عرفات: الحل السياسي يسير على السكة الصحيحة
أجرت إذاعة «ميلوديFM» لقاءً مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية يوم الأربعاء 25/2/2015 ضمن برنامجها «إيد بإيد»، وفيما يلي بعض المحاور التي تطرق لها النقاش..
المسار الوحيد
بعد أسئلة عدة طرحها المحاور عن مؤتمر عقدته مجموعة من القوى السورية في فندق «داما روز» بدمشق مؤخراً وأطلقت بانتهائه ما أسمته «مبادئ دمشق»، انتقل المحاور للسؤال مجدداً عن «جنيف-3»، فأكد الرفيق علاء عرفات: «نحن لا نرى بديلاً حتى الآن عن هذا المسار لحل الأزمة السورية، لأسباب تتعلق بحجم ومستوى التدويل الذي جرى في الأزمة السورية، والذي لا يمكن حله إلا على نطاق دولي، بمعنى وقف التدخل ووقف العنف ووقف التسليح وإطلاق العملية السياسية وأيضاً موضوعة محاربة الإرهاب. فلا الإرهاب يمكن محاربته محلياً فقط، لأنه ظاهرة لها طابع إقليمي وعالمي تحتاج لتعبئة ذات طابع إقليمي وعالمي، ولا التسليح وتدخل القوى الإقليمية والعالمية يمكن وقفه فقط بالاتفاق بين السوريين داخلياً بل يحتاج الموضوع إلى مؤتمر دولي وإلى قرارات وعمل على النطاق الدولي لوقف هذا التدخل وبالتالي أصبح هناك مدخلاً وحيداً لحل الأزمة السورية وهو الذهاب إلى المؤتمر الدولي».
عن «دمشق-1» مجدداً!
ورداً على سؤال عن إمكانية ما تسميه بعض الأطراف «دمشق-1» وتطرحه بديلاً عن جنيف قال عرفات: «أولاً الفرضية القائلة بأنّ السوريين سيتفقون– ضمن ما يسمى دمشق1- أي لن يكون هناك سوريون غير متفقين، فهذا أمر أشك به إذ سيبقى هنالك أطراف لن تتفق وبالتالي لن تستطيع أن تقنع أحداً أن السوريين اتفقوا، ثانياً هناك مشكلة كبيرة برزت مع بداية الأزمة ولها آثار وأساس قديم وهي مستوى الثقة بين أطراف المعارضة والنظام، وبالتالي هنا فرضية تقول أنهم سيجلسون ويتفقوا بين بعضهم ولكن من قال إن هذا صحيح، هناك مستوى عدم ثقة عال جداً فحتى إن اتفقوا من سيضمن تنفيذ هذه الاتفاقات؟» وعقب المحاور بالقول أن المتفقين أنفسهم سيضمنون توافقاتهم، فأوضح الرفيق عرفات: «لا نستطيع قول هذا، لأن المعارضة ستقول أن النظام أخل والنظام سيقول أن المعارضة أخلت. نظام الضمانات ليس للمعارضة فقط بل أيضاً النظام بحاجة له، لأن هنالك معارضة مسلحة يجري تمويلها من الخارج وهؤلاء عندما تصل إلى اتفاق من سيضمنهم؟ وبالتالي العملية معقدة وبرأيي وبغض النظر عن قناعة من يطرح الاتفاق في دمشق، وبغض النظر إن كان منتبهاً أم لا، فمثل هذا الكلام يأخذنا إلى عدم التوافق، وبالتالي إلى تأخير أكثر في حل الأزمة السورية».
توحيد الجهود الروسية- المصرية
في سؤال عن موعد الجولة الثانية من اجتماع موسكو التشاوري والتوقعات، قال عرفات: «كل المؤشرات تقول إن الاجتماع على الطريق.. والتحضيرات تحتاج إلى وقت» وعن التكهنات التي تقول بأنّ الروس قد أخروا اللقاء عمداً لإعطاء فرصة للقوى التي لم تلتحق بالالتحاق أوضح عرفات: «هذا الكلام قد يكون صحيحاً جزئياً ولكن لا أعتقد أنه السبب الرئيسي فهناك سبب آخر أهم.. فأثناء زيارة بوتين للقاهرة، وفي الكلمتين الختاميتين أمام الصحفيين، جرى الحديث عن توحيد الجهود الروسية المصرية وأعتقد أن مثل هذا العمل يحتاج لبعض الوقت، وقد يكون وراء هذه المسألة العمل لتوحيد الجهود الروسية المصرية من أجل اجتماع موسكو أو أي جهد آخر. أظن أن عملية تنسيق من هذا الحجم تحتاج لبعض الوقت الإضافي، بالإضافة إلى أن بعض الأطراف يمكن أن يتم نقاش معها لتكون طرفاً من أطراف الاجتماع المقبل في موسكو، وهناك حديث من هذا النوع للسيد لافروف حول أن الأطراف التي لم تأت ودعيت على الأرجح تريد أن تكون موجودة في الاجتماع المقبل، مثل هذا الكلام يحتاج إلى ترتيبات ومباحثات ووقت». وعن الانعكاسات المتوقعة على الاجتماع من جراء توسيع الأطراف المشاركة، وتحديداً لجهة العرقلة، قال عرفات: «جميع الأطراف التي ستحضر إلى موسكو يجب أن تكون بالصورة الكاملة لما جرى في الاجتماع الأول، وستكمل من حيث وصلنا، ولن نعود إلى البداية من جديد على الرغم من أن ما توصلنا له على أهميته لا يمكن أن يكون سبباً معرقلاً لأي طرف من الأطراف أو أية شخصية من الشخصيات التي يمكن أن تحضر هذا الاجتماع. كما سيكون هناك جدول عمل ينبغي الالتزام به، وجدول العمل سيوضع ديمقراطياً فلن يأتي طرف ليفرض موضوعاً للنقاش، وكل الأطراف الذاهبة للاجتماع ستعرف ما ستناقش وفق جدول العمل وستعرف ما يمكن الوصول إليه، وبالتالي لا وجود لمثل هذا الكلام في هذا الاجتماع»، وأضاف: «أعتقد أن الأمور في حل الأزمة السورية بالمعنى السياسي تسير على السكة الصحيحة، وينبغي دفع هذه الأمور من جميع الأطراف».
