إلى استانا دُر
تفيد التقارير الإعلامية، بإعلان كل القوى الدولية والاقليمية حضور لقاء استانا المزمع انعقاده يوم غد في العاصمة الكازاخية استانا، فبالإضافة إلى الدول الضامنة للهدنة في سورية، وهي روسيا وتركيا وإيران، سيشارك في مفاوضات أستانا ستيفان دي ميستورا الممثل الأممي إلى سوريا، ونواف وصفي التل مستشار وزير الخارجية الأردني، وستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط. ووفد كل من النظام والجماعات المسلحة،
وذلك رغم حملة التشكيك والتشويش التي سبقت انعقاد الاجتماع، وبعد تصعيد عسكري شامل بدأ بإسقاط القوات الامريكية الطائرة السورية، ومروراً بالتصعيد التركي في الشمال السوري، وزوبعة الكيمياوي، و ليس انتهاء بتفجيرات دمشق يوم أمس..
لاشك بأن هناك من يريد أن يحول التفاوض، إلى طبخة بحص على نار تعقيدات المشهد، وتناقض المصالح، الإقليمية والدولية، ونظرة كل طرف إلى تقدم المسار السياسي، واتجاهاته، ومآلاته المفترضة، وأن هناك من يرى في التفاوض بازاراً لتمرير مصالحه الخاصة، وابتزازاً للطرف الروسي وإحراجه، باعتبار أن هذا الطرف هو الداعي والراعي والدافع الأساسي باتجاه تقدم العملية السياسية، ولكن مجرد انعقاد الاجتماع، رغم حملة التهويل والتصعيد التي كانت وما زالت تخيم على المشهد، يؤكد من جديد حقيقة أساسية: بأن خيار المضي في إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية بات خياراً إلزامياً لكل القوى، ولم يعد هناك أحد من القوى المعنية، الدولية والاقليمية والسورية، يمتلك الجرأة بالامتناع عن الحضور، أو حتى وضع شروط مسبقة.
وإن قدرة الراعي الروسي، على جمع كل هذه التناقضات، وامتصاص الضغط متعدد الاتجاهات، يعني بأن هذا الراعي يمتلك الادوات الكفيلة بتجاوز حقل الألغام، وأنه ممسك بزمام المبادرة، وهو الذي يحدد الاتجاه الأساسي، وان جل ما يستطيع الاخرون القيام به هو اللعب في الهوامش.