عرفات:التعامل مع قضايا معقدة جداً مثل الأزمة السورية يحتاج إلى توضيح دائم لكل المفردات
أجرت إذاعة ميلوديFM يوم الأربعاء 31/12/2014 حواراً مع الرفيق علاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير للوقوف على آخر تطورات المشهد السوري عشية عام جديد.
حول «وثيقة» الهيئة والائتلاف
وفي رده على سؤال حول موقف حزب الإرادة الشعبية وجبهة التغيير والتحرير من الوثيقة المزمع توقيعها بين هيئة التنسيق وائتلاف الدوحة في ضوء موقف الحزب والجبهة من مسألة التعاطي مع الائتلاف قال عرفات: هذا صحيح، أولاً هنالك مسألتان، ما يسمى بالوثيقة،
وتتداوله وسائل الإعلام هو مشروع وثيقة، وهذا الاقتراح صاغته هيئة التنسيق، وأساسه اقتراح قديم يعود للنصف الثاني من عام 2012 بعد صدور بيان «جنيف1» وسمت هذه الوثيقة بـ«مذكرة تنفيذية» في ذلك الحين، وكان يفترض أن تكون وثيقة تجمع كل المعارضة قبل «جنيف2». «جنيف2» لم ينجح وأساساً هيئة التنسيق وقوى المعارضة الأخرى لم تمثل. الآن هذه الوثيقة جرى عليها بعض التطوير من هيئة التنسيق بالدرجة الأولى وقوى أخرى كما أعلم، وهيئة التنسيق تطرح هذه الوثيقة للنقاش وليس للإقرار مع كل القوى، والنقاش جار بين هيئة التنسيق والائتلاف ولكن هذه الوثيقة معروضة على كل القوى للنقاش حولها. وأضاف أن الإعلام يرغب بتظهير الائتلاف، ولكن الوثيقة معروضة على الجميع ونحن تسلمنا نسخة منها منذ أكثر من شهرين. وحتى لو جرى توقيعها بين الائتلاف والهيئة فهي تصبح مشروعاً وليس وثيقةً، لتذهب بعدها لنقاش. وهذه الوثيقة جزء من فكرة تقول بأنه ينبغي عقد مؤتمر وطني للمعارضة تعرض عليه هذه الوثيقة ويناقشها ويعدلها وثم يقرها، وبالتالي الموضوع أبسط وأدنى مما يجري الترويج له. هذه النقطة الأولى، أما ثانياً فيما يتعلق بالائتلاف وسياسته وما كان يطرحه فهو ليس من أنصار الحل السياسي، وعندما ذهب إلى «جنيف2» قام بذلك رغماً عنه، وهو لم يوافق على بيان «جنيف1» وهو أساس الحل السياسي، وطوال الوقت نسمع تصريحات من الائتلاف خلافاً لما يقال حول الحل السياسي، والائتلاف يضم مجموعة من الإخوان المسلمين التي تعلن صراحةً رفضها للحل السياسي، وبالتالي لدينا مشكلة معهم فهم إن قدموا إلى حل سياسي لن يكونوا بوارد الاتفاق مع أحد وسيكون دورهم سلبياً، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار أن ائتلاف الدوحة في الوضع الحالي هو في حالة تراجع وصفوفه تنقسم وهنالك شخصيات وأطراف في الائتلاف تريد الذهاب إلى حل، سواء مازالوا داخل الائتلاف أم أعلنوا عن خروجهم منه كالشيخ معاذ الخطيب، هؤلاء الأشخاص بهذه الصفة الشخصية إن أعلنوا أنهم يرغبون بالذهاب إلى حل سياسي لن يقف أحد ضدهم، ولكن نحن بالتأكيد ضد من يدعو للتدخل الخارجي ويدعو للعنف، وبالتأكيد من يريد تمرير الإرهاب والإرهابيين وتبيض سمعتهم كما جرى في العديد من المناسبات من بعض قيادات الائتلاف أو المجلس الموجود ضمن الائتلاف، هذه الشخصيات وهذه القوى والوجوه لا يمكن التعامل معها لسببين أنها علناً تصرح بموقفها، أنها ضد الحل السياسي، وهي إن رغبت، مناورةً، بالمشاركة ضمن الحل السياسي فهي ستسعى لتخريبه.
