وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير العائد من موسكو في مؤتمر صحفي: نزع فتيل الأزمة الوطنية العميقة لن يكون إلا داخلياً
عقد ممثلون عن وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بعد عودتهم من موسكو، مؤتمراً صحفياً يوم السبت 15/10/2011 بدار قاسيون بدمشق، بحضور عدد كبير من مندوبي ومراسلي الصحف والمحطات المحلية والعربية والأجنبية ووكالات الأنباء المختلفة للحديث عن تفاصيل لقائهم مع القيادة الروسية.. وقد مثّل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في المؤتمر أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين د. قدري جميل، د. علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعضو الجبهة المناضل المعروف عادل نعيسة، والأب المعارض طوني دورة..
في بداية المؤتمر تلا د. علي حيدر أمام الوسائل الإعلام بيان الجبهة عن الزيارة، جاء فيه:
أيّها السوريّون!
أبناء يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، ابراهيم هنانو، صالح العلي، فارس الخوري..
أبناء «الشعب السوري الحيّ العظيم» الذي أسّس للحضارة والعلم والعدل.. الشعب الذي رفض الذلّ والعدوان في الماضي، وعلّم المحبّة والعنفوان، ورغم أصالةٍ كامنة إلاّ أنّ الحقد المختبئ خلف أقنعةٍ ملوّنة تمكّن من بلبلة العقول والنفوس،، فصُمّت الآذان، ووصل المطاف بعد ما يقارب الأشهر السبعة إلى أزمةٍ خطيرة وعميقة، فرغم الحاجة الحقيقيّة للتغيير الديمقراطي البنيوي الجذري العميق، طريقاً للإصلاح المعلَن مطلبًا، ما زلنا نخسر الدماء الزكيّة في العنف الدائر داخل الوطن، فينتشر الجهل الأعمى، ويربح الحقد الغاشم جولاتٍ، ونفقد يومًا بعد يومٍ مِنعتنا التي لا تكون إلاّ بوحدة شعبنا وتحقيق مصلحته.
أيّها السوريّون..
جاءت زيارتنا إلى روسيا الصديقة في الفترة الممتدة بين10- 13/تشرين الأول 2011 في سياق مساعينا الدؤوبة للبحث عن مخارج من الأزمة العميقة التي تعصف بسورية، والتي أفقدتها حتى الآن آلاف الشهداء... فكان لنا عدد من اللقاءات التي ابتدأت بزيارة السيد مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الاتحادي الروسي، لقاء مع السيد بوكدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، السيد ايفان ميلنيكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي والنائب الأول للحزب الشيوعي الروسي، بالإضافة إلى اللقاء الأخير مع الجالية السورية المتواجدة هناك.
هذه اللقاءات التي كانت فرصة لتأكيد ثوابتنا التي تقوم على ضرورة حماية الحراك الشعبي الوطني السلمي باعتباره ضمانة التغيير، من خلال:
1 ــ رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله، وتحت أي مسمى كان.
2 ــ الحوار الجدي والمنتج بين القوى الوطنية البناءة، وهذا هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول الآمنة واللائقة اللازمة للخروج من الأزمة العميقة التي يعاني منها الجميع دون استثناء، وذلك بعد رصد كل العناصر المؤثرة في الساحة السورية، وعدم الإقصاء من أحد لأحد يعمل تحت سقف الوطن والموقف الوطني.
3 ــ لابد من التحضير الجيد للأجواء المهيئة لإطلاق هذا الحوار، وذلك عبر إجراءات فورية تساهم في مد جسور الثقة بين أبناء الشعب الواحد عبر تنفيذ المستحق من توصيات اللقاء التشاوري الذي عقد في دمشق بين 10/7/2011 ــ 12/7/2011 وأهمها:
أ ــ إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين لم تشملهم مراسيم العفو الرئاسية الأخيرة، وكذلك الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة والذين لم تصدر بحقهم أحكام قضائية.
ب ــ وقف العنف والاعتقال التعسفي وتحريم استعمال السلاح من الجميع دون استثناء، وإزالة جميع المظاهر المسلحة.