تطورات العدوان التركي
وحول قيام الأتراك مؤخراً بنقل ضريح سليمان شاه والمعنى السياسي لذلك، قال عرفات: «بالتأكيد هذا عدوان على الأراضي السورية، ومن ناحية التوقيت السياسي فهي إشارة ورسالة أن الأتراك موجودون وفاعلون ولن يتخلوا عما يعتقدون أنه يدخل ضمن حقوقهم، فقصة الضريح هي في الأساس اتفاق بين الأتراك والمستعمرين الفرنسيين من أيام الانتداب، وبالتالي هو كمسمار جحا المتمسكين به ولن يتخلوا عنه». وعن علاقة داعش بالضريح أجاب عرفات: «الدواعش كان يحمونه، ومعروف الدور التركي بدعم داعش سواءً بالتسليح أو التمويل أو التمرير وبالتالي جماعة داعش لن يقوضوا علاقتهم بالأتراك من أجل ضريح جد مؤسس الدولة العثمانية. وبالتالي التعاون واضح بين داعش والأتراك وقديم ولم يعد يحتاج لإثبات».
تطورات مبادرة دي ميستورا
في سؤال عن آخر تطورات مبادرة دي ميستورا وعلاقة ذلك بمسألة نقل الضريح، قال الرفيق علاء عرفات: «الاتفاق الآن يشمل مدينة حلب بناءً على طلب الحكومة السورية، وبالتالي الرسالة التركية أكبر من هذه المسألة، أي رسالة بالمعنى العام، دعني أقل اليوم الأطراف الإقليمية التي كانت تتدخل وحاصلة على وكالة التدخل من الأمريكيين بسورية بدؤوا يخرجون واحداً تلو الآخر، فقد خرجت قطر أولاً من المشهد على الأقل وبقيت بدور ثانوي ثم حلت محلها السعودية ويبدو أنها ستخرج الآن والوكالة الآن تذهب إلى الأتراك. أنا أعتقد أن هذا الحدث وأحداث أخرى هو إعلان- بالإضافة لتوقيع اتفاقية تسليح وتدريب ما يسمى بالمعارضة المعتدلة – هذا نوع من إعلان أن الوكالة انتقلت إلى حضن الأتراك». وأضاف: «يدور الحديث أن مساعد دي ميستورا عندما سيأتي سيعلن عن وقف إطلاق نار أو شيء من هذا القبيل، سنرى ما سيحصل. بكل الأحول منذ أن عقد الاتفاق تعقدت الأمور قليلاً أي أن الصراع في الشمال والهجوم الذي قام به الجيش السوري والتقدم وثم التراجع واستمرار المعارك، أعتقد أنها ستترك بعض الآثار على مبادرة دي ميستورا، ولنر كيف ستكون النتائج».
أوكرانيا محسومة..
وحول تطورات الوضع الأوكراني أوضح عرفات: «أوكرانيا دخلت في عملية الحل، ولكن هناك قوى معندة لا تريد أن تخضع لميزان القوى والذهاب إلى حوار. الآن أصحاب الرؤوس الحامية والكبيرة جربوا أنفسهم وكانت النتيجة أنهم خسروا، فهناك مناطق كانت تحت سيطرتهم خسروها، ثم عقدوا اتفاقاً بشروط أقل من شروط الاتفاق السابق عملياً وهو إلى الآن حي، وإن انهار سيكون الاتجاه اللاحق أن الطرف المعند سيخسر وسيضطر لعقد اتفاق بشروط أقل، لماذا؟ لأن ميزان القوى هذه المنطقة- شرق أوكرانيا- لا يمكن أن ينتصر فيها أنصار الأمريكيين. فعلى حدود روسيا لا توجد قوى قادرة على أن تصنع ميزان قوى يستطيع أن يسيّر مصالح الأمريكيين، وبالتالي الهدف هو فقط إشعال وإيجاد نقطة ساخنة على الحدود الروسية، الأمريكيون يعلمون أنهم سيخسرون، والأوروبيين يعلمون ذلك ولكنهم يخوضون غمار هذه المغامرة والقصد من ورائها إشعال المنطقة فقط لا غير وإيجاد بؤرة متوترة على الحدود الروسية وفي وسط أوروبا».