بيان من حزب الإرادة الشعبية حول قرار مجلس الأمن بخصوص سورية
شهد مجلس الأمن الدولي يوم أمس الجمعة 18/12/2015 حدثاً تاريخياً يتعلق بسورية، تجلى بالقرار رقم 2254 الذي تضمن جملة توافقات وقرارات دولية لحل الأزمة السورية.
ويأتي ذلك استمراراً للنشاط الدبلوماسي والسياسي الذي تقوم به القوى الدولية الحليفة لسورية، وخصوصاً روسيا الاتحادية، منذ بيان جنيف1، ولقاءات فيينا1- وفيينا2 واجتماعات موسكو، وهو بذلك يعبر عن الإرادة الدولية التي تعكس ميزان القوى الدولي الجديد، وهو بالتالي انتصار لقوى السلم على قوى الحرب على المستوى الدولي، وانتصار لأنصار الحل السياسي في البلاد، ولجم كل القوى التي حاولت إعاقة الوصول إلى مثل هذا التوافق، أو على الأقل تأخيره، وهو قبل كل شيء انتصار للشعب السوري.
إن حزب الإرادة الشعبية إذ يعلن تأييده لهذا القرار، يرى فيه بداية مرحلة جديدة، من عناوينها الأساسية إيقاف الكارثة الإنسانية، وتوحيد السوريين، وشعوب المنطقة عموماً،ضد الإرهاب الفاشي بتسمياته المتعددة، وفتح الآفاق أمام سورية الجديدة، وصولاً إلى التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل.
إن الشعب السوري الذي قدم تضحيات كبيرة خلال سنوات الأزمة، جدير بهذا الانتصار، ونتائجه اللاحقة، كونه يعبر عن مطالبه، وباعتباره يفتح الطريق للسوريين لتحقيق المهام الموضوعية المنتصبة أمامهم، على كافة الجبهات، الوطنية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية. وهذا ما يلقي على عاتق كل الوطنيين السوريين في مختلف مواقعهم العمل على تأييد القرار.
وفي هذا السياق فإن حزب الإرادة الشعبية يدعو كل القوى المؤيدة للحل السياسي، قولاً وفعلاً، والذي عبر عنه قرار مجلس الأمن، أينما كانت اصطفافاتهم في الموالاة أو المعارضة لأن تعمل على قطع الطريق على من يتظاهر بالموافقة على الحل، ويعمل ضده ضمناً، لنسفه أو إفراغه من محتواه، وعلى من يقف ضده بشكل سافر، تحت هذه الحجة أو تلك. ويدعو الحزب قوى الحل السياسي في البلاد لأن تتوحد وتبحث بشكل مشترك، وعلى أرضية مشتركة، عزل المتشددين من الطرفين واعتبارهم وجهان لعملة واحدة، الذين استخدموا عذابات ودماء السوريين وثروات الشعب السوري لأهداف إجرامية، وتدعوها للوقوف صفاً واحداً بأسرع وقت ممكن للبحث عن الأشكال والأدوات الملائمة لذلك، من أجل تكريس الوحدة الوطنية العابرة للطوائف والأديان لمصلحة جميع المستضعفين في البلاد الذين استنزفهم القتل والجوع والبرد والتهجير وفقدان الخدمات الأساسية، ومن أجل الاستعداد للمعارك السياسية اللاحقة.
دمشق 19/12/2015
حزب الإرادة الشعبية