السوريون و«المؤتمر الدولي»..!!
تنبع أهمية المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سورية في مهمته الافتراضية التي تتكثف بتغيير شكل الصراع الدائر في سورية إلى منحى آخر سياسي الطابع
عوضاً عن لغة الحرب التي سادت منذ ما يقارب السنتين وأزهقت الكثير من الأرواح، ودمرت الكثير من البنى التحتية في حرب كان من الممكن تجنبها أو الخروج منها بتكاليف أقل. وبمعنى آخر فإن مهمة المؤتمر ليست في إيقاف الصراع الذي لا يمكن لجمه باعتباره تعبيراً عن واقع موضوعي ونابع من التناقضات القائمة في المجتمع السوري، بل ينبغي إعادته الى مساراته الأساسية، لا الثانوية المضخمة، أي إلى حسم آفاق تطور البلاد، بطبيعة وشكل النظام السياسي، ونمط توزيع الثروة المنتجة، والمضامين والأشكال الديمقراطية المتصلة، ودور سورية في شبكة العلاقات الدولية والإقليمية حفاظاً على المصالح الوطنية السورية وانسجاماً مع الإرث الكفاحي للسوريين في مناهضة الاستعمار والصهيونية.
وهذا يعني أن ينتزع السوريون المجال لتكون كلمتهم هي العليا في تقرير مصير بلادهم، مما يتطلب من القوى الوطنية في البلاد استثمار هذه الفرصة التاريخية للحفاظ على السيادة الوطنية وإنجاز عملية التغيير الجذري والشامل التي لايمكن الاستغناء عنها، لأنها الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً.
وحسب تجربة بلدان عديدة فان الإمساك بزمام المبادرة من السوريين أنفسهم والإسراع في إبداع الحلول، سيضعف من تأثير تلك القوى الدولية (الغربية تحديداً) والمتواطئين معها لتمرير مصالحها، وزرع ألغام قابلة للتفجير عندما تسمح لها الفرص بذلك.