«التغيير والتحرير»: كل من لا يريد لنا أن نكون مختلفين عن النظام يخالف الدستور
في ثاني أيام زيارته للعاصمة الروسية موسكو عقد الوفد الموسع لقيادة جبهة التغيير والتحرير يوم الثلاثاء 27/5/2014، مؤتمراً صحفياً بدعوة من وكالة «ريا نوفوستي» في مقر نادي الشرق بوكالة «روسيا سغودينيا»
وبعد الترحيب والتعريف بأعضاء الوفد الزائر والطلب إليه وضع الصحفيين بصورة المباحثات التي جرت في اليوم السابق مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، وبرؤيته لسبل خروج سورية من أزمتها الراهنة وسط تحول الأخيرة إلى موضوع شبه هامشي في الصحافة الروسية نتيجة لبروز أحداث أخرى تهم الرأي العام الروسي وفي مقدمتها الحدث الأوكراني، أعطي الكلام للقيادي في الجبهة وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية د.قدري جميل لوضع الصورة العامة.
حول لقاء لافروف
نشكر «ريا نوفوستي» على دعوتنا لعقد هذا المؤتمر الذي يأتي بمناسبة زيارة وفد موسع لجبهتنا إلى موسكو، لإجراء محادثات مع الخارجية الروسية، في لحظة هامة وحساسة في المنطقة وفي العالم، لأن العدوانية الأمريكية كما تظهر الأحداث الأخيرة، في أكثر من نقطة، تتزايد وهي تهدد استقرار مناطق بكاملها وبالتالي السلم العالمي. البارحة التقينا مع وفد وزارة الخارجية يرأسه السيد لافروف وزير الخارجية، تباحثنا حول أمور عديدة. صدر خبر عن وزارة الخارجية بهذا الموضوع. هذا الخبر يؤكد على أمور عديدة، يؤكد أن الجانب السوري، أي أن وفد الجبهة قدر عالياً الجهود التي تبذلها روسيا لمنع التدخل الخارجي، والإصرار على الوصول إلى توافق وطني. بعد ذلك السيد لافروف، من جانبه، أكد استعداد موسكو الدائم للتعاون مع جميع الأطراف السورية المعنية بمصير البلاد، معرباً عن دعم روسيا لتوحيد جميع القوى الوطنية السورية، على أساس الحوار الوطني الواسع، ومواجهة الإرهاب والتطرف. ودعا الوزير قوى المعارضة الوطنية إلى المشاركة الفعالة في العملية السياسية الهادفة إلى وقف العنف وتوسيع ممارسة المصالحات المحلية وحل المشاكل الإنسانية.
حول لا مهنية بعض وسائل الإعلام
لماذا قرأت هذا الجزء من البيان؟ لأن بعض وسائل الإعلام مع الأسف أخذت بشكل غير مهني تصريح وزارة الخارجية، الخبر الصحفي، وارتكبت أخطاءً عدة غير مهنية. وبالمناسبة، أخص بالذكر موقع «روسيا اليوم»، أولاً، غيّروا اسم جبهتنا من «جبهة التغيير والتحرير» إلى «جبهة الإصلاح والتغيير»، وهذا الخطأ إذا كان خطأ ترجمة فهو خطأ مهني فادح، لأن النقل من الروسية إلى العربية عبر موقع وزارة الخارجية بهذا الشكل وارتكاب غلط كهذا فيه مشكلة. أما ثانياً، فقد دعا السيد لافروف جميع القوى المعارضة الوطنية للمشاركة الفعالة في العملية السياسية، ولم يدع السيد لافروف كما يقول موقع «روسيا اليوم» الجبهة إلى الانضمام إلى العملية السياسية. هذا الكلام غير دقيق وغير صحيح. الجبهة هي من أوائل الذين دعوا إلى العملية السياسية عندما كنا آحاداً وفرادى كنا نتكلم هذا الكلام، وكان الكثيرون ينتقدوننا عليه في البلاد، ولكننا تحملنا الانتقادات، وكنا بموقع تقاطع نيران من قوى عديدة لأننا منذ أواخر سنة 2011 تحدثنا في هذا الموضوع. لذلك نحن أوائل الذين دعوا إلى العملية السياسية، وأوائل الذين بدأوا فيها. وكون الخبر منقولاً بشكل غير مهني، يسمح لنا بأن نعبر عن انزعاجنا، مستفيدين من هذا المؤتمر الصحفي.
