د.جميل: من الأفضل للنظام أن يستخدم عدم إجراء الانتخابات كورقة ضغط باتجاه حل الأزمة
بعنوان «قدري جميل وجه آخر للمعارضة السورية» قدمت إذاعة «سوا» الأمريكية يوم الجمعة 9 أيار 2014 في فقرتها الصباحية «سوا ماغازين»، للقاء الذي أجرته وبثته في اليوم السابق مع عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، وهذا نصه:
في وقت يشتدد الصراع العسكري بين المعارضة المسلحة والحكومة السورية، لتدخل مباحثات جنيف بين الطرفين في مرحلة جمود، تبرز أصوات معارضة أخرى كجبهة التغيير والتحرير لتقول إنها الطرف الندّي للنظام السوري، ويطالب ممثلون لها بالاشتراك إلى جانب أعضاء الائتلاف السوري في وفد المعارضة المفاوض. رزان سرية حاورت د.قدري جميل، ممثل جبهة التغيير والتحرير، للحديث عن المشهد السياسي السوري في ظل إجراء الانتخابات الرئاسية وعن مستقبل محادثات جنيف.
نرحب بالدكتور قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية أحد مكونات جبهة التغيير والتحرير المعارضة في سورية، أهلاً بك على أثير راديو سوا في برنامج سوا ماغارين.
أهلاً
د.قدري بدايةً أين هو موقع جبهة التغيير والتحرير بين التيارات المعارضة السورية المختلفة، ما هي مطالبكم وماهي أهدافكم؟
أولاً نحن معارضة، إذا أردنا أن نتكلم عن التموضع الجغرافي موجودين فقط في الداخل، هذا سبب لنا مشكلة لأنه عندما بدأ يظهر الوزن الدولي في القضية السورية كان يلزمنا تمثيل خارجي، وأنا كلفت بالوجود في الخارج لمتابعة هذا الموضوع، إذ ليست لدينا أية بنى خارجية. نحن وجودنا بالداخل فقط..
تقيم الآن في موسكو، وكأن إقامتك هناك لأنك تريد فسحة للعمل السياسي بحرية؟
لا، فسحة الحرية والعمل السياسي كانت متوافرة لنا نسبياً في البلاد، ولكن سرعة الاتصالات والتأثير على مجرى الأحداث في الخارج، وخاصةً مع انتقال جزء من مركز ثقل الأزمة السورية إلى الخارج، وتحديداً بالتحضيرات لمؤتمر جنيف، (استدعت ذلك).
وأنت في أول هذه الزيارة، أعلن عن إقالتك كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، هل ستعود إلى سورية، هل هذا ممكن؟
أنا لم يمنعني أحد من الذهاب إلى سورية، وعندما تنتهي مهمتي، سأعود بالتأكيد إلى سورية.
في إطار هذه المهمة والمباحثات حول محادثات جنيف، أين هي الآن المحادثات وأنتم لديكم اتصالاتكم؟
لقد حدث الشيء المتوقع الذي كنا نتخوف منه، وهو أن التمثيل غير المتوازن للمعارضة على طاولة جنيف أدى عملياً إلى إفشال الجولة الثانية من المحادثات، لأن النظام عملياً عندما يحاور الائتلاف، الذي يحاول البعض أن يفرضه كممثل وحيد على المعارضة السورية، التي هي في الواقع العملي تعددية ومختلفة التنويعات كثيراً، أولاً يكرر أسطوانة الحزب القائد التي تخلصنا منها بشق الأنفس في المادة الثامنة الجديدة من الدستور الجديد، وثانياً لأن ذلك لا يفيد عملياً بالحوار مع النظام لأن النظام عندما ينظر إلى الائتلاف، فإن من يهمه هي الأطراف التي تقف وراء هذا الائتلاف، أي القوى والدول التي تقف وراء الائتلاف، والنظام يعتبرها قوى معادية تريد رأسه وهو غير مستعد أن يقدم لها تنازلات. وبالتالي نحن بالمعارضة الوطنية في الداخل طرف ندّي للنظام وقادرون بالنقاش معه على أن نحدث ذلك التغيير الديمقراطي المنشود عبر إيقاف العنف وإيقاف التدخل الخارجي.
وأنتم بعد هذا التطور المتوقع ستتمثلون في وفد المعارضة للمفاوضات مع وفد الحكومة؟
نحن نطالب بحقنا، وهذا حقنا. ولكن إذا لم نتمثل في الوفد أعتقد أن الأمور ستبقى تدور بحلقة مفرغة، ولا أحد له مصلحة بعدم ذهاب الأمور في سورية إلى حل. وحده تمثيل متوازن لكل أطراف المعارضة في سورية سوف يسهل حل الأزمة السورية على طاولة جنيف.
وفي سورية كيف ترى موضوع إجراء الانتخابات الرئاسية؟
نحن أخذنا موقفاً في جبهة التغيير والتحرير، وقلنا إن الوقت والظرف غير ملائمين لإجراء الانتخابات التي لن تكون شاملة، لأن نصف الأراضي السورية تقريباً هي خارج سيطرة الدولة، وكان رأي الجبهة أنه من الأفضل والأقوى والأحسن له وللبلد لو استخدم النظام نفسه ورقة الانتخابات الرئاسية كورقة للضغط في جنيف، أي أن يوجه رسالة للجميع: تعالوا، ماذا تريدون انتخابات؟ فلنجريها سويةً..!
مع الأسف كنا بـ«عَلَمين» والبعض، إن استطاع، سوف يحاول الآن أن نكون ليس بعلمين فقط بل برئيسين، وربما أكثر.
لذلك نحن متخوفون جداً من إجرائها لأنها يمكن أن تكون حجة يستخدمها الطرف الآخر لتعقيد الأمور.
إذاً نحن أمام توقعات بامتداد الصراع العسكري في سورية لسنوات عديدة؟
لا، لم أقل هذا الكلام، أنا برأيي أنه أصبح واضحاً أن الصراع العسكري هو عبثي ولا منطقي، لأن الحسم مستحيل، و90% من الشعب السوري بغض النظر عن عواطفه الأولية بأول الأزمة ومع أي طرف كان، بات اليوم يريد الخلاص وإنهاء هذا الصراع. وأنا اعتقد أنه ينبغي على كل السياسيين الجديين أن يأخذوا هذا الموضوع بعين الاعتبار لأنه في نهاية المطاف من لن يفهم ويأخذ مزاج الشعب السوري بعين الاعتبار فإن الشعب السوري سيعاقبه لاحقاً.
الدكتور قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية وممثل جبهة التغيير والتحرير شكراً جزيلاً على هذا اللقاء مع «سوا ماغازين».