«سورية تتحاور».. وخطوة جيدة نحو الأمام

«سورية تتحاور».. وخطوة جيدة نحو الأمام

انطلق منذ حوالي الشهرين برنامج «سورية تتحاور» على الفضائية السورية، والذي يتم تسجيله أسبوعياً يوم الاثنين ويبث يوم الخميس، وإن كان عدم بثه مباشرة يكشف عن الصعوبة الكبيرة التي يعانيها الإعلام السوري في محاولة التأقلم مع الظرف الجديد، أي ظرف الحوار والحل السياسي

فإن حلقات البرنامج المتتالية كشفت عن جديّة هذا الإعلام في تحقيق نقلة إلى الأمام وإن كانت متأخرة كثيراً ولكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل، ولعل البرنامج حقق خطوة جيدة إلى الأمام في حلقته السابعة التي بثت يوم الخميس 19/03/2013 والتي شارك فيها كل من (د. قدري جميل، د. بسام أبو عبد الله، أ. بسام القاضي، والباحثة الاجتماعية رغداء الأحمد) إضافة إلى مجموعة من الفعاليات التي تكرر معظم شخوصها خلال الحلقات السابقة..

فتح محور الحديث الأساسي (الأزمة والهوية السورية) أبواباً واسعةً للنقاش شملت أدوار كل من الأجهزة الأمنية والوضع الاقتصادي ودرجة الحريات السياسية والجيش الوطني وغيرها من العوامل وتأثيرها جميعا في بناء الهوية الوطنية السورية، وكان لافتاً درجة العمق التي طرحت من خلالها القضايا المختلفة.. إن ما ينبغي الانتباه إليه بخصوص الطرح الذي يقدمه هذا البرنامج كأحد حوامل ظاهرة جديدة بالكامل على الإعلام الرسمي السوري هو أن هذه الطريقة في الطرح قادرة على تحقيق العديد من الخروقات المطلوبة على المستوى الوطني العام وأهمها:

بناء الثقة المفقودة بين المجتمع وجهاز الدولة والتي شكل غيابها أحد أهم مسببات الأزمة الراهنة وأحد أسباب تفاقمها..

كسر الثنائيات الوهمية «موال» و«معارض» وغيرها من الثنائيات الطائفية والإثنية نحو فرز حقيقي في الشارع السوري وفي المعارضة وفي جهاز الدولة نحو خلق صف وطني واسع عابر لجميع انتماءات ما قبل الدولة الوطنية..

تحقيق مصداقية تطوق الدور السلبي للإعلام الخارجي وتحبطه..

المضي قدماً في الاستجابة إلى الضرورة الوطنية الملحة في تحويل سياسة كم أفواه الناس، إلى سياسة كم أفواه الفاسدين والمتشددين الذين لم يبخل الإعلام الرسمي السوري خلال الأزمة السورية عليهم بمنابره ليهددوا ويتوعدوا ويسحقوا ويمحقوا ويدعسوا.. إلخ

إن الوصول إلى الوظيفة الوطنية وليس الرسمية المطلوبة من الإعلام السوري لا تزال في خطواتها الأولى، ولا تزال بحاجة إلى إصرار من قبل الوطنيين داخل النظام وضغط من المجتمع باتجاه تحرير هذا الاعلام من المقولات النمطية التي سيطرت عليه طوال الفترة الماضية، ولعل برنامج «سورية تتحاور» يشكل الخطوة الأولى في طريق الألف ميل..

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 نيسان/أبريل 2014 00:20