تفضلوا بالانضمام إلى «الخطة ب» الأميركية..!
بعد عطلة الجزء الأكبر من المنابر الصحفية، العربية والعالمية، يوم أمس الأحد، جاء نهار مسموم آخر..
تطالعنا صحف اليوم بعناوين «حارّة» بما يتعلق بتطورات الأيام الأخيرة في محافظة الحسكة السورية، وإليكم بعضاً من تلك العناوين: «الأكراد أخطر من داعش؟»، «بداية انهيار حلم الدولة الكردية وأردوغان مرغم على العودة للتحالف مع الأسد»، «الأكراد والسياسات الفاشلة للاتحاد الديمقراطي»، «خطيئة كردية قاتلة وباب العودة مفتوح»، «تغلغل الأكراد إلى مناطق أرمينيا الجنوبية»، وغيرها الكثير من العناوين التي لا تحمل من السمّية إلّا القليل إذا ما قورنت بما دبجته الأقلام تحتها..
العناوين التي اخترناها، وغيرها من العناوين التي يمكن للقارئ الوصول إليها لهذا اليوم، لا تنتمي لـ«جبهة» نظام أو معارضة، بل هي عناوين من مختلف «الجبهات»، الجامع بين أصحابها انضمامهم، بل وتطوعهم المجاني ضمن الخطة الأمريكية البديلة..
إنّ الضربات الكبرى التي تلقتها خطط الفوضى الأمريكية السابقة، والتي ركزت على شكل طائفي علني وغير علني للصراع في سورية، وخاصة في الفترة الأخيرة التي باتت «داعش» فيها محكومة بالتراجع والانهيار السريع، وكذلك الفصائل الشبيهة بها، والتي لطالما حاولت واشنطن حمايتها، إنّ هذه الضربات دفعت واشنطن لإلقاء ورقتها الثانية والأخيرة ضمن محاولات إحراق سورية والمنطقة بأسرها من الداخل: ورقة الصراع القومي العربي- الكردي، واشتقاقاته "المبتغاة" الكردية- الكردية، والكردية- التركية، والكردية- الفارسية.. وإلخ..
اللافت في القضية، وإن لم يكن مستغرباً، أنّ مختلف قوى الفضاء السياسي القديم، قوى العالم القديم التي شكلت جزءاً من منظومة النهب العالمية ذات المركز الأمريكي، قد استنفرت جميعها وفي وقت واحد، وبطرائق متشابهة، لتفعل كل ما بوسعها لتأجيج النيران وتصعيد الصراع لعل وعسى يمنع تطوره الأقدار التي لا مفر منها: أقدار الحل السياسي الذي من شأنه تغيير وجه سورية والمنطقة، بالاتجاه الإيجابي الذي يصب في مصلحة الشعب السوري وشعوب المنطقة كلّها.. كلمة السر في هذا الحل هي:
طرد الأمريكيين= إنهاء الفوضى والقتل، ويساوي أيضاً فتح الباب أمام تغييرات بنيوية عميقة في مجمل هذه الدول، تضعها على عتبة العالم الجديد..
إنّ المحاولات الثانية، الخطط البديلة، دائماً ما كانت، وعبر التاريخ، تعبيراً لا عن فشل الخطط الأساسية فقط، بل وعن تراجع أصحاب تلك الخطط.. ولذلك فإنّ حظوظ وحوش الدم العالميين والمحليين في استحداث صراع دموي كردي- عربي، هي حظوظ ضعيفة ينبغي لجميع الوطنيين السوريين العمل للإجهاز عليها نهائياً، ولن يكون ذلك أكثر من استجابة صادقة لرغبة السوريين الصادقة، عرباً وأكراداً..