تراجع سعودي..!
تتوالى الإشارات الصادرة عن السعودية باتجاه التراجع عن سياساتها السابقة حيال الأزمة السورية واضطرارها لتعديل نمط تورطها السافر حتى الآن في مفاقمة هذه الأزمة، مع أطراف داخلية وخارجية أخرى، لجني مكاسب سياسية وإقليمية على حساب الدم السوري.
فقد قالت صحيفة «الوطن» السعودية في عدد يوم الخميس الماضي إن نحو خمس السعوديين الذين شاركوا بالقتال في سورية سجلت لهم عودة إلى المملكة خلال الفترة الماضية، زاعمة أن هؤلاء قرروا العودة بعد أن «اكتشفوا الحقائق التي كانوا يجهلونها، وخاصة الغايات الحقيقية للمحرضين الذين استغلوا تعاطفهم مع الشعب السوري لخلق فتنة طائفية بين المسلمين». وأضافت الصحيفة أن السلطات السعودية تتعامل مع «صغار السن» من المسلحين السعوديين الذين يعودون من سورية كـ«ضحايا للتغرير». وسبق ذلك إصدار الملك السعودي أمراً ملكياً يقضي بالسجن لمدة تتراوح بين 3 و20 سنة بحق كل من يشارك في «أعمال قتالية» خارج المملكة أو ينتمي إلى جماعات متطرفة، وذلك منعاً لإلحاق ضرر بـ«مكانة المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً وعلاقاتها مع الدول الأخرى بما في ذلك التعرض بالإساءة إليها ولرموزها»، في حين شدد مفتي المملكة في تصريحات للتلفزيون الرسمي السعودي على ضرورة الامتثال للأمر الملكي، مشيراً إلى أن الشباب الذين يخرجون للقتال باتوا «يباعون في سوق النخاسة».
ويبدو أن السعودية، التي باتت تتخوف جدياً من وضعها على لائحة الدول الداعمة للإرهاب بالعالم، باتت تدرك أيضاً ضرورة الرضوخ للتحول في ميزان القوى الدولي، بمفاعيله الإقليمية، ومنعكساته الداخلية سورياً، بما فيه على تقليم أظافر تلك المعارضات السورية المحسوبة عليها.