حول استكمال المحادثات
ستستمر المباحثات مع وزارة الخارجية غداً (الأربعاء) في اجتماع مطول سيجري لبحث التفاصيل العملية لقضايا عديدة، تحدث عنها البيان بخطوط عريضة، موضوع العنف، وموضوع المصالحات، وموضوع المساعدات الإنسانية، موضوع توحيد المعارضة الوطنية في الداخل، في ظروف تعرقل مؤتمر جينيف، وفي ظروف تعقد تشكيل وفد واسع التمثيل للمعارضة السورية في جنيف. سنبحث كل هذه الطائفة الواسعة من المسائل لإيجاد حلول عملية لها من أجل التنسيق اللاحق للنجاح في إخراج سورية من الأزمة التي تعاني منها، وإنجاح العملية السياسية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
العلاقة مع النظام: اتفاق واختلاف
الجبهة عالجت موضوع الانتخابات الرئاسية التي ستجري قريباً، وكان لها موقف متميز. فهي دعت إلى تأجيلها عملياً لأن الوقت غير مناسب لها، لأن كثيراً من السوريين لن يستطيعوا المشاركة في هذه الانتخابات. لم ندع لمقاطعة الانتخابات، قلنا إننا لن نكون في هذه الظروف طرفاً فيها، لا ترشيحاً ولا تصويتاً. وموقفنا يختلف عن موقف باقي أطراف المعارضة، لأن باقي أطراف المعارضة الخارجية، أو المرتبطة بالخارج، إذا كنت لا أريد أن أستخدم كلمة الخارجية ليس فقط، لا تريد الانتخابات، وإنما تريد إسقاط النظام بالقوة، بينما نحن لدينا رأي خاص. ونحن معارضة، ولا يندهش البعض من موقفنا المغاير لموقف النظام! لماذا لا يجوز أن يكون لنا موقف مغاير لموقف النظام؟ لماذا نحن معارضة أصلاً، إذا كان موقفنا هو موقف مطابق لموقف النظام بكل شيء؟ نحن متفقون مع النظام في قضية هامة وأساسية هي منع التدخل الخارجي ومواجهته، متفقون في قصة الحل السياسي، قد نختلف بالتكتيكات والتفاصيل. ولكن بالقضايا الأخرى نحن مختلفون بالقضايا الاقتصادية- الاجتماعية، وفي قضية البنية السياسية، وكيفية تطبيقها عملياً للأفكار والنصوص التي وردت في الدستور. نحن مختلفون. وأصلاً الدستور يضمن لنا حق الاختلاف هذا، بضمانه حق التعددية السياسية، في مادته الثامنة الجديدة. وكل أحد لا يريد لنا أن نكون مختلفين عن النظام أعتقد أنه بذلك يخالف الدستور وروح الدستور في الظروف الحالية. لذلك كان لدينا موقفنا الخاص من الانتخابات، ولكن إذا جرت الانتخابات في 3حزيران سنبحث الأمر وقتها، ولكل حادثٍ حديث. سنبحث الأمر في حينه، وسنتخذ الموقف المناسب، لأن السياسة الملموسة هي القرار الملموس في الظرف الملموس.
هذا من حيث المبدأ ما أردت الحديث به أترك المجال لباقي الوفد، لإضافة ما يريدونه إلى هذه المقدمة، قبل أن نفتتح باب الأسئلة وشكراً.