أخيراً، نقدم شكرنا للصين وروسيا على استخدامهما الفيتو في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ضد مشروع قرار يشكل مدخلاً يستغله الغرب للعدوان على شعبنا وخرق سيادة وطننا تحت أي مسمى جاء. هذا الفيتو الذي إن أطال في عمر النظام زمناً، إلا أنه أطال في عمر سورية واحدة موحدة سيدة مستقلة على مر الزمان.
كذلك أكدنا على ضرورة استمرار التواصل مع باقي أطراف المعارضة الوطنية السورية لأنها جزء هام من النسيج الوطني السوري لايحق لأحد تجاهله.
أيها السوريون.. الإصلاح الحقيقيّ الجذري الشامل مطلبٌ حقّ، والحرّيّة والعدالة والإنماء أسسٌ لابدّ منها لكرامة الشعب ومصلحته، فلا نهدرْ هذه الكرامة بممارساتٍ واصطداماتٍ ليست من ثقافة شعبنا ولا تمتّ إلى الحقّ بصلة، ولنترفّعْ عنها لنقي بلادنا شر الهلاك.. ولنلتقِ جميعاً، مواطنين أحراراً متساوين لنضع الأسس التي تحمي شعبنا وحقوقه، وتحقّق طموحه بالحياة الحرّة العزيزة في وطن حر.
فلنحقن الدماء الغالية، وديعة الأمّة فينا، ولنكبر على الصعاب، فجراح سورية النازفة تحتاج لأن نضمّدها، ولنرتقِ إلى النقاش والتفاعل الواعي الهادئ، فنضعَ الحلول لمشاكلنا، كي نستحقّ أن نكون أبناءَها الأبرار.
دمشق 2011/10/15
تفاصيل الزيارة..
بدأ د. قدري جميل في مطلع المؤتمر الصحفي استعراضاً موجزاً لمجمل الزيارة، واللقاءات التي أجراها الوفد في موسكو، حيث أوضح أن الوفد قد غادر إلى موسكو بتاريخ 10/11/2011 ليعود إلى سورية في 13/11/2011، وضم الوفد /3/ من قيادات الحركة الشعبية السلمية، والذين شاركوا بنشاطاته، وقسم منهم كان قد خرج من السجون قبل ساعات من المغادرة، موضحاً أن وفد المعارضة لقي اهتماماً واسعاً من أجهزة الإعلام الروسية والعالمية، حيث التقى مع مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وكذلك أجرى لقاءً بتاريخ 11/11/2011 مع وزارة الخارجية الروسية، وترأس الجانب الروسي بوغدانوف نائب وزير الخارجية، واستمر اللقاء لمدة ساعتين، وتم الاتفاق على أن منع التدخل الخارجي، العامل الضروري لضمان المخرج الأمن من الأزمة، والكفيل بفتح الحوار الوطني الشامل، وتم الاتفاق على أن الحوار الجدي العميق ضرورة للخروج من الأزمة، وانتهى اللقاء باتفاق على استمرار اللقاءات مع الخارجية الروسية، والتي أصدرت بياناً عن اللقاء، وهذا دليل اهتمام مميز بالزيارة، وفي اليوم الثالث تم اللقاء مع نائب رئيس الدوما النائب الأول لرئيس الحزب الشيوعي السوفياتي أيضاً الرفيق إيفان ميلنيكوف، و مع الجالية السورية بموسكو.
من جهته أكد الأب طوني دورة خلال اللقاء الصحفي أهمية ما يتم تحقيقه على مستوى الوعي لمشهد الحراك في سورية، والمتمثل بكسر ثنائية (سلطة - معارضة)، وإبراز حالة من التدرج في المواقف، والتي هي أكبر من الكتلة التي تمثل كل من السلطة أو المعارضة على حدة، فلا وجود لمعارضة أو لموالاة بالمطلق، فهناك معارضون في قلب السلطة، وهناك معارضون سلبيون في قلب المعارضات.. وأوضح دورة أن الروس أشاروا إلى لقائهم للمرة الأولى معارضة سورية بناءة يستطيعون معها تأسيس شيء حقيقي للحوار، وأضاف، إن المطلوب هو كسر حالة الإقصاء المتبادل، وإبراز معنى كلمة المعارضة الوطنية، والتي تنطلق من خارطة الثوابت المعنوية التي تم تبنيها، ومن خرج عن هذه الثوابت يعتبر غير وطني..
