات المتحدة فقط التي تتأقلم بصعوبة وببطء مع الواقع الجديد، وهي الأكثر براغماتية من غيرها، بل المشكلة عند أصدقائها وحلفائها الذين لا يصدقون ما تراه أعينهم».
جنيف3 لتنفيذ 2254
«أعتقد أن الأمر الذي يجب أن نراه وأن نتذكره دائماً هو أن هدف جنيف3 هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، هذا هو جوهر العملية. لذلك الذين يتشائمون كثيراً بمصير جنيف3، وهم موجودون في الطرفين، لا يعون أن جنيف3 هو الشكل السياسي التنفيذي الوحيد لقرار مجلس الأمن 2254. لذلك فإن أي رد فعل سلبي تجاه جنيف3 بغض النظر عن تعقيداته هو موقف من قرار مجلس الأمن الذي صدر بالإجماع. أقترح أن لا ننظر إلى جنيف3 كمكان جغرافي فقط لا غير، لإجراء مباحثات بين طرفين برعاية دولية، وإنما كأداة لتنفيذ قرار دولي، لا وجود لغيره في الظروف الحالية للخروج من الأزمة السورية».
شبح جنيف2
«شبح جنيف2، بشكل تمثيل المعارضة، خيّم على جنيف3 وحام في دهاليز الأمم المتحدة في جنيف3. والذي يمكن قوله أن جنيف2 مات، ولكن الظاهر أن دفنه تأخر، جنيف3 ولد ولكن لم تكتمل ولادته، لأن أصداء جنيف2 في هذه النقطة بالذات كانت موجودة وألقت بثقلها على جنيف3 (...) أظن أنه يجب أن نذهب إلى عمق هذه المسألة، جنيف2 يجب أن يدفن، وننتهي من شبحه الذي خيم على جنيف3 وآمل أن يتم ذلك حتى 25 من هذا الشهر».
PYD معارضة تاريخية
«الاتحاد الديمقراطي هو معارضة تاريخية في سورية وليست جديدة، معارضة قبل أزمة آذار 2011 (..) هذا أولاً. ثانياً: هذا الحزب بقواه المسلحة التابعة له لعب دوراً هاماً في مواجهة داعش وهزيمتها، أول هزيمة بعد انتصاراتها المتسلسلة من الموصل إلى الرقة كانت في كوباني. وتوالت هذه الانتصارات، أي أن هذه القوى الشعبية التي شكل الاتحاد الديمقراطي بقواه المسلحة نواتها الأساسية المنظمة ضربت مثالاً نأخذ به ونطلب أن يعمم في المناطق السورية كلها الموجودة فيها داعش، حول كيفية مواجهة داعش».
موقعنا في العملية ليس ملكنا!
«نحن وفد المعارضة الوطنية الذين اجتمع بعضنا في لوزان قبل بداية جنيف لمدة يوم ونصف، وقررنا تسمية وفدنا، وفد المعارضة العلمانية الديمقراطية، وتوافقنا على تشكيل قيادة لهذا الوفد من الأسماء التالية: صالح مسلم، هيثم مناع، إلهام أحمد الرئيسة المشاركة لمجلس سورية الديمقراطية، مع السيد هيثم مناع، والسيدة رندة قسيس ممثلة منصة الآستانة، وقدري جميل ممثل منصة موسكو. خمسة أسماء، رئاسة وفد. تباحثنا طويلاً حول موضوع توجيه الدعوات المنقوص، 10 من أصل 15، وكانت هنالك أراء متباينة بيننا، كان هناك رأي يقول أنه لا يجب أن نذهب كلنا تضامناً مع الاتحاد الديمقراطي، وكان هناك رأي آخر أنا أيدته يقول أن نذهب بمن لديه دعوة في جيبه ونصّر ونطالب بمجيء الاتحاد الديمقراطي. وبعد أن نذهب ونشغل مكاننا على طاولة المفاوضات يمكن أن نلجأ إلى أشكال مختلفة من الاحتجاج وصولاً إلى تعليق مشاركتنا. ولكن أن لا نذهب ونترك المكان خالياً! فهذا أمر مضر بالعملية التفاوضية، لأنه أوتوماتيكياً يرجعها إلى إطار جنيف2. هذا ممنوع، لذلك أنا أعتبر هذا المكان ملك للشعب السوري، وليس ملكنا، ولا يحق لنا التصرف به على أهوائنا وأمزجتنا. نذهب ونحتل المساحة ونحجزها باسمنا ونجد الأشكال الملائمة للاحتجاج، آخذين بعين الاعتبار أن الطرف الروسي والطرف الأمريكي حين الاتصال بهما للاستيضاح عن موقفهما في هذه النقطة، قالا لنا بوضوح وصراحة، (طولوا بالكم) نعمل من أجل حل هذه العقدة، وهي ستحل خلال الأيام القادمة، يقصدون في ميونخ 11 شباط، وليس هنالك حاجة لاتخاذ مواقف حد أقصى في هذا الموضوع».
مشكلة لوجستية؟
«المشكلة الأخرى كانت كأنها مشكلة لوجستية، ولكنها ذات رائحة سياسية، وفدنا بأكثره قادم من دمشق، دي ميستورا وجه الدعوات، ولكن لم تصل سمات الدخول، تأخرت. بدأ جنيف3 بلقاءات السيد دي ميستورا مع وفد الحكومة ووفد الرياض وسمات الدخول لم توضع على جوازات سفر رفاقنا الآتين من دمشق والعالقين في بيروت لأن السفارة السويسرية في دمشق غير موجودة، موجودة في بيروت. وأعتقد أن تدخل السيد لافروف الذي في أحد تصريحاته أشار إلى استغرابه من موضوع عدم تسهيل إجراءات الدخول سرع في وضع تأشيرات الدخول السويسرية على جوازات أعضاء وفدنا الذين وصلوا إلى جنيف في اليوم نفسه الذي علق فيه دي ميستورا المفاوضات».
