عرفات:  زمام المبادرة ذاهب إلى اليد الروسية.. وعلى معرقلي الحل التكيف!

عرفات: زمام المبادرة ذاهب إلى اليد الروسية.. وعلى معرقلي الحل التكيف!

أجرى كل من إذاعة «شام FM» وقناة الميادين لقاءين، إذاعي وتلفزيوني على التوالي، مساء الثلاثاء 3/11/2015، مع الرفيق علاء عرفات، أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، حيث ركز اللقاءان على آخر مستجدات الحراك الدبلوماسي الدولي- الإقليمي ارتباطاً بملف الأزمة السورية والدفع الروسي الحثيث لإيجاد الحل السياسي لها.

مع «شام FM»

ورداً على سؤال من شام FM حول الدعوة الروسية لعقد لقاءات في موسكو تجمع بين النظام والمعارضة السورية، وما إذا كانت هذه الدعوة مفاجئة بتوقيتها بعد لقاء فيينا مباشرة، وما إذا تمت دعوة جبهة التغيير والتحرير لزيارة العاصمة الروسية، أوضح عرفات أنه «ليس هناك شيء مفاجئ حالياً في التطورات المرتبطة بالسير من أجل حل الأزمة السورية، بعد الضربات الروسية الجوية وتغير الوضع على الأرض واختراق فيينا» مضيفاً أن «مثل هذا التطور طبيعي جداً، فالسرعة آتية من أن كل المجريات الآن تسير بسرعة». وقال «على حد علمي أن هناك عدداً من وفود المعارضة كانت متوجهة بشكل طبيعي إلى موسكو خلال الأسبوع المقبل، وما يجري أن الطرف الروسي فيما يبدو يحضر مع السيد دي ميستورا لعقد مثل هذا اللقاء، ولكنه يحتاج إلى مشاورات، لم يتم الإعلان بشكل واضح وصريح وكامل تماماً حول المواعيد وجدول الأعمال، (..) والظاهر أن الطرف الروسي يريد لهذا الاجتماع أن يعزز بالمعنى الدولي أي بمعنى أن يكون تحت رعاية دولية، هو لن يكرر موسكو1 وموسكو2 كما جرى سابقاً (..) وفيما يتعلق بنا، في الحقيقة نحن كان أيضاً على جدول أعمالنا زيارة موسكو للاطلاع على آخر تطورات فيينا ومعرفة التطورات اللاحقة، لم يحدد شيء حتى الآن، ليست هناك دعوات رسمية بالمعنى الإجرائي، ولكن أعتقد أن كل ذلك يمكن حله خلال ساعات قليلة». 

وحول ما إذا كان جدول أعمال الاجتماع المفترض في موسكو، في حال تمت الدعوة إليه رسمياً، استكمالاً لموسكو2 أم منفصل عنه انطلاقاً من بنود فيينا أجاب عرفات: «من الطبيعي جداً أن يستند إلى بنود فيينا بشكل أساسي، ولن يلقى بنتائج موسكو جانباً، فكل ما أنجز سابقاً يبنى عليه، وآخر إنجاز هو اختراق فيينا الواضح والصريح والكبير الذي يمكن أن يدفع عملياً المباحثات بين أطراف المعارضة مع ممثلي الحكومة إلى الأمام بشكل جدي جداً» موضحاً أن «بنود فيينا هي اختراق كبير وإن كانت لا تغطي مجمل المسائل، أي المسائل التي ينبغي تغطيتها من ممثلي الحكومة والمعارضة، (ولكن) نحن أمام إمكانية البدء الفعلي للعمل على إيجاد طريقة لتطبيق بيان جنيف1 بشكل أو بآخر، نحن أمام الخطوات الأولى، نستطيع اعتباراً من الآن وربما بدءاً من فيينا أن نقول إن مباحثات جنيف قد بدأت». وأضاف «إن الأطراف الدولية ناقشت المسائل التي تستطيع أن تناقشها هي، أما المسائل التي تخص السوريين فلم تناقشها لأن السوريين هم المعنيون بمناقشة ذلك، بطبيعة الحال».

