(الإرادة الشعبية) والقضية الوطنية!

(الإرادة الشعبية) والقضية الوطنية!

استند «حزب الإرادة الشعبية» ومنذ ما يتجاوز عقداً من الزمن إلى رؤية متكاملة، واستطاع ضمن المشهد السياسي السوري المعقد بلورة قراءة معرفية شاملة، من حيث عمق فهمه لطبيعة الأزمة، وتنبئه بـ«الانفجار الكبير» قبل حدوثه، واستقرائه لاحتمالات تطور الأحداث بعد تفجر الأزمة، ومعرفة توزع وتوازن القوى كشرط لابد منه في العمل السياسي، وعدم التخلف عن مواكبة الحدث والتأثير فيه

وفي الوقت نفسه رفض الهروب إلى الأمام.. أي تلك الرؤية التي تأخذ بعين الاعتبار ثنائية «الضروري والممكن» التي من أبرز سماتها تجنب الركض وراء ذيل الحركة العفوية للجماهير، والترفّع عن القراءات الانفعالية والموقف اليومي، ورفض التسول على موائد هذا وذاك، وفي الشعور العالي بالمسؤولية تجاه الدم المهدور، وتجاه الجغرافيا السورية بأقانيمها المتعددة.

في ظل المأزق الوجودي الذي وصلت إليه البلاد، وسط فوضى السلاح، وفوضى الشعارات، وفوضى الأحزاب، وشيزوفرينيا المواقف، واستمرار محاولات التشويه المتعمدة لمواقف«حزب الإرادة الشعبية» من مختلف قوى «العالم القديم» في النظام والمعارضة، بالإضافة إلى شطط بعض أصحاب النوايا الطيبة من جماعة «اللغو الوطني» أو «الهذر الديمقراطي» في ظل كل ذلك على ما يبدو لابد من تذكير من يتجاهل حقيقة مواقف الحزب في بعض القضايا.
من المتفق عليه بين أغلب القوى الحريصة على سورية أن القوى المعادية، استغلت الأزمة للتدخل العسكري المباشر في سورية، وعندما عجزت عن ذلك عملت عبر التدخل غير المباشر، على إدامة الاشتباك السوري السوري، وتطعيمه باستمرار بقوى خارجية بغية استنزاف سورية دولة وشعباً لتحقيق نفس الأهداف التي عجزت عن تحقيقها بالتدخل المباشر، أي أن القضية ومنذ اللحظة الأولى أمريكياً كان استهداف وجود سورية كوحدة جغرافية سياسية، وبمعنى آخر كانت القضية قضية وطنية من الطراز الأول منذ البداية، وعليه فإن المعيار العملي للوطنية السورية في ظروف الأزمة واحتمالات تطورها كان وما زال يكمن في قطع الطريق على ذلك..؟