جاموس: متطلبات مواجهة الجبهة الفاشية
أنا أعتقد أن موقفنا كجبهة معارضة يتجاوز مسألة الدستور بالمسألة كلياً. هو موقف على أساس الانقسام الثلاثي الوطني، نحن طرف معارض منظومته منظومة تغيير سلمي. بالنسبة لنا نحن معارضون للنظام، كما نحن معارضون للمعارضة المسلحة السورية بالتأكيد. وكل المواضيع القانونية والشرعية والدستورية هي معطى من أجل التغيير عندما يطرح التوافق. ثانياً نحن نعتقد أن هناك خطراً داهماً في سورية يتجسد بتحدي بقاء الوطن السوري بسبب إمكانية الانقسامات على أرض الواقع، وبسبب مستوى التدخل الخارجي، وخطورة تقدم جبهة أصولية فاشية بكل ما تعنيه الكلمة، لتكون الخطر الأول المتجسد اتجاه كل عملية حضارية وتقدمية، بما فيها التغيير السلمي في سورية. هذا يفترض، بالنسبة لنا، تشكيل جبهة اجتماعية شعبية سياسية واسعة من أجل مواجهة هذه الفاشية. الغرب الأوروبي بشكلٍ خاص ينافق تماماً، والمركز الأمريكي ينافق باسم الديموقراطية، ويلعب على تناقضات هذه الجبهة بإطار استراتيجية تدمير ذاتي لسورية شامل، والنظام التركي يدخل بخطورة عالية وفائقة من اللحظة الأولى على الصراع السوري، ونعتقد أنه لولا الدور التركي كانت هناك استحالة أن يصل الوضع السوري إلى ما وصل إليه. والنظام التركي بصراحة يحتل شريطاً بالإضافة إلى لواء اسكندرون، كما يفعل ويلعب الكيان الصهيوني في الجنوب. هذا الأمر يضع المجتمع والوطن السوري أمام تحد عال جداً جداً، ويفترض تماماً أن نكون في جبهة واحدة ضد الأصولية الفاشية، وضد الاحتلالات الخارجية. ونعتقد أن للنظام دوراً في هذه الجبهة، ولكن إن استمر في إدارة الأزمة كما في إدارة الوطن سابقاً، بطريقة احتكارية وأحادية، كما فعل في مسألة الانتخابات سابقاً فسيطلق النار على هذه الجبهة (الفاشية) من خندقه، ونحن سنطلق النار عليها من خندقنا، وهذا سيطيل بعمرها، ولن يجعل منا قوة واحدة في وجه هذه الجبهة الأصولية الفاشية، وشكراً.
مغربية: الموقف من الانتخابات ليس «مشخصناً»
بالنسبة لموضوع الرئاسة نحن طالبنا بتأجيل الانتخابات، والنظام لديه مخرج هو وضعه في الدستور، أي تأجيل الانتخابات وبقاء الرئيس. ونحن دائماً لم تكن مشكلتنا مع الرئيس، نحن معارضة مشكلتنا مع النظام كاملاً، وليس من خلال شخصنة المسألة مع الرئيس، كما فعل الغرب أو أمريكا أو تركيا أو حتى المعارضة الخارجية المرتبطة بها التي طالبت برحيل الأسد مراراً وتكراراً. وإن إصرار النظام على إجراء الانتخابات بهذه الطريقة يخدم برأينا أعداء سورية، الأمريكيون والغرب وتركيا وقطر وحلفاؤهم الآخرين، وحتى المعارضة الخارجية التي حاولت شخصنة المسألة. أما بالنسبة للأزمة، وفي ظل تعثر الحل، ومحاولة الأمريكيين تأجيل عقد جنيف، واللعب على الملف الأوكراني، وتأجيل الملف السوري، فقد طرحنا على وزارة الخارجية موضوع رعاية روسيا، هي وكل أصدقاء سورية الحقيقيين، مثل الصين وإيران، لحوار بإشرافهم مع النظام، قد يكون بديلاً عن جنيف، وقد يكون مساعداً لإنجاح جنيف بحال انعقاده، لأننا طرحنا سؤالاً مهماً هنا: ماذا لو لم يعقد جنيف خلال عام أو عامين؟ هل ستتحمل سورية الخراب والدمار؟ هل سيبقى شيء لننقذه من سورية بعد عام أو عامين؟ وقد حذرنا من موضوع مهم بأنه سيتكرس واقع خطير، هو تقسيم سورية وجعل ذلك أمراً واقعاً، وشكراً.
