المؤتمر العاشر والدور الوظيفي لحزب «الإرادة الشعبية»
لا بد لمؤتمر حزب الإرادة الشعبية المزمع عقده في 6-7 من الشهر الجاري، أن يجيب على سؤال أساسي هو: أين وصل الحزب في تحقيق دوره الوظيفي؟
إن إجابة أولية، تقول بأن لحزبنا اليوم مكانه المحفوظ ضمن المجتمع السوري، فقد بدأنا نمارس السياسة فعلاً بمعناها الحقيقي! ذلك أن قول لينين: «تمارس السياسة فقط حين تخاطب ملايين الناس» لا يزال صحيحاً، ونحن اليوم نخاطب ملايين السوريين، ونوصل خطنا السياسي لهم وندافع عنه، ونهاجم به، ونطلب دعمه والعمل على تحقيقه..
إن المقدمات الموضوعية لشعار المؤتمر الدوري العاشر المرتقب، الأول بعد الترخيص، «إلى التغيير والتحرير»، أصبحت مهيأة تماماً، حيث نضجت كل الظروف لتحقيق هاتين المهمتين الكبيرتين، وما يجب علينا فعله هو إنضاج ظروفنا الذاتية وتهيئة تنظيمنا وتقويته وتدعيمه بتأييد الكادحين وعملهم..
وإذا كانت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين قد انطلقت في عملها منذ بدايات عام 2003 من فكرة أساسية هي: «لكي تكون حزباً جدّياً، فيجب أن يكون لك دورك الوظيفي»، فقد حددت ذلك الدور بأنه تحقيق مصلحة السوريين الكادحين وعلى رأسهم الطبقة العاملة، وبأن هذا الدور يبدأ بالتحقق حين يقبلون بها كممثل لمصالحهم.. أي أن حزب الإرادة الشعبية ومنذ مهده الأول «اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين»، حدد هدفاً واضحاً هو النضال من أجل تمثيل مصلحة الطبقة العاملة السورية..
ولأن السياسة كعلم تعني استشراف المستقبل من أجل أفضل تحكم ممكن به، كان لا بد من الانطلاق من أعلى منصة معرفية وصلت إليها الحركة الثورية العالمية، وكان لا بد من تحليل معمق للوضع العالمي في ظل توقع الأزمة الرأسمالية العالمية العميقة، وما سينتج عنها من عودة الجماهير إلى الشارع معلنة موت الفضاء السياسي القديم وبداية تشكل الفضاء السياسي الجديد.
استطاعت اللجنة بعد عشر سنوات من النضال اليومي تحقيق الخطوة الأولى في مشوار تحقيق الدور الوظيفي، فقد باتت أكثر قرباً من عموم الكادحين، وبدأ جزء منهم يعترف بها كممثل لمصالحهم، ولهذا بالذات أصبح ضرورياً أن تولد ضمن الفضاء السياسي الجديد كحزب، وكانت ولادة حزب الإرادة الشعبية في 3/12/2011 بقرار الاجتماع الوطني التاسع الاستثنائي للجنة الوطنية في ظروف، رغم كل مآسيها وآلامها، لكنها ظروف التقدم وظروف الانتصار، فبعد نصف قرن من التراجع العام للحركة الثورية العالمية انفتح واسعاً أفق التقدم. وفي الملموس السوري، فإن النضال من أجل إعادة الفرز على أسس طبقية ووطنية عميقة يأخذ طريقه ويتسارع، وهو الأمر الذي وضعه «الإرادة الشعبية» في القلب من مهماته لإخراج سورية من الأزمة..
إن نضال حزب الإرادة الشعبية من أجل التغيير الجذري الشامل العميق والوطني والسلمي، هو ما سيعزز من دوره الوظيفي في المجتمع السوري، وهو ما سيحمل الطبقة العاملة للمصادقة عليه. والتغيير المطلوب هو الطريق نحو استكمال الدور الوظيفي بالتحرير، تحرير كل الأراضي السورية المحتلة، الذي لن يطول الوقت حتى يصبح واقعاً..