حضور إعلامي واسع
حضر المؤتمر الصحفي عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة ووكالات الأنباء، وقد طرحوا العديد من الأسئلة لوفد الجبهة.. نبرز أهمها..
• هل لمستم أنه بإمكان الروس فعل شيء على صعيد الحوار الداخلي، وحل الأزمة السورية؟!
د. جميل: طرح الروس علناً استعدادهم لتقديم المساعدة لتسهيل الحوار، ابتداءً من المشورة والنصح، مروراً بنقل الخبرات المتراكمة لديهم لحل تعقيدات من هذا النوع، ولمسنا لدى وزارة الخارجية الروسية رغبة في الإسراع بالحوار وإنجازه، لأن سورية وما حولها تحولت إلى نقطة توتر عالمية يمكن أن تهدد السلم العالمي بسبب التهديدات الأمريكية والغربية، ولكن نزع فتيل الأزمة لا يكون إلا داخلياً.. لقد كانوا مهتمين بما قدمناه من أفكار ورؤى حول إمكانيات الحوار وضرورة إنجازه، وتم التركيز على مناخ الحوار، فالوصول للحوار يحتاج إلى آليات ومخطط، وهذه العقدة إذا ما حلت سنسير مسرعين نحو الخروج من الأزمة بشكل نهائي...
• لماذا لا تتوحد المعارضة وتكون يداً واحدة في الإصلاح؟!
د. علي حيدر: الأهم من الوحدة الشكلية هي وحدة الرؤية والفهم، وبالتالي في إنتاج المشروع الذي يضمن المخرج الأمن للأزمة، وعلى أساس الثوابت يمكن أن نتحد في الأداء على الأرض، وليس إنتاج جبهة في مواجهة جبهة أو حالة في مواجهة حالة، لأننا ضد الثنائية الوهمية..
• هل حاول السفير الأمريكي أو الفرنسي الاتصال بكم؟! وهل تنوون التوجه إلى الخليج مثلاً؟!
د. قدري: السفير الأمريكي إلى الآن لم يتصل بنا، ولن يتصل لأنه يعرف ردة فعلنا، فالبعض في المعارضة يبرر اتصاله بالقوى الخارجية بأن النظام يتصل بهم أيضاً، ونحن نقول: إذا كان للأنظمة ضروراتها فللشعوب خياراتها، والاتصال بالمعنى الشعبي بالعدو هو خيانة وطنية، ونحن نطالب النظام بطرد السفير الأمريكي الذي تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية، ونطالبه بتأميم الشركات النفطية الأمريكية والأوروبية التي تساهم دولها في تشديد الحصار الاقتصادي حول سورية اليوم، وهذا أفضل رد وطني على إجراءات كهذه.
د. حيدر: السفير الأمريكي يعرف ردة فعلنا بدقة، ولن نوافق على الاتصال به، وتاريخياً نحن نرصد الأداء الأمريكي - البريطاني - الفرنسي في المنطقة، ومقابل الفيتو الروسي الصيني الحالي هناك /50/ فيتو لأمريكا ضد القضية الفلسطينية.
• هل أنتم بصدد القيام بشيء محدد زمنياً وفق تصور بالتعاون مع الروس؟! وأين أنتم من سلم التدرج، بينما هناك من يصفكم بأنكم معارضة تحت عباءة السلطة؟!
د. قدري: طلبنا من الروس الاتصال بباقي أطراف المعارضة الوطنية، وشجعناهم على ذلك، ووجهنا اللوم لهم على اتصالهم ببعض المعارضات الخارجية غير الوطنية، وقلنا لهم إن اتصالهم مع أي معارض غير وطني يستدعي التدخل الخارجي سيعطيهم من رصيدكم، ويعطل عملنا نحن القوى الوطنية، واقترحنا لقاءهم مع هيئة التنسيق.
• بعض تصريحات أعضاء هيئة التنسيق تقول: بأنهم هم المعارضة الداخلية المعترف بها على المستوى الداخلي والخارجي، وبالتالي تم إقصاؤكم!!
د.قدري: نحن نأخذ التصريحات الرسمية المكتوبة، والوثائق فيما يخص التدخل الخارجي واضحة، فنحن نتعامل مع الوثائق، ونأخذ التصريحات الشفهية بعين الاعتبار لدراسة مدى وزنها، فالاعتراف بالنسبة لنا نأتي به من شعبنا، وكان بعداد وفدنا الحركة الشعبية، وممثلو قسم هام من الحراك على الأرض، وأخبرنا الروس بأن طاولة الحوار «مابتركب» إذا لم يكن هناك طرف ثالث، وفي الحركة الشعبية السلمية من يرفض التدخل الأجنبي، ويريد المخرج الآمن، ومن ذهبوا مع الوفد أتوا بتفويضات من مناطقهم، وهم يمثلون شرائح واسعة، كدير الزور، ودمشق، وريف دمشق .. إلخ.
د. عادل نعيسة: الطريق إلى الوطن واسعة، والطرق إليه كبيرة، ومن حق أي كان أن يقول: أنا الوطن، وسأقاتل عن الوطن، ولكن من حقنا نحن أن نميز بين الغث والسمين، وبيّن من يستعدي بالأحباش على وطنه، وهذا مرفوض، ولو بقيت وحيداً سأقاتل بمواجه الاقتتال الطائفي، والتدخل الأجنبي بأية صيغة.
• هناك دعوات من بعض القوى تطالب بالاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي ووحيد للسوريين؟!
د. نعيسة: أطرح سؤالاً على كل التشكيلات المعارضة في الخارج، من شكلها؟! ومن مولها؟! ومن يدعمها؟! وإذا اعتبر المجلس سلطة شرعية، فمن حقه عندها طلب التدخل الدولي، وأعتقد أن الأمور تتجه بهذا المنحى، وأنا لا اشك بالأشخاص، وإنما بالمؤسسات التي تولد خارج الحدود، ولا أنكر وجود عنف متبادل يجب إيقافه بكافة الوسائل من أجل البلاد، ومن مصلحة النظام إيقاف العنف، فنحن نرفض حتى التدخل الروسي، ولكن يمكن للروس المساعدة في الحوار..
د.قدري: ليس لدينا فيتو على أحد، فإذا غير المجلس الوطني موقفه من التدخل الخارجي، ورفضه للحوار، وأوقف تلقي الدعم المالي، فعندها نفكر بإمكانية الحوار معه، ولنتساءل: ماذا سيقول أولادنا وأحفادنا عنا في المستقبل؟! هل كنا من أحفاد يوسف العظمة أم من أولئك الذين جروا عربة غورو مكان بغالها؟! وهذا هو الخيار ولا خيار آخر، فالتاريخ لا يرحم..
• ألا تخشون أن تكتمل سلسلة الاعتراف بالمجلس الوطني؟! وما هي ردة فعل الروس على اعتراف المجلس الانتقالي الليبي بالمجلس السوري؟!
د. قدري: إن اعتراف المجلس الانتقالي الليبي مايزال موضع شك، ولا أرى أي أفق لتتابع الاعترافات بالمجلس الوطني السوري، وهناك تعقيدات، وبيان وزارة الخارجية الروسية، والحديث عن اللقاء مع المعارضة الوطنية البناءة هو شكل من أشكال الاعتراف بجزء من المعارضة الوطنية، ومادام هذا قد حصل، فالاعتراف بالمجلس بات مستحيلاً.
د.علي: الاعتراف هو منحة ممن لا يملك لمن لا يستحق.
صوت العقل.. صوت الحوار الوطني
• هل تتوقعون انضمام هيثم مناع للمعارضة الوطنية تحت سقف الوطن؟! وماذا سيخرج عن جامعة الدول العربية؟!
د.قدري: هيثم مناع في هيئة التنسيق للتغير الديمقراطي، وهي إحدى قوى المعارضة الوطنية.
• الجبهة الشعبية تمثل الرأس البارد في ظل أجواء ساخنة جداً، وفي ظل وجود رؤوس ساخنة جداً، كيف ستخطون هذا الطريق الهادف لحوار الرأس البارد في ظل هذه الأجواء الملتهبة؟!
د.قدري: هناك قوى متشددة يجب عزلها ومحاصرتها ضمن النظام والمعارضة، وهذان الطرفان لا يريدان الحوار، وهم من هاجموا نتائج اللقاء التشاوري، ونعتقد أن الاستعصاء الجاري، والخطورة الخارجية تفتح الطريق أمام صوت العقل لكي يقوى، ويعزل المتشددين أكثر، ولذلك يجب تفعيل الاتصالات الداخلية والخارجية لكي يبقى صوت العقل الموجود، لأنه مفتاح إنقاذ سورية في الظرف الحالي..
• هل أنتم مطمئنون للموقف الروسي بمجلس الأمن؟! وما مدى جدية ما يحكى عن خلاف بين مؤسسة الرئاسة الروسية والخارجية الروسية ومجلس الدوما في الموقف من النظام؟!
الأب دورة: لا يجوز قراءة وضع سورية بمعزل عن قراءة الحراك الدولي العام، فالفيتو الروسي ـ الصيني يبعث برسالة إلى العالم بأن هناك فضاءً سياسياً جديداً قد تكوَّن، وسورية البوابة الفاصلة الواصلة بيّن الشرق والغرب، فلا وجود لتمايز بين الرئاسة والخارجية الروسية، بل هناك بعض التمايزات الفردية التي لا تجد لها مستقراً في الأرضية العامة، فعند توجهنا لنائب رئيس مجلس الدوما المعارض بسؤال عن الموقف الروسي من سورية، أجاب بأن الموقف لا يحتاج إلى برهان، لأنه من الثوابت التاريخية الروسية الجيوبوليتكية بالنسبة للروس تجاه سورية، وهناك إجماع شعبي سياسي، معارضة وسلطة، تجاه الحفاظ على سورية من أي تدخل خارجي..
• ما هي حقيقة الطرح الروسي فيما يتعلق بالدخول بتفصيلات حول طرح بعض المناصب على المعارضة في الدولة؟!
دورة: لا وجود لأي منحى تدخلي عند الروس والتعامل ندي سيادي.
د.قدري: لا توجد أية إشارة عند المسؤولين الروس الذين التقيناهم تؤكد تسريبات إعلامية من هذا النوع، وأعتقد أن الموضوع افتراضي وسابق لأوانه، والحديث عن الموقف الروسي يقصد به عرقلة الدور الروسي اللاحق، فنحن ضد التدخل، حتى الروسي، في القضايا التفصيلية التي تمس السيادة الوطنية.
• يقال إن القيادة الروسية رفضت استقبال وفد من المعارضة الخارجية، في الوقت الذي كنتم به في موسكو، فما صحة هذه الأبناء؟! وهل لعبتم دوراً في هذا المجال؟!
د.قدري: كان من المخطط اللقاء مع المجلس الوطني في 20/10/2011 بروسيا، فطالبناهم برؤية المعارضة الوطنية الأخرى الموجودة في الداخل.
حيدر: دور الإعلام حالياً ليس كشف الحقائق وإنما زرع حصان طروادة!
قال عضو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر إن مهمة وفد الجبهة إلى روسيا تلخصت بالدرجة الأولى في شكر الأصدقاء الروس للفيتو الذي توافقوا فيه مع الأصدقاء الصينيين في مجلس الأمن ضد التدخل الخارجي في سورية وهو ما جاء في مصلحة الشعب السوري، فهو قطع الطريق على كل تدخل خارجي، وثم نقل صورة ميدانية أوضح عما يحدث في الداخل السوري إلى الجانب الروسي، وذلك بعيداً عن وسائل الإعلام التي قد لا تستطيع نقل الصورة بدقة.
وأضاف حيدر في سياق لقاء مع تلفزيون روسيا اليوم إن وفد الجبهة الشعبية ناقش مع الجانب الروسي مكونات الأزمة وتعقيداتها الحالية والمخارج الممكنة منها، واستمع أعضاء الوفد للرأي الروسي في هذه النقاط.
وتحدث حيدر عن دور الإعلام، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من دور الإعلام حالياً ليس كشف الحقائق، وإنما زرع حصان طروادة، ودوره عملياً جزء من الحرب التي قد تشن تجاه دولة من الدول أو شعب من الشعوب. وأوضح أن الجبهة ترى أن هناك إعلاماً كان يتكلم اللغة العربية ولكنه جزء من أجندة المشروع الخارجي الذي يحاول الدخول إلى سورية، وكذلك جزء من التدخل الخارجي في سورية عبر تصوير واقع الحال من وجهة نظر ليست محايدة أبداً، بل تتبنى وجهة نظر المشروع الغربي الذي يريد الشر بسورية، ابتداءً بإدارة الاشتباك والاقتتال، وانتهاءً بتنفيذ أجندة تستهدف سورية.
وحول توصيف الأزمة في سورية، قال حيدر: جاءت الأحداث متوافقةً مع ما يسمى بين قوسين الربيع العربي، وكانت عبارة عن حراك شعبي سلمي محق في أغلب مطالبه، ولكن طريقة التعاطي الرسمي مع هذا الحراك كانت خاطئةً منذ البداية، فلم تتم قراءة هذا الحراك جيداً ولم تتم الاستفادة منه بتعزيز الإصلاحات المطلوبة، بل تم الذهاب إلى مواجهته، وهنا دخل العامل الخارجي إلى الداخل السوري، حيث استفاد الخارج من هذه اللحظة الفاصلة فدخل إلى الشارع السوري وتعقد المشهد، فأصبح لدينا النظام بآليات تفكيره وعمله الميداني على الأرض، والحراك الشعبي السلمي على الأرض الذي لم يكن بعد قد أهل لكي يقود تغييراً لأنه لم تتخلق لديه القيادات والرؤية والمشروع، وظهر على الهامش المعارضة التي أرهقت من حجم التحرك ومن سقف المطالب التي كانت قد أطلقت في الشارع، وبدأت تظهر علامات الدخول الخارجي على الأزمة السورية من خلال ظهور مسلحين، وظهور عنف وعنف مضاد، وهذا العنف المضاد يبرره تدفق الأسلحة إلى الداخل السوري، وهذه معلومات دقيقة فقد تدفقت الأسلحة من كل الاتجاهات، وهنا الجميع يتحمل المسؤولية.
وحول ما يوجه للجبهة الشعبية من اتهامات بارتباطها مع النظام، قال حيدر: إذا كان بالأساس هذا المنطق هو منطق إزالة وإقصاء وإلغاء فما الفرق بين المتحدثين بهذه الطريقة وبين النظام؟ كلنا نعمل معاً لنقول إننا نحتاج إلى تغيير ديمقراطي عميق جذري هادئ، يؤسس لبناء سورية الجديدة ولكن ليس على قاعدة هدم وتخريب وإقصاء. وأوضح أنه يرى أن المنطقين واحد في نهاية المطاف، ولا يختلفان عن بعضهما، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب بالاتهام هو أسلوب تحريضي على القوى الموجودة في الساحة السورية والتي تعمل لخدمة المصلحة السورية.
وحول الشعارات الداعية لإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد، قال حيدر: إن المعارضة الوطنية في الداخل السوري لم ترفع أبداً شعاراً يطالب الرئيس بالرحيل، وهذا حصل في بعض المناطق من سورية وصورته الكاميرات ونقلته بعض المحطات، ولكن حتى هيئة التنسيق التي تعتبر الأكثر راديكالية في المعارضة السورية قال الناطق باسمها إن رحيل رأس النظام ليس من أولويات هيئة التنسيق، إذا هذا الشعار ليس مطروحاً من قبل المعارضة الوطنية في الداخل، فالتغيير البنيوي الجذري العميق شيء وهتاف (إرحل) شيء آخر، وقد قلت سابقاً إن الحراك الشعبي ورط وحمل بعض الشعارات، وربما ذلك على قاعدة الفعل ورد الفعل جاء رفع شعارات غير عملية وغير قابلة للتطبيق اليوم وتزيد من تأزم الوضع الداخلي، ولذلك نقول إن هذه الشعارات جزء من الأجواء التي يجب تأمينها في الأيام القادمة والمتعلقة بوقف العنف ووقف العمل المسلح وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق سراح الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة، وغيرها من المسائل الإجرائية التي تهيئ الأجواء للذهاب إلى طاولة الحوار الجاد والهادف للخروج من الأزمة.