عرفات: بعد «موسكو2» بيومين انطلقت تحضيرات «جنيف3»
استضافت إذاعة شام إف إم يوم الأربعاء الماضي في برنامجها «استديو الشام» الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير.. تركز النقاش حول نتائج لقاء موسكو التشاوري في جولته الثانية، والتحضيرات الراهنة، المتسارعة والحثيثة، لعقد مؤتمر «جنيف-3» حول الأزمة السورية، ونعرض هنا لبعض النقاط الأساسية التي تم التطرق لها خلال الحوار..
«نجاح باهر»
وصف الرفيق عرفات اجتماع موسكو بأنه «نجاح باهر»، وفي السؤال عن التباينات في تقييم هذا الاجتماع قال: «إذا أردنا أن نقيم الأداء تقييماً موضوعياً ينبغي وضع هذا الاجتماع في إطاره الطبيعي. هذا الاجتماع تشاوري تمهيدي وبالتالي لم يكن مطلوباً منه أن يصوغ حلاً، بل كان المطلوب منه أن يجري تشاوراً واسعاً وعميقاً بين الأطراف المختلفة، للتعرف على قدر التوافقات التي يمكن التوصل إليها، وبالتالي ضمن هذه الحدود، فقد نجح الاجتماع نجاحاً باهراً. الحديث عن فشل أو ما يشبه الفشل أساسه سقف التوقعات المرتفع لدى بعض الأخوة المشاركين، والذي نتج عن التقدم الذي جرى بالشكل السياسي للدعوات، وبوجود برنامج العمل» وأضاف: «لا أعلم لماذا تنسى أو تتناسى كثير من الأوساط بما فيها الأوساط الإعلامية، الفكرة الأولى لصياغة اجتماع موسكو، وهي التحضير لمؤتمر «جنيف3»! الآن بعد اجتماع «موسكو2» نرى الجهود الدولية والأطراف المختلفة بدأت تتحرك بالدعوة من أجل استعادة مسار جنيف، دي ميستورا بعد اجتماع «موسكو2» بيومين بدأ بالتحرك بناءً على طلب الأمين العام للأمم المتحدة. الآن بدأت هذه العجلة تدور لإحياء مسار جنيف الذي لا يوجد بديل عنه لحل الأزمة السورية، بهذا المعنى «موسكو2» قام بالمهمة كما ينبغي وقام بتدوير عجلة الحل السياسي وعجلة جنيف، وبالتالي نجح نجاحاً باهراً».
توحيد المعارضة فكرة أمريكية
وأوضح عرفات في إجابته عن سؤال مكرور حول «مشكلات المعارضة وعدم توحدها» أنّ فكرة توحيد المعارضة هي في الأساس فكرة أمريكية، وقال: «المعارضة السورية متعددة الأطراف، ومن الطبيعي أن يكون بين هذه الأطراف تقاطعات واختلافات، وبالتالي لابد لكل طرف من هذه الأطراف أن يعبر عن هذه التوافقات والاختلافات من وجهة نظره، وإن كان البعض يعتبرها مشكلة فعليه تجاوز هذا الموضوع وعلى الأطراف جميعها أن تربأ عن محاولة استخدام هذا الطرح. لماذا؟ لأن فكرة توحيد المعارضة ووضعها في سلة واحدة هي فكرة أمريكية بالأساس، وبالتالي لا أعتقد أن الهدف من محاولة عجن المعارضة في إطار واحد ومحاولة حشرها بهذه الزاوية سيكون جيداً وخصوصاً لجهة إيجاد حل بالنسبة للأزمة السورية».
وتابع: «ينبغي التعامل مع هذه (المشكلة) على أنها واقع موضوعي وإيجاد حلول لها. أي عند الذهاب إلى تفاوض يمكن للأطراف المعارضة أن تنتدب مجموعة مفاوضين وتجد حلولاً بالمعنى الفني التقني، أما بالمعنى السياسي ليس مطلوباً أن تكون المعارضة موحدة لأنه يوجد معارضة من اليمين ومعارضة من اليسار فكيف سيتم جمعهم؟!. وبالتالي هذه (المشكلة) التي يجري الحديث عنها ليست مشكلة في الحقيقة، وإنما هناك من يستخدمها للمناورة والاستفادة منها سواء في الحوار أو في التفاوض أو في النقاش أو في محاولة إضعاف صورة الأطراف الأخرى».
«أكشن»!
ووصف عرفات محاولات تركيز الإعلام وبعض الجهات، على الأحاديث المتناقلة والمتضاربة حول أداء الطرف المعارض والطرف الحكومي في اجتماع موسكو بأنها «أكشن» وقال: «هذا الموضوع صرف عليه حبر كثير وكلام كثير عن كون هذا الطرف أفضل أو ذاك. ما أريد قوله قبل كل شيء أنني لا أريد أن أقوم بأكشن في هذا الموضوع. ما أقوله أنه هناك عمل حثيث من أجل توجيه النظر إلى هذه التفاصيل، وهذا مقصود منه أن يكون «أكشن» أكثر منه سياسة، وذلك لتغييب أو تقليل قيمة الجانب السياسي لهذه العملية، ولن أقع في هذا المطب».
الغائبون
في سؤال عن المتخلفين عن حضور اجتماع موسكو قال عرفات: «من تخلف عن هذا اللقاء هم وفد الائتلاف الذي أخذ قراراً بألا يشارك، وأعتقد أن الأستاذ هيثم مناع وجهت له دعوة ولم يحضر، وأيضاً الأستاذ معاذ الخطيب وجهت له دعوة ولم يحضر».