وفد مع طيارة خاصة..!
«تعلمون تماماً أن وفد الرياض بقي حتى الساعة الثامنة مساءً ليلة أخذه القرار بالمجيء باليوم التالي إلى جنيف، بقي يقول لن نذهب، سنرسل ثلاثة ممثلين عنا. في الساعة العاشرة ليلاً وبعد ضغوطات مختلفة دولية يقرر الوفد المجيء، ويعطيه ولي العهد طائرة خاصة، سمات الدخول حصلوا عليها في المطار، أي أنهم دخلوا سويسرا دون سمات دخول، مما جعل الأمر صعباً في مطار جنيف وتأخر دخولهم ثلاث ساعات، وصلوا دون سمات دخول، حطت الطائرة وعلى متنها عدد كبير من أعضاء الوفد لم يحمل سمات دخول مما اضطر السلطات السويسرية لأن تقوم بإجراءات معينة أثارت حفيظة راكبي الطائرة الخاصة الذي احتجوا على تأخيرهم في المطار(!) المهم.. جاؤوا بعد أن كانوا قبل 24 ساعة لا يريدون المجيء، ويضعون شروطاً مسبقة. وجاؤوا بنية الانسحاب، لم يأتوا بنية التفاوض والاستمرار. أي أن الذي طلب منهم الذهاب إلى جنيف كان يريد أن يسجل أو يحاكي نشاطاً في عميلة التفاوض، وليس أن يفاوض، وهذا كان واضحاً من اللحظة الأولى».
دي ميستورا أسيراً
«المهم اليوم أن نفك أسر دي ميستورا من كونه رهينة وفد واحد يبتزه. دي ميستورا قال أنه ذهب إلى وفد المعارضة ممثلاً برياض حجاب وقال له نريد الانسحاب وغداً نحن ذاهبون، ورد له دي ميستورا أن يتمهل وأن لا يعلن ذلك، بل رد له أنه سيعلن تعليق المفاوضات كي لا تفشل. أي أنه أسير، وجرى ابتزازه، ووقع في شر ما عمله من عدم دعوة الوفد الآخر في الوقت المناسب. أولا يجب فك أسر دي ميستورا بتمثيل كامل للمعارضة السورية. ثانياً، أعتقد أنه يجب التفكير بالبدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن، التحضير لتنفيذه، فالحديث عن تنفيذه شيء وتنفيذه شيء آخر».
حقيقة التهديدات واستنتاجاتها..
ورداً على سؤال حول ماهية التهديدات التي تعرض لها وبقية أعضاء وفد الديمقراطيين العلمانيين خلال وجودهم بجنيف أوضح د.جميل:
الحقيقة تبين لنا أن جنيف ليست منطقة آمنة لإجراء مفاوضات سورية- سورية. تبلغنا رسمياً من السلطات السويسرية أن هناك تهديداً أمنياً يخصنا منذ اليوم الأول لوصولنا. والحقيقة أنهم قاموا بالواجب بشكل مهني وحرفي جيد في الحراسة. هذا الخطر تصاعد في اليوم الأخير، حين لقاءنا دي ميستورا يوم الجمعة (قبل) الماضي. أتى من يقول لي ولـ(دي ميستورا) أنه يحب أن أغادر فوراً لتعاظم التهديد. أنهيت كلامي في الجلسة وتركت الوفد يكمل، وخرجت مع المرافقة الأمنية الضرورية. تم تغيير مكاني وزماني ونقطة انطلاقي ووصولي، لأنه وصلهم إشارات إنذار قوية. وتبين فيما بعد أن هناك مشبوهين. ما أعلمه بالتأكيد أن الطرف الذي حذر هو طرف أوروبي، وليس روسياً، كما قالت جريدة السفير على لسان الأخ محمد بلوط. أما من هو صاحب «الطلبية» فلم يجر أي حديث عن هذا الأمر، ولم يقولوه لنا. ولكن يمكننا تقدير ذلك: القوى المتضررة من الحل السياسي، والتي ترى في وفدنا خطر الحل السياسي. تريد عملياً إبعادنا عن الساحة فيزيائياً هذه المرة. لذلك أنا أقول أن جنيف رغم أن الأمن عمل بشكل حرفي ومهني عال جداً، ولكن جنيف نفسها مدينة مفتوحة، ولا أعرف بالأجواء الحالية الأوروبية، والأجواء العربية الخليجية والتركية والسورية، ما قدرة الأمن السويسري على تأمين حماية السوريين كلهم في هذه العملية. هذا الموضوع أصبح يتطلب التفكير. وأعتقد أن حادثة من هذا النوع لأول مرة تجري في تاريخ جنيف، فكل دوامات وعواصف الحروب العالمية كانت تدور حول سويسرا، ولا تصل إليها. اليوم كان هناك خطراً أمنياً عالياً جداً كما أبلغنا السويسريون، وقاموا مشكورين بالإجراءات الضرورية القصوى. وهذا يتطلب منا كوفد، ومني شخصياً، أن أتوجه إليهم بالشكر رسمياً على جهودهم التي قاموا بها.