الانتخابات بين الشكلية القانونية والواقع السياسي
ورداً عل سؤال حول ملاحظات جبهة التغيير والتحرير على الدستور السوري الجديد، من جهة، ورؤيتها لتطورات الأوضاع في سورية في ظل تطورات المشهد الدولي والإقليمي خلال الفترة الماضية، قال د.جميل: أنا لم أتحدث عن الدستور السوري الحالي من زاوية ملاحظات، بل بالعكس قلت بما معناه أن الدستور يسمح بتأجيل الانتخابات بدون حدوث أي فراغ دستوري، وإن الحديث المتكرر حول «الاستحقاق» لا ينفي إمكانية- إذا كانت هناك ظروف طارئة- عدم اجراء الانتخابات، وبقاء الرئيس الموجود على رأس عمله، بكامل صلاحياته، حتى توافر الظروف لإجراء انتخابات شاملة. ربما من الناحية القانونية والشكلية لا يستطيع أحد أن يتحدث عن شرعية إجراء الانتخابات الرئاسية اليوم، ولكن من الناحية العملية السياسية هناك مشكلة أن قسماً هاماً من السوريين لن يستطيعوا موضوعياً المشاركة في الانتخابات. سؤال: عدم مشاركة قسم أو كمٍّ من السوريين بالانتخابات، بسبب وجودهم بالخارج لأسباب خارجة عن إرادتهم أو بسبب وجود مناطقهم خارج سيطرة الدولة بكاملها، التي تعد مناطق كبيرة، من الصعب الحديث عن نسب ولكن النسب ليست بالقليلة، وأعضاء الوفد قد قدموا حديثاً من سورية يستطيعون أن يحددوا النسب، بظل هذا الوضع، هل من المفيد إجراء الانتخابات، إذا كنا نريد منها أن تتحول إلى فرصة لتوطيد وتعزيز واستعادة الوحدة الوطنية، ولمنع تفتيت سورية؟؟!! هذا السؤال الذي طرحناه بروح المسؤولية، السؤال هو «هل يمكن أن نستخدم الانتخابات الرئاسية كطريقة أو أداة للضغط على المعارضة المرتبطة بالخارج، وعلى الخارج الغربي بشكل عام، من أجل دفعهم إلى الحوار تحت هدف الوصول إلى انتخابات يشارك فيها كل الشعب السوري وكل القوى السياسية؟ هذا هو الموضوع الذي نحاول حله، وإلا فإجراء الانتخابات بمن حضر من السوريين هو أمرٌ سهل من حيث المبدأ، ولا أعتقد أنه هنالك نقاش حول شرعية الرئيس الذي يمارس صلاحياته اليوم، لأن من سحب عنه الشرعية سحبها وانتهى، ولا يمكن أن يعيد سحبها مرات عدة، ومن يعتبره شرعياً فإن أجرى الانتخابات وإن لم تجر فهو سيظل شرعياً، ولذلك موضوع الشرعية لا يعد مشكلة من ناحية إجراء الانتخابات. نحن نبحث الموضوع من زاوية أخرى، من زاوية مسؤوليتنا السياسية حول مصير الشعب السوري، مسؤوليتنا السياسية فيما يخص تطور الأزمة، مسؤوليتنا السياسية فيما يخص ردم الهوة التي اتسعت بين السوريين والتي يستفيد منها أعداء الخارج، من تكفيريين إرهابيين، أو من استعمار غربي تقليدي تاريخياً كما كان يفعل في بلادنا، هذا الذي نفكر به. لذلك نحن اجتهدنا في الجبهة، وقلنا إنه إذا جرت الانتخابات، فنحن لكي نعبر عن موقفنا لن نشارك فيها، لا ترشيحاً ولا تصويتاً. وقلنا إن المادة 87 من الدستور في الفقرة الثانية منها تسمح بعدم إجراء الانتخابات واستمرار الرئيس القائم بممارسة كامل صلاحياته. هذا هو موقفنا الخاص بموضوع الانتخابات والدستور.