عن «القاهرة»..
كما تطرق الحديث أيضاً إلى الأحاديث والترتيبات لمؤتمر «القاهرة»، وإلى وجهة نظر «الإرادة الشعبية» بهذا المؤتمر، حيث أوضح عرفات أنّ: «المقصود من هذا الاجتماع كما يتحدث منظموه هو توحيد رؤى وجهود المعارضة السورية، ومن حيث المبدأ لا يمكن أن نكون ضد خطوة من هذا النوع بشرط أن تكون هذه الخطوة واضحة المعالم ومؤكد أنها تسير بهذا الاتجاه. لأننا نسمع أيضاً أن هنالك بعض الأطراف من المعارضة السورية تريد على هامش أو ضمن هذا المؤتمر، أن تنشأ كياناً سياسياً جديداً يكون بديلاً عن الائتلاف، أو بديلاً عن قوى أخرى. بهذا المعنى نعتبر هذه النقطة سلبية، وبالتالي مشاركتنا بهذا المؤتمر مرهونة بألا يكون هذا الاجتماع مدعواً أو مطلوباً منه تأسيس كيان سياسي جديد، وهذا شرط بالنسبة لنا، ولا حتى أن تنشأ عنه نواتات لهذه الفكرة، بمعنى ما يحصل أحياناً ضمن اجتماع ما من انتخاب لجنة يسمونها لجنة سياسية تتحول هذه اللجنة السياسية لكيان يتكلم باسم الناس جمعياً خلافاً لرغباتهم. مثل هذه القضايا لا يمكن أن نشارك فيها. ثانياً: اجتماع القاهرة يأتي في لحظة بدأت فيها التحضيرات لمؤتمر جنيف التي ستبدأ في أوائل أيار، فالتوقيت المعلن حالياً لاجتماع القاهرة في العشر الأول أو النصف الأول من أيار، وهذا قد لا يكون توقيتاً مناسباً».
وأضاف: «إن كنا سنشارك في مؤتمر القاهرة، فإلى جانب ما ذكرت أضيف نقطة أخرى، أننا إن ذهبنا إلى هناك لن نكون ضيوفاً بل مشاركين في التنظيم، والدعوات على الأقل من حيث معرفة من سيأتي ومن المدعو، وفي بناء الأوراق المطروحة من الصفر، وبالتالي من حيث المبدأ لا مانع لدينا من المشاركة في مؤتمر القاهرة ولكن ضمن إطار تكافؤ الأطراف، أي نحن طرف حقيقي في هذا الاجتماع ولسنا ضيوفاً».
عن «هيمنة» د. قدري جميل!
وفي سؤال عن الكلام الذي تردده بعض الشخصيات من الأحزاب المرخصة إضافة إلى شخصيات هيئة العمل الوطني عن «هيمنة» د.قدري جميل على اجتماع موسكو وصولاً إلى «تحكمه بالدعوات» التي شملت هذه الشخصيات في نهاية المطاف، قال عرفات مازحاً: «إن كان الدكتور قدري جميل هو من رتب الأمور والدعوات، فأعتقد أنه لم يكن موفقاً! كان من المفترض أن يقوم بها بشكل أفضل. لذلك هذا الكلام غير صحيح». وتابع: «هنا مسألة يجب العودة إليها، البروفسور نعومكين قبل الاجتماع بشهر قام بتصريح واضح قال فيه: نحن سنزيد عدد الأطراف المشاركة مقابل تقليص عدد الأفراد المشاركين وفعلاً نفذ ذلك، نحن في «موسكو1» كنا ستة أو سبعة أشخاص في «موسكو2» جاءتنا دعوة لثلاثة أشخاص، والأمر ذاته بالنسبة لهيئة التنسيق وهيئة العمل الوطني، والأحزاب المرخصة، كان موجود اثنين وأيضاً طبقت عليهم، وبالتالي طبقت القضية بهذه الطريقة، هذا الكلام فسره البعض أن أحدهم لا يريدني، حسناً عندما تم النقاش مع الطرف الروسي جرى تعديل هذه العملية كما تبين، وأصبح التمثيل مرضياً لجميع الأطراف، الأحزاب المرخصة كانوا اثنين أصبحوا أربعة، وهيئة العمل الوطني أصبحوا اثنين».
وأشار عرفات إلى أنّ «من قال هذا الكلام لم يذكر كيف أراد د.قدري أن يترأس المعارضة، هناك كنا كلنا متساوين ونحن في الجبهة أخذنا قراراً بين بعضنا البعض أن نكلف شخصاً واحداً ليتكلم باسمنا، وفي الجلسة الأولى كلفنا الدكتور قدري جميل الذي ألقى كلمة واحدة وانتهى، وبالتالي من يتابع الإعلام يرى أن مداخلات أعضاء الجبهة لم تكن كثيرة لأننا كنا منظمين». وأضاف: «القول بالتأثير له علاقة بكوننا فعالين وديناميكيين ومنظمين، وليس في موسكو فقط، بل وهنا أيضاً، كما أن فكرة ترؤس المعارضة ليست في إطار تفكيرنا، فنحن أصحاب فكرة أن المعارضة في سورية معارضة تعددية ولا يمكن أن تكون إلا تعددية، وبالتالي أعتقد أن السلوك الفعلي هو خلافاً لما يقال».