«الائتلاف» سيضطر للقدوم إلى موسكو

وحول ما إذا كان «الائتلاف» المعارض سيذهب إلى موسكو بصفة رسمية أم بصفة شخصية لبعض أعضائه، أجاب عرفات: «ليس هناك وضوح في هذه المسألة ولكني سأقول تقديري الشخصي، وهو أن الائتلاف إن لم يأت فسيكون الخاسر الأكبر، أعتقد أنه سيأتي سواءً بتمثيل رسمي أم غير رسمي ولكنه سيكون مضطراً للمجيء (..) بحكم الوقائع الميدانية والضغط الدولي معا، فالضغط الدولي قادم نتيجة تغير ميزان القوى على الأرض، وقد أظهر الدخول الروسي إلى هذه الساحة بهذا الشكل القوي عملياً تغير كبير في ميزان القوى مما اضطر القوى الدولية لسلوك النهج باتجاه الحل السياسي، وبالتالي هي تضغط على الائتلاف وعلى القوى الموالية لها وبالتالي ستكون هذه القوى مضطرة للمجيء».

مع الميادين

وفيما تكررت بعض الأسئلة ومضامين الأجوبة في المقابلة مع قناة الميادين ولاسيما بخصوص ذهاب وفود المعارضات إلى موسكو وما سيكون على جدول الأعمال هناك أضاف عرفات أن ما يفترض أن يجري في موسكو من جانب المعارضة هو «بالدرجة الأولى معرفة ما آلت إليه التطورات، وبحث نتائج فيينا، وكيف ستسير الأمور فيما بعد»، موضحاً: «ينبغي الانطلاق دائماً، ومنذ الآن على الأقل، أن المبادرة في الموضوع السوري أصبحت في اليد الروسية، وأن هذه الإجراءات التي تبدو سريعة ليست سريعة استناداً إلى أن الطرف الروسي هو الطرف المبادر في حل الأزمة السورية، هذه الأمور التي سنراها اعتباراً من الآن، وفي المستقبل، التطورات الجارية، سواءً على الأرض السورية، أو في الإقليمي أو على النطاق العالمي تقول إن ميزان القوى قد تغير، وإن زمام المبادرة ذاهب إلى اليد الروسية خلافاً لليد الأمريكية، والأمور ستسير بشكل متسارع وستكون هناك متغيرات كبرى في مختلف الملفات».

في الدور الروسي مصلحة عميقة للسوريين

ورداً على سؤال حول رأي جبهة التغيير والتحرير في انتقال المبادرة لليد الروسية في وقت تقول فيه بعض فصائل المعارضة إن هناك «احتلالاً روسياً» لسورية ولا تقبل بأن تكون روسيا هي الحكم بين المعارضة والموالاة، أجاب عرفات: «بطبيعة الحال نحن نوافق أن تكون زمام المبادرة بيد الطرف الروسي، وهذه ليست رغبة ذاتية بل أمر واقعي. (أما) بالنسبة للأطراف التي ترى خلاف ذلك فعليها أن تتكيف مع هذا الموضوع. اليوم ميزان القوى يقول ذلك، وستصل هذه الأطراف بالتجربة والممارسة إلى استنتاجات أن روسيا ليست طرفاً لحماية النظام، وأنها تريد الحفاظ على سورية أرضاً وشعباً، وهي صديق قديم للشعب السوري، ولا تقبل أن تذهب سورية إلى التفتيت، وبالتالي الدور الروسي دور إيجابي، وليس الآن فقط، فنحن كسوريين نعرف تاريخ روسيا حالياً، والاتحاد السوفيتي سابقاً، ونعرف تاريخ هذا البلد مع منطقتنا وبلادنا ولا ننسى كيف كان سلوكها مع بلادنا، لذلك نعتقد جازمين أن الدور الروسي دور إيجابي وفيه مصلحة عميقة للشعب السوري».