التوازن الجديد ومصلحة الشعوب
وتابع جميل: ثانياً فيما يخص الوضع الدولي فهو مع الأسف الشديد، منذ مؤتمرنا الصحفي الأخير وحتى اليوم، يسير نحو الأسوأ أي أن القوى الغربية الأوروبية والأمريكية تزداد شراستها، وفتحت جبهة ثانية، لا أعلم إذا كان فتحها بعد الجبهة السورية سيكون مفيداً لهم، لأن التاريخ العالمي وتاريخ الحرب العالمية الثانية يذكرنا بأن الذي يفتح جبهة ثانية سيخسر في النهاية، إذ لن يستطيع أن يحارب على جبهتين في آنٍ واحد. الغرب فتح جبهة ثانية في أوكرانيا، ولا أعتقد أن يكون مصيرها أحسن من مصير الجبهة التي فتحوها في سورية، والتي لم يتحقق لها النجاح رغم كل الخراب الذي سببته، بشرياً ومادياً للشعب السوري. أنا موافق على فكرة طرحها السيد لافروف، في أحد مؤتمراته الصحفية، أنه يجري إعادة تكوين العالم، يجري عملياً إعادة تكوين التوازن الدولي، هذه العملية، على ما يظهر، عملية معقدة وحساسة ومؤلمة، ولكنها تجري، وستؤدي بنهاية المطاف إلى نتائج ستؤثر إيجابياً على مصلحة الشعوب.
على النظام السوري ألا يكون في حالة غفلة
بدوره أضاف فاتح جاموس: فيما يتعلق بالتغييرات الدولية فهي خطرة جداً بتأثيراتها السلبية على الأزمة السورية، لكني أعتقد أن النظام التركي لم ينفذ أي خطوة في وعوده السابقة، فقد سبق له أن وعد الإيرانيين بتغيير وجهة نظره على الساحة السورية، وكذب عليهم في غضون أقل من 24 ساعة. وعلى النظام السوري ألا يكون في حالة غفلة عن هذا النظام (التركي) كما جرى تاريخياً قبل الأزمة. إن النظام التركي يقود الآن عملية صراع استراتيجي من أجل تدمير الساحة السورية، ويعتبرها حلقة ضعيفة قابلة للكسر حالياً. وهذا الأمر يحتاج إلى تنبه وتفويت الغفلات السابقة، كما يحتاج بشكل خاص إلى أن تكون قوى المعارضة السورية والنظام السوري في جبهة واحدة تماماً ضد الجبهة الأصولية الفاشية.
نحن مع حق كل السوريين
وحول نسبة السوريين الذين سيتمكنون من المشاركة في الانتخابات، أوضح د.مازن مغربية: بتقديري، وبحسبة صغيرة، أن مناطق الصراع الحالي يوجد فيها أكثر من ثلاثة ملايين سوري، أما المقيمون في الخارج سابقاً «المغتربين» فيشكلون حوالي مليوني سوري، وفي ظل عدم وجود سفارات في أكثر الدول، فكيف سيتمكنون من التصويت! واللاجئون الذين تُقدّر أعدادهم بما يزيد على 3.5 مليون سوري في دول الجوار «الأردن– تركيا– لبنان» فكم عددهم؟ وكيف سيصوتون؟ يظهر لنا أن حوالي 40% من الشعب السوري لن تستطيع المشاركة. ونحن في الجبهة حريصون على مؤسسات الدولة السورية، بما فيها مؤسسة رئاسة الدولة السورية، ويجب أن تكون هذه المؤسسة لكل السوريين، ولذلك فنحن مع حق كل السوريين.
وأضاف: هناك نقطة أخرى أريد الإشارة إليها، أين المراقبون في الانتخابات التي تجري الآن في سورية؟ حتى الوفد البرلماني الروسي قالت عنه اللجنة الناظمة للانتخابات أنهم ضيوف ولا يمارسون حق الرقابة. نحن لا نعترض على ترشيح الرئيس أو أي شخص آخر، ولكننا نريد انتخابات شفافة تُؤجّل إلى ما بعد انخفاض الصراع. ونحن دائماً نقول إن حل الأزمة يجعل موضوع الرئاسة موضوعاً تفصيلياً.
