جريدتنا.. البوصلة!
يتأخر في أحيان قليلة وصول قاسيون في وسائل النقل لمدد قصيرة جداً أو في وصولها إلى الموزعين، وبالتالي يتأخر التوزيع ووصولها للقراء والمشتركين.. هذه المدد القصيرة زمنياً تصبح مديدة على العديد من القراء والمتابعين بدقة لما تحمله قاسيون في أحشائها من رؤية ومواقف وما تبشر به من ولادة.. وبعضهم لا يطيق صبراً فيخرج يبحث عنها في مراكز توزيعها العلنية المحدودة التي تصر على ذلك بشجاعة لأنه لا يوجد قانون إعلام عصري ينظم ذلك..
وإذا زادت مدّة التأخير على ساعة يتحول ملل الانتظار إلى قلق وتساؤل.. قاسيون جريدتنا تأخرت، فكيف بيوم كما حدث في أحد الأسابيع بسبب انغلاق الطرق!؟ لكن ما إن تصل حتى تطمئن القلوب.. وتبدأ اللهفة تصول وتجول بين صفحاتها و«تفليها تفلاية».. بدءاً من الافتتاحية وانتهاءً إلى زاوية بين قوسين، والبعض من الأصدقاء يقول أقرؤها عدة مرات.. تسحرني.. تمسك بتلابيبي.. وأمسك بلبها.. وآخرون قالوا: تقرؤها زوجتي والأبناء فور وصولها..
لقد فقدت قاسيون خلال السنوات الأخيرة العديد من كادراتها الرئيسة كعادل الملا وكمال مراد وهشام باكير وسهيل قوطرش.. الذين نتذكرهم دائماً ولن ننساهم.. ولكنها أنجبت آخرين من الشباب الذين يملكون الفكر والرؤية ذاتها مع حيوية الشباب المواكب للأحداث وتطوراتها وتسارعها.. فزادت صفحاتها وازدهت حلتها وصار لها ألف عينٍ وعين من العيون التي تقاوم المخرز في كلّ أنحاء الوطن..
عيونٌ تسهر وتدافع عن كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كلّ اعتبار..
وعيون ترنو إلى الجولان الحبيب وجميع الأراضي المحتلة.. وتدعو لتحريرها..
وعيون تدين القمع والتهميش.. وقتل الأبرياء المدنيين والعسكريين وتدعو من أجل الحريات التي يكفلها الدستور والقانون وتستبيحها قوى الفساد بكافة أنواعها وأدواتها.. وعيون تعري قوى المال والفساد والفاسدين وتكشف عورات النهب للفقراء والمستضعفين.. ورجس الخائنين..
وعيون ترصد حياة الناس الاجتماعية ومعاناة الناس وحاجاتهم ومطالبهم وتقف إلى جانب مطالبهم العادلة وحقوقهم المشروعة..
وعيون (تصور) في عدساتها ما يحدث وما تراه بدقةٍ.. وإن حطمت واحدة منها بيد البلطجية في السويداء، وأخرى اعتقلت في دير الزور، لأنها توثق لما حولها.. وكلتاهما أزعجت المنافقين والفاسدين..
عيونٌ مداها حدود الوطن وأفقها حنوّه نحو البحر الممتد تنير الطريق للجماهير كالشمس نهاراً.. والنجوم ليلاً..
ومعذرةً من القراء على التأخير والذين نشتاق لارتشاف كأسٍ من الشاي معهم في كل زيارة والتي يصرون عليها.. لأن الوقت يسبقنا ويسرقنا منهم.. لكننا سنبقى معهم.. هذا وعدنا.. وهذا ما يجب أن يكون..