ملاحظات وتحفظات..
كما وأوضح: شخصياً لدي ملاحظات كثيرة على هذه الوثيقة وأعتقد أن هنالك أخوان في هيئة التنسيق لديهم ملاحظات عليها، مشيراً إلى أن أحداً لا يحرج أحداً فنحن لدينا سياساتنا وخطنا السياسي ونمتلك لساناً لنعبر به عن مواقفنا ونوصل للناس ما نريد، ومعروف أن الإعلام يضخم الأمور، والمتلقي تختلط عليه الأمور، وربما الكثير يعتقدون أن هنالك وثيقة موقعة وهذا لم يحصل بعد، وهنا يجب الانتباه للسلوك هذه المسائل، وهنا نحتاج لهدوء في التعامل مع قضايا معقدة جداً وشائكة مثل الأزمة السورية التي تحتاج إلى توضيح دائم لكل المفردات.
وفي جوابه عن سؤال حول ماهية التحفظات على نص مشروع الوثيقة المذكورة قال عرفات: من يقرأ الوثيقة يشعر أن المطلوب دون تسمية أن يكون هناك نظام برلماني في سورية، ونحن لسنا مع هذا التوجه حالياً، ونحن مع نظام رئاسي برلماني بمعنى أن التغيير يجب أن يكون سلساً بعض الشيء حتى نصل للمطلوب وهناك ملاحظات تتعلق بموضوعة الجيش وقضية أن المسلحين وبعض الضباط يمكن دمجهم فيه وبكل الأحوال عند مناقشة الوثيقة سنطرح آراءنا وسنسعى إلى تغيير هذه الطروحات إن استطعنا.
طبيعة الدعوات لاجتماع موسكو
ورداً على سؤال حول ما إذا كان لدى الحزب أو الجبهة تحفظ على أن الدعوات التي وجهتها موسكو للاجتماع المرتقب فيها كانت شخصية وليست موجهة بأسماء الأحزاب والقوى أكد عرفات عدم وجود أي تحفظ على هذه المسألة مشيراً إلى أنه ضمن ظروف الأزمة السورية فإن الدعوة بهذه الطريقة قد تشكل مخرجاً من مآزق كثيرة، وهي محاولة من الوسيط الروسي لإيجاد مخارج بأقل الخسائر، لأنه ليس هنالك إجراء بلا خسائر بطبيعة الحال، معرباً عن اعتقاده بأن القوى السياسية مسؤولة ولن تتوقف عند هذا التفصيل لأن ما يجري في موسكو يمس سورية كاملة. كما أشار إلى أن المهم في الموضوع أن كل القوى التي تريد الحل السياسي ممثلة في الدعوات الموجهة لاجتماع موسكو بعدد كبير أو قليل ولكنها ممثلة.
اجتماع موسكو والفصائل المسلحة
ورداً على قول بعض المحللين إنه ما من فائدة للحوار إذا كان من وجهت لهم الدعوة لا علاقة لهم مباشرة بالفصائل والمجموعات المسلحة أو المجموعات المتطرفة والسلفية وغيرها، قال عرفات: أولاً ليس صحيحاً أن كل الذاهبين إلى موسكو ليس لديهم فصائل مسلحة، فصالح مسلم لديه فصيل مسلح ضخم، والعشائر كذلك الأمر، وبالتالي الفكرة ليست صحيحة. ثانياً حتى لو أن الذاهبين ليس لهم فصائل مسلحة فإن الفكرة الأساسية تكمن في أن نجاح هذه القوى في فتح طريق الحل السياسي سيخلق مناخاً وجواً عاماً يغير الوضع كله بما فيه الجو لدى القوى والفصائل المسلحة وبالتالي التأثير يصبح أسهل، فمن يقود الفصائل المسلحة لا يستطيع أن يعمل إلا في ظل انقسام وطني عام، وترميم هذا الانقسام يعيق ويضعف ويعزل حملة السلاح الذين لا يريدون الانصياع للحل السياسي، ومن يريد الانصياع للحل السياسي سيجد مخرجاً، لذلك ما سيجري في موسكو مهم على جميع الصعد.