موقف جزئي تجاه الكلي
أما يوسف سلمان فقد علق أن موقف جبهة التغيير والتحرير من الانتخابات الرئاسية هو موقف جزئي إذا أخذنا بعين الاعتبار الأزمة ككل متكامل. وبالتالي فهذه الانتخابات ليست جوهر وجودنا هنا، بل جوهر وجودنا في موسكو هو بحث كل ما يتعلق بالأزمة السورية الراهنة، ببعدها الداخلي والإقليمي والدولي والعربي. وفيما يتعلق بانتخابات الرئاسة، فقد كنا نتمنى تأجيلها، ولكن النظام وبكل أسف أراد أن تجري الانتخابات بهذه الطريقة في هذا الظرف غير المناسب، برأينا، ولكن هذه القضية لا تمثل نهاية المشكلة لنا على الإطلاق. وما يهمنا هو أن أشكال التدخل الخارجي الدولي والإقليمي والعربي غير المباشر في الشأن الداخلي السوري قد أوصل الأمور إلى حالة غاية في الخطورة من ناحية تجزئة سورية وتدمير بناها. كيف نخرج من ذلك؟ كنا نقول باستمرار إن المعارضات الخارجية، وحتى الداخلية، لا تستطيع إسقاط النظام بإمكاناتها الذاتية، وكان من الطبيعي لها أن تلجأ للخارج من أجل إسقاط النظام، ولهذا فقد وقفنا في وجه هذا الشعار وقلنا بأن الحل والتغيير هو داخلي وسلمي وسياسي، ومن هنا انطلقنا. وبالتالي فنحن نرى الآن أن الانتخابات الحالية لن تقدم شيئاً إيجابياً لحل الأزمة، بل بالعكس، ستعقد الوضع الداخلي أكثر، من هذه الزاوية، لا أكثر ولا أقل، فالأمر بالنسبة لنا لا يتعلق بشخص الرئيس، بل بآليات الدولة السورية مستقبلاً، وهذا في الحقيقة ما نرمي إليه.
الإدانة تتجاوز منع الغرب للانتخابات في السفارات
ورداً على سؤال من مندوب وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء حول رأي الجبهة بمنع الدول الغربية للمغتربين السوريين من الإقبال على الانتخابات في سفاراتها، أوضح جاموس أن هذا الموضوع بسيط جداً وتقني، وجوهر الأمر أن استفراد النظام أوصل إلى هذه الأمور التقنية، وسمح للطرف الأمريكي أن يستغل الموضوع بأكبر وقاحة ممكنة، والغرب سيستغل الموضوع بكل الأحوال ضد النظام وضد الحل السوري ومن أجل الدمار الذاتي السوري، ولو فعلتَ شيئاً مختلفاً وفتحتَ العملية السياسية الداخلية لما تمكن الغرب من استغلال هذا الأمر بالمستوى نفسه، ونحن لا ندين هذه المواقف الجزئية فحسب، بل نعتبر أن الغرب يتدخل بشكل غير مباشر في سورية، لكن اهتمامنا ليس منصباً على هذا التفصيل الجزئي كما النظام من أجل إعطاء الانتخابات شرعية دستورية أو قانونية، نحن الآن نطالب بجبهة واحدة وفتح الحدود جنوباً وشمالاً من أجل مقاومة جدية تتعاون مع الجيش العربي السوري تعاوناً عميقاً لوجستياً وعسكرياً وعملياتياً وتكون مستقلة سياسياً عن النظام، وليس بالضرورة أن تكون مثل بعض المظاهر العسكرية الأخرى غير المستقلة عن النظام.
بدوره أوضح مغربية: أن أمريكا وحلفاءها بالنسبة لنا هم أعداء سورية، ولذلك نحن هنا في موسكو ولسنا في أمريكا التي لم ولن نزورها يوماً، ونحن على عداء وخلاف مع أمريكا أكثر من النظام، ونحن مع تحرير كامل أراضينا، ونحن ندين التدخل الخارجي بأكمله، فكيف لا ندين هذه المواقف!