كلمات ضيوف المؤتمر العاشر لحزب الإرادة الشعبية
خلال الجلسة الافتتاحية تناوب عدد من ضيوف المؤتمر العاشر على منيره، وننشر فيما يلي كلمات كل من السيد سفير جمهورية روسيا الاتحادية، عظمة الله كولمحمدوف، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق سعد المصري، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبو أحمد فؤاد، ومنسق التيار اليساري الوطني العراقي الرفيق صباح الموسوي، فيما تقوم «قاسيون» بنشر كلمات الرفيق د. علي حيدر باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، والرفيق عادل نعيسة باسم ائتلاف قوى التغيير السلمي، والرفيق اسماعيل حجو باسم قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد ورسالة الرفيق ابراهيم البدرواي ياسم حركة اليسار المصري المقاوم في عددها المقبل.
كولمحمدوف: اسمحوا لي أن أخاطبكم
بـ«أيها الرفاق والرفيقات»..!
أيها الجمهور الكريم، قبل كل شيء اسمحوا لي أن أعبر عن شكري وامتناني لهذه الدعوة الكريمة، وأن أخاطبكم بالرفاق والرفيقات كما كان معتاداً أيام الاتحاد السوفييتي
وأيام الحزب الشيوعي السوفييتي.
طبعاً كان من غير الممكن ألا تترك تلك الفترة آثارها لدى الشعب الروسي والشعب السوفييتي، ومن هنا جاء الموقف الروسي الثابت تأييداً للشعب السوري في مصيبته والفترة الحرجة التي يعيشها. لا شك أن علاقات الصداقة والتعاون التي كانت تربط الشعبين السوفييتي والسوري على مدى عقود لا تزال تلعب دوراً مهماً في اتخاذ الاتحاد الروسي لهذا الموقف. ولا يمكن للشعب الروسي أن يقف موقف اللامبالي تجاه ما يعانيه الشعب السوري من التشريد والاقتتال والتدمير والمشاكل الداخلية وغيرها.
لذا جاء موقفه مؤيداً للخروج من هذه الأزمة عبر الحوار الشامل بين السوريين أنفسهم ودون أي تدخل خارجي. والاتحاد الروسي يتابع - رغم كل الظروف - تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا في مختلف المجالات بما فيها المجال العسكري الفني، وهذا الموقف ثابت ولا نية بالعدول عنه.
جرى الاتفاق الروسي- الأمريكي للوصول إلى التسوية السياسية السلمية، ولا شك أنه يجب أن نبذل كل الجهود سويةً لكي لا نضيع هذه الفرصة الثمينة التي من شأنها أن تخلص الشعب السوري من العنف والدمار والمعاناة. إن الوصول إلى هذا الهدف ليس أمراً بسيطاً، حيث توجد أكثر من قوة عرقلت وستعرقل الجهود الرامية لتخليص الشعب السوري من مآسيه، لذا فعلينا أن نبذل كل ما باستطاعتنا للتغلب على هذه العراقيل المعادية لكي نصل إلى أهدافنا المشتركة. إن ما جرى في القصير هو حدثٌ مهم، ونعتقد أنه يجب أن يشكّل حافزاً للتوصل إلى تسوية سياسية.
إن المؤتمر العاشر لحزبكم، حزب الإرادة الشعبية، هو حدثٌ مهم وعليكم أن تقرروا مدى جدارة القيادة في تنفيذ المهام المطروحة، وأنا كسفير وكمراقب أستطيع أن أقول إني لاحظت شخصياً وجود إنجازات جدية حصلت خصوصاً فيما يتعلق بموضوع الوصول إلى تسوية سياسية. حيث توجد جهود صادقة لدى قيادة الحزب في العمل على تكاتف كل قوى المعارضة الداخلية التي ترفض العنف والتدخل الخارجي والتي تريد بلوغ تسوية سياسية عبر الحوار الوطني. ومن هنا جاء تشكيل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وكذلك إئتلاف قوى التغيير السلمي وقد زارت وفود هذه القوى الاتحاد الروسي عدة مرات وتم مناقشة السبل المواتية للخروج من الأزمة السورية. إن هذه التكتلات (جبهة – ائتلاف) إضافة لحزبكم تلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية السورية بصفتها قوى معارضة.
ختاماً، أتمنى لأعضاء المؤتمر عملاً ناجحاً في الوصول إلى الأهداف التي نتشاطرها سويةً في الوصول إلى السلام والاستقرار في سورية قبل كل شيء. وبالمناسبة، أود أن أؤكد أنه وخلال الاجتماع الثلاثي الأخير الذي انعقد البارحة، فقد أكد الوفد الروسي ثبات موقفنا بما يخص انعقاد المؤتمر الخاص بسورية في جنيف، وهذه الثوابت هي عدم فرض الحلول الخارجية وأن يقرر السوريون أنفسهم كل ما يخصهم وثانياً عدم تحديد مجال زمني للوصول إلى التوافقات. وكذلك نحن نصر على ضرورة مشاركة الشعب السوري في الوفد المعارض بكل أطيافه (أحزاب - مجتمع مدني - منظمات أهلية)، إضافة لضرورة توسيع مشاركة البلدان الأخرى في هذا المؤتمر وخصوصاً إيران لأهمية وفعالية وإيجابية دورها. وشكراً لإصغائكم.