كما أضاف أن جماعة الإرهاب، داعش والنصرة، هم خارج المعادلة، وهنالك قوى تأتمر بأمر دول مجاورة أو غير مجاورة، وإن الوصول إلى حل يحرج الدول الداعمة وستكون عاجلاً أم آجلاً مضطرة إلى قطع التمويل والسلاح.
موسكو- دي ميستورا
وحول هل من خطوط متوازية وتخادم بين اللقاء التشاوري في موسكو وما تقول عنه هيئة التنسيق في القاهرة ومبادرة دي ميستورا بتجميد القتال في حلب، قال عرفات: أولاً اجتماع موسكو كما يوجد له مريدون ومحبون فهنالك أعداء له، وما سنراه من الآن حتى انعقاد اللقاء في موسكو أن مستوى العداء والمقاومة ممن لا يريد هذا الحل سيزداد، لذلك الأطراف المشاركة في اجتماع موسكو يجب أن تنتبه لهذه المسألة وينبغي تقليل وعدم الدخول بأية أعمال تشوش على هذا النشاط لأنه مهم ولا نمتلك غيره من أجل السعي لحل الأزمة. وثانياً فإن دي ميستورا سيوفد ممثلاً عنه لاجتماع موسكو وأعتقد أن المسألتين فيهما ارتباط فهما محاولتان لحل الأزمة، إحداهما من الأعلى بمعنى التعاون مع القوى السياسية، والأخرى تأتي من تحت بما يفعله دي ميستورا، وبالتالي هذان الجهدان إن تناغما ونجح جهد موسكو فحظوظ نجاح جهد دي ميستورا تصبح عالية، والعكس قد لا يكون صحيحاً لأن مبادرة دي ميستورا جزئية في مكان ما قد يكون لها انعكاسات إيجابية على أي حل، ولكنها لا تحقق مناخاً، بينما إن تم تحقيق نجاح في موسكو فسيكون هنالك جو عام يسهل كل عمليات وقف إطلاق النار وتجميد القتال وتسهل عملية تعميم ذلك إن كان ممكناً.
موسكو- جنيف- دمشق
وفي معرض رده حول ما إذا كان يستبشر خيراً بما سيجري في موسكو قال عرفات: دعني أركز على المسألة التالية، آخر لقاء حقيقي بين النظام والمعارضة جرى في لقاء تموز 2011 ومن حينه لم يجر أي لقاء حقيقي. اليوم في موسكو وأياً كانت النتائج نكون قد عدنا إلى قيام لقاء حقيقي بين النظام والمعارضة على اختلاف مشاربها، وبالتالي كسر الجليد بين الطرفين، في هذا الاجتماع سيناقشون جدول الأعمال أو الخطوات اللاحقة وبالتالي فتح نقاش أو التفاوض أياً كانت التسمية بين السوريين، هذا الكلام إن كان بمستوى لائق فهذا يعني أنه من الممكن الذهاب إلى حوار رسمي عبر جنيف، فبوغدانوف صرح عن أن هذا اللقاء غير رسمي، أي قولوا ما تريدون ولكن بمجرد أن تحصل اتفاقات ووجد الحاضرون أن الأمور تذهب بشكل سليم فمن الممكن الذهاب إلى إطار رسمي يمكن من خلاله عقد اتفاق بجنيف وبالتالي نكون قد خطونا خطوة كبيرة باتجاه حل الأزمة، فبكل المقاييس موسكو هي خطوة للأمام باتجاه «جنيف3» أولاً ثم بعد ذلك ممكن الرجوع باتجاه «دمشق»، لأن في دمشق هنالك كلام كثير لدى مجموعات وفئات واسعة، ففي سورية بالتأكيد يجب أن يكون هنالك مؤتمر حوار وطني واسع يضم المئات من الممثلين عن النقابات وغيرها، وهذا الباب لن يفتحه إلا جنيف لأن وظيفته إطلاق العملية السياسية، والحوار الوطني جزء منها، أما حوار وطني واسع في جنيف فهو مستحيل، حوار وطني عندما تنجز مهمة حنيف سيبدأ العمل في الداخل السوري، ونكون قد بدأنا بفك العقدة السورية.