وحول الموقف الأمريكي الأخير الذي قال إن الدعوات لجلوس المعارضة والنظام سوية للحوار سابقة لأوانها قال عرفات: «الأمريكيون بالتأكيد منزعجون من أن المبادرة ذهبت إلى اليد الروسية، وبالتالي هذا الموقف هو رد فعل طبيعي من الأمريكيين، الذين لن يرضوا بقول إن الأمور جيدة، بل بطبيعة الحال سيصدرون بعض المواقف الممانعة التي تقول إن هناك تسرع، لاحظي أنهم قالوا أنه ليس في أوانه، بمعنى أنه مبكر، ولم يقولوا إنه غير ممكن، أو ليس ضرورياً، أعتقد أن الأمريكيين سيرضخون للأمر الواقع وسيتفقون مع الروس».

لابد من عملية انتقالية

ورداً على سؤال حول تصريحات نائب وزير الخارجية السوري د.فيصل المقداد أن مسألة المرحلة الانتقالية ليست مطروحة، بل المطروح هو الحوار الوطني بين السوريين، قال عرفات: «الحقيقة أن المرحلة الانتقالية هي مسألة موضوعية. فإذا كان سيتم نوع من الانتقال وعملية سياسية فلابد من عملية انتقالية سواءً أسميناها بذلك أم لا. السيد المقداد لا يريد أن يسميها بالمرحلة الانتقالية، ولكن في حقيقة الأمر لابد من هذه المرحلة. الآن يبدو أنه تم طرح المواقف قبل الذهاب إلى المفاوضات، وهذه مواقف تفاوضية، وكل طرف يطرح أقصى ما لديه، وأعتقد أنه سيجري لا هذا ولا ذاك، بل شيء بينهما».

وحول إلى ماذا يؤشر التصريح الروسي بأن بعض المعلومات التي أعطيت لموسكو لقصف مواقع لداعش جاءت من المعارضة السورية أجاب أمين حزب الإرادة الشعبية: «هذا من الأخبار الجيدة بطبيعة الحال، وهذا الموضوع يقول إن هناك قوى معارضة مسلحة مستعدة أن تقاتل داعش، وأن تسهم في عملية محاربة الإرهاب بشكل جدي، وبالتالي أنها جدية بمسألة ذهابها إلى حل سياسي، هذا الكلام يقول إننا أصبحنا أقرب للخروج من الأزمة السورية وإن الأطراف المسلحة، والتي كانت محشورة في وقت من الأوقات في خيارات ضيقة (..) فُتحت أمامها الآن نافذة الخروج من أجل الذهاب لمهمة محاربة الإرهاب ومهمة الحل السياسي وبسرعة».

الأطراف المعرقلة ستقوم باستدارة

وحول هل سيكون شكل مواقف بعض الأطراف العربية والإقليمية مثل السعودية وتركيا والجامعة العربية ضاغطاً أم مساعداً (للجهد الروسي) في المرحلة المقبلة، أجاب عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير: «في المرحلة الماضية كان عاملاً ضاغطاً ولكنه سيتحول بالتدريج إلى عامل مساعد. فالأطراف العربية، وحتى الطرف التركي، وصلت إلى النهاية في هذا الموضوع، ولم يعد من الممكن تحقيق ما كانت تريده. والآن أقصى ما يمكن أن تحصل عليه هو خروج مشرف أو خروج يحفظ ماء الوجه من هذه المعركة وبأقل تداعيات سلبية على بلدانها» موضحاً أن «السعودية متورطة في حرب ضد اليمن، وهي بحاجة لخروج مشرف من اليمن، والأتراك لديهم مشاكلهم الكبرى، وبالتالي سيقوم الموقفان العربي والتركي باستدارة سريعة قدر الإمكان بالاتجاه الآخر، للخروج من هذه المسألة بأقل الخسائر مع الحفاظ على ماء الوجه».