أنت شّبيحُ..إذاً هُوَ ثّورجي.. الحسناء والوحش!؟

أنت شّبيحُ..إذاً هُوَ ثّورجي.. الحسناء والوحش!؟

أنت شبّيحٌ إذاً أنت موجود..!؟ هو ثورجي.. إذاً هو موجود..!؟

هكذا أصبحت تُقاس الأمور وفق ثنائية لا تختلف عن بقية الثنائيات الوهمية الأخرى السائدة، وصارت عوضاً عن ثنائية موالاة ومعارضة التي بطل مفعولها هذه الأيام..! فعندما يغيب الوعي ويسيطر الجمود والركود تنمو الطحالب والحشرات التي تلسع وتنقل الأمراض والجائحات، وتفوح الروائح الكريهة كلما ألقيت فيها حصاةً.. لتكشف كل خفايا الأسن، ويصبح كيل الاتهامات لا حدود له ويغيب صوت العقل ومصلحة الشعب والوطن..

معاون وزير النفط الذي انشقّ والتحق بجوقة اسطنبول وتنابلة السلطان العثماني الجديد أردوغان أصبح ثورجياً بامتياز وله من يدافع عنه عندما نشرت صورته في قاسيون..

الدكتورة ناديا خوست ابنة دمشق القديمة العريقة بتاريخها ومن حماتها ولا حاجة للتعريف بها أكثر من ذلك.. أصبحت في نظر الثورجية شبيحةً لأنها كتبت في قاسيون: الشعب السوري يواجه الحرب الاستعمارية..

فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي لأنه أراد التغيير السلمي الديموقراطي وداس على جراحه وآلامه ومعاناته وسنوات السجن من قوى القمع والفساد من أجل الشعب والوطن.. من أجل سورية.. أصبح بين ليلةٍ وضحاها عدواً وكيلت له الاتهامات وممن..؟ من رفاق الأمس..!

بالضخ الاعلامي المعادي والرسمي على السواء وإن اختلفت النسب قليلاً.. اختلت المقاييس وغابت الرؤى والصور الواقعية وكل معاناة الشعب السوري.. أمام الوهم والخيال الوهمي المقلوب لمن ينظرون في مرآة في بيوتهم ولا يرون الوقائع على الأرض.. فأغلب من كانوا يصفقون كثيراً ويسرقون كثيراً انقلبوا إلى ثورجية من النوع الثقيل..

أنت شاركت في انتخابات مجلس الشعب.. إذاً أنت شبّيح وهو ثورجي..!

أنت ضِدّ التدخل الخارجي.. إذاً أنت شبيح وهو ثورجي..!

أنت ضدّ العمل المسلح والتفجيرات وإسالة الدم السوري الطاهر..إذاً أنت شبّيح وهو ثورجي..!

أنت ضدّ الامبريالية الأمريكية والصهيونية والرجعية والظلامية..إذاً أنت شبيح وهو ثورجي..!

وقِس على ذلك كثيراً من الأمور.. في توزيع الاتهامات..وبعض من يدعي أنه يريد الحرية، إنما يريدها لنفسه ولا يريدها للآخرين بل ويمارس قمعاً مماثلاً لقوى القمع والفساد.. وهناك من يريد كلّ شيء ولا يفعل أي شيء..

يقول الشاعر: إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

والثوري الحقيقي والوطني، أصبح يعاني من القمع المزدوج ويباح ويهدر دمه في بازار المزايدات من النخاسين الجدد.. ويقمع من قوى القمع والفساد وحتى تُكتم أنفاسه وتسرق أصواته في انتخابات مزيفة ومزورة...

ادفع ربع مليون ليرة فيفرج عن ابنك الموقوف.. وإلاّ ثكلته أمه..!؟

ادفع مثلها للخاطفين لينجو ابنك من.. وإلاّ ثكلته أمّه..!؟

ادفع مليوناً أو أكثر..تُصبح نائباً..!

ادفع تبرعاً للثورجية واسرق ما تشاء من جيوب الفقراء والمستضعفين من المواطنين.. فأنت ثورجي..!؟

أنت شبّيحٌ إذاً أنت موجود.. هو ثورجي إذاً هو موجود.. وغاب الشعب والوطن من